أفاد تحقيق جديد أن الأشخاص الذين يقفون وراء غرق القارب قبالة السواحل اليونانية، في يونيو/حزيران 2023 هم مهربون تربطهم علاقات وثيقة بالقائد الشرقي لليبيا خليفة حفتر. بناءً على شهادات أحد الناجين، ومساعد التهريب، ومطلع ليبي داخلي، وأفاد التحقيق بأن رجلاً يُدعى محمد أ، يعمل في وحدة من القوات الخاصة تحت سيطرة حفتر، هو الميسِّر الرئيسي للرحلة، وذلك وفق تقرير نشره موقع Middle East Eye البريطاني يوم الأحد 23 يوليو/تموز 2023.
ففي 9 يونيو/حزيران، أبحر قارب من مدينة طبرق شرقي ليبيا، الخاضعة لسيطرة حفتر، على متنه ما يقرب من 750 شخصاً على أمل الوصول إلى أوروبا. غرق القارب المُغطَّى بالكامل قبالة شبه جزيرة بيلوبونيز اليونانية بعد خمسة أيام. كان هناك 104 ناجين من الغرق، لكن أكثر من 500 لا يزالون في عداد المفقودين في واحدة من أكثر حالات غرق قوارب اللاجئين مأساوية منذ سنوات.
اقرأ أيضاً
تفاصيل مثيرة تخص غرق سفينة مهاجرين قبالة اليونان
نشرت صحيفة Der Spiegel الألمانية وشبكة Lighthouse Reports البحثية، علاوة على المنظمات الإعلامية Reporters United وEl Pais وSiraj، الجمعة 21 يوليو/تموز، نتائج تحقيق في شبكة التهريب التي نظمت رحلة القارب.
وقالت شبكة Lighthouse Reports إن "الناجين والمطلعين والمحللين أوضحوا أن الرحلة نُظِّمَت بدعمٍ واسع النطاق من أشخاصٍ ذوي نفوذٍ متصلين مباشرةً بحفتر".
أبحر القارب ليلاً رغم حظر التجوال في طبرق. ويُزعَم أن محمد أقام برشوة حرس السواحل الليبيين لإيقاف الرادار عندما أبحر القارب.
قال أحد الناجين إن "جميع الرحلات يشرف عليها صدام حفتر، ابن خليفة حفتر". وأضاف: "يقود صدام التعاون بنفسه أو يكلف إحدى فِرَق الضفادع البشرية أو الفرقة 2020 بناءً على مَن لديه المزيد من المهاجرين الذين يدفعون المال مقابل الرحلة".
ولم يرد محمد أ. والمتحدث باسم حفتر على المزاعم التي أرسلتها إليهما صحيفة Der Spiegel.
اقرأ أيضاً
اليونان تعتقل تسعة شباب مصريين
في أعقاب غرق السفينة، اعتقلت السلطات اليونانية تسعة ناجين مصريين بتهمة الانتماء إلى شبكة التهريب التي أدت إلى الكارثة. ومع ذلك، يقول نشطاء إن المزاعم تستند إلى "أدلة هشة".
نفى الناجون المصريون التهمة، وقالوا إنهم دفعوا نقوداً مقابل عبورهم إلى إيطاليا. وينتظرون الآن المحاكمة في اليونان وقد يواجهون عقوبة السجن مدى الحياة إذا أدينوا.
وسبق أن اتهمت شبكة Lighthouse Reports اليونان بمحاولة "التستر" على دورها في المأساة من خلال "التلاعب بالأدلة".
واتهم الناجون من غرق السفينة خفر السواحل اليوناني بتجاهل مناشداتهم للمساعدة، مما أدى إلى خسائر في الأرواح.
وقال إياد من سوريا، لصحيفة The Times البريطانية، إن السلطات اليونانية "شاهدت الموقف بالفعل"، وإنه "كان بإمكانها إنقاذ المزيد من الناس". لم يرسل خفر السواحل المساعدة لمدة ثلاث ساعات على الأقل، وفقاً لخمسة ناجين من حادثة الغرق.
يؤكد خفر السواحل اليوناني أن سفينة الصيد المزدحمة كانت تبحر في طريقها إلى إيطاليا ورفضت المساعدة.
التحقيق الذي أجرته هيئة الإذاعة البريطانية BBC كشف أن القارب لم يتحرك لمدة سبع ساعات على الأقل قبل أن ينقلب، وتقول مجموعة من المنظمات غير الحكومية إنها تلقت مكالمات استغاثة من القارب.
وقالت الوكالة الأوروبية لخفر الحدود والسواحل إنها عرضت دعماً جوياً على السلطات اليونانية قبل غرق القارب، لكنها "لم تتلقّ أي رد".