في الوقت الذي بدأ فيه الكنيست الإسرائيلي التصويت على قانون الإصلاح القضائي المثير للجدل، والذي تصفه المعارضة بـ"الانقلاب القضائي"، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن انهيار المحادثات بين الحكومة والمعارضة للتوصل إلى حل وسط، وهو ما كان يسعى إليه الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ.
يأتي ذلك بعد أن تجددت المظاهرات الرافضة لـ"الانقلاب القضائي" بإسرائيل، الإثنين 24 يوليو/تموز 2023، وأغلق متظاهرون الطريق إلى الكنيست الذي يستعد للتصويت على مشروع قانون "الانقلاب القضائي"، فيما أعلنت المعارضة معارضة التصويت.
تزامناً مع ذلك، دعا الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هيرتسوغ، الذي يرعى المفاوضات من أجل التوافق بين الائتلاف الحكومي وأحزاب المعارضة بشأن التعديلات، إلى التحلي بـ"درجة عالية من المسؤولية"، معتبراً أن بلاده "في حالة طوارئ وطنية".
أضاف الرئيس الإسرائيلي، الذي يتقلد منصباً شرفياً، في بيان، أن "هناك بنية تحتية ممكنة للتفاهم، لكن هناك اختلافات تستدعي من الأطراف المختلفة تحمل المسؤولية"، وحث أعضاء الكنيست على "التصرف بشجاعة ومد يد التفاهم".
فيما حذر رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك"، رونين بار، من "حدوث أعمال عنف داخل المجتمع الإسرائيلي"، إثر استمرار الخلافات حول مشاريع قوانين "إصلاح القضاء".
مخاوف ما بعد إقرار "الانقلاب القضائي"
كما عبَّر بار عن مخاوفه هذه خلال اجتماعه، مساء الأحد 23 يوليو/تموز، مع زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، بحسب القناة "12" الإخبارية الإسرائيلية.
قالت القناة إن بار أبلغ لابيد بأن "الوضع الحالي يُضعف أمن الدولة، وهناك خشية كبيرة من حدوث أعمال عنف وفوضى داخل المجتمع الإسرائيلي". وذكر أن "التوصل إلى تفاهمات (بخصوص مشاريع التعديلات القضائية) واسعة النطاق سيكون عنصراً هاماً في تجنب الفوضى".
بينما تشهد إسرائيل، منذ بداية العام الجاري، موجة احتجاجات على تشريعات تدفع بها الحكومة لتعديل القضاء، إذ تعتبرها المعارضة "انقلاباً على الديمقراطية" كونها تحد من سلطات المحكمة العليا وهي أعلى سلطة قضائية في البلاد.
مع وصول الحكومة إلى نهاية مناظرة ماراثونية قبل التصويت الثالث والأخير على مشروع قانون المعقولية المقرر إجراؤه بعد ظهر الإثنين، تستمر الاحتجاجات خارج الكنيست وفي جميع أنحاء إسرائيل، وفق ما ذكره موقع "I24" الإسرائيلي.
فيما تجمع المتظاهرون في القدس بالقرب من الكنيست الإثنين. وأثناء محاولتهم الاقتراب من مبنى البرلمان الإسرائيلي ، قوبلوا بشرطة على ظهور الخيل وخراطيم المياه.
بينما وصل رئيس الوزراء نتنياهو إلى الكنيست، بعد خروجه من المستشفى، ودخل البرلمان من خلال مدخل الطوارئ، بحسب تقارير القناة 12 الإسرائيلية، لتجنب المتظاهرين في الخارج.