دعا وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، بحسب قناة 12 العبرية الخاصة الجمعة 21 يوليو/تموز 2023، الحكومة بقيادة بنيامين نتنياهو إلى تأجيل التصويت على التعديلات القضائية، معللاً ذلك بأن "الوضع مقلق، ويجب تأجيل مشروع قانون إصلاح القضاء"، وقد أعلن مئات من ضباط الاحتياط في الجيش خلال الأيام القليلة الماضية، إنهاء تطوعهم؛ احتجاجاً على خطة ما يعرف بـ"إصلاح القضاء" التي تعتزم حكومة نتنياهو تنفيذها.
قالت القناة 12، إن الخطوة الأولى التي يعتزم غالانت اتخاذها هي تأجيل تشريع قانون "الحد من المعقولية"، المتوقع أن يتم إقراره بشكل نهائي، الإثنين المقبل.
وزير دفاع الاحتلال يدعو نتنياهو للتراجع
بدورها، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية (رسمية)، أن غالانت "يدعو الحكومة برئاسة نتنياهو لاعتماد نسخة مخففة من قانون (الحد من المعقولية)".
ومشروع قانون "الحد من المعقولية" يأتي ضمن أحد مشاريع قوانين تدفع بها الحكومة، فيما تقول المعارضة إنها "تحول إسرائيل إلى ديكتاتورية".
وأعلن غالانت أن العمل جارٍ "لتحقيق إجماع واسع" بشأن التعديلات القضائية المزمعة التي أحدثت شرخاً داخل إسرائيل.
وأضاف في بيان اطلعت عليه "الأناضول": "نعمل على منع الإضرار بأمن إسرائيل، وإبعاد الجيش الإسرائيلي عن الجدل السياسي".
وتشهد إسرائيل منذ بداية العام الجاري، موجة احتجاجات على تشريعات تدفع بها الحكومة لتعديل القضاء، بينما تعتبرها المعارضة "انقلاباً على الديمقراطية"؛ لكونها تحد من سلطات المحكمة العليا وهي أعلى سلطة قضائية في البلاد.
يذكر أنه في 27 مارس/آذار 2023، أعلن نتنياهو تعليق مشاريع قوانين "إصلاح القضاء"؛ لإتاحة المجال أمام التوصل إلى تفاهمات بشأنها مع المعارضة، لكن ذلك لم يتحقق رغم الحوار الذي رعاه الرئيس إسحاق هرتسوغ، بين الحكومة وقادة المعارضة.
وتريد الحكومة الإسرائيلية الانتهاء من التصويت قبل بدء العطلة الصيفية للكنيست (البرلمان) نهاية يوليو/تموز الجاري.
تصعيد عسكري بسبب القانون
في سياق متصل، أعلن 1140 جندياً احتياطياً في سلاح الجو الإسرائيلي، الجمعة، تعليق تطوعهم بالجيش احتجاجاً على خطط الحكومة لـ"إصلاح النظام القضائي".
ويعد هذا الإعلان هو الأحدث في احتجاجات الضباط والجنود الاحتياط على خطط الحكومة، التي تقول المعارضة إن من شأنها "تحويل إسرائيل إلى ديكتاتورية".
وقالت هيئة البث الإسرائيلي (رسمية): "أعلن 1140 من الطيارين ومستخدمي سلاح الجو من الاحتياط توقفهم عن التطوع في نشاطات سلاح الجو اعتباراً من اليوم (الجمعة)؛ احتجاجاً على الاستمرار في التشريعات الخاصة بالتغييرات التي يبادر إليها الائتلاف الحكومي في الجهاز القضائي".
وأضافت: "اتخذت مجموعة الطيارين ومستخدمي سلاح الجو القرار معاً، وفيما أجرى أفرادها مناقشات معمقة حول الأمر منذ ساعات، يصف الطيارون هذه الساعات بالحرجة، وأنهم سوف يقدمون خطابات شخصية لقادة أسراب الطيران التي ينتمون إليها".
وفي وقت سابق، أشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى أنه نحو 500 طيار احتياط إسرائيلي يستعدون للإعلان، خلال الساعات القادمة، عن وقف الخدمة احتجاجاً على مشاريع قوانين تدفع بها الحكومة تحت مسمى "الإصلاح القضائي". ولا توجد إحصاءات رسمية معلنة لعدد الطيارين الاحتياط في إسرائيل.
أزمة ثقة في الجيش الإسرائيلي
في حين أشارت القناة الإسرائيلية "12" إلى أن 500 طيار هم من بين الـ1140 الذين أعلنوا عن قرارهم الجمعة.
كما سبق أن قالت هيئة البث: "حتى اليوم الجمعة، أعلن نحو 100 طيار من الاحتياط عن وقف الانخراط في التطوع، إضافة إلى نحو 160 ضابطاً في مقر القيادة الجوية، وضمن ذلك ضباط بمناصب رفيعة جداً في الصف العملياتي".
وقالت: "دارت، خلال الأسبوع الماضي، حوارات في سلاح الجو مع بعض الطيارين من خلال قادة أسرابهم".
ونقلت عن أحد الحاضرين في هذه الحوارات (لم تسمه)، قوله إن "الأجواء الصعبة سادت في الغرف المغلقة، وبرزت أزمة الثقة أيضاً بعد ما قيل ضدهم".
وكان سياسيون إسرائيليون، بينهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، قد وجهوا خلال الأيام الماضية، انتقادات ضد الطيارين الذين أعلنوا نيتهم وقف الخدمة.
يذكر أنه في يوم الخميس، حذر قائد سلاح الجو الإسرائيلي، تومر بار، من أن "الأقاويل اللاذعة تجاه الجيش تمس التماسك في صفوفه". ونقلت هيئة البث عن بار، قوله إن "نموذج الخدمة في سلاح الجو يعمل بشكل ممتاز منذ 75 عاماً".
كما أضاف: "هذا النموذج يعزز المظلة الجوية التي هي بمثابة أمن لمواطنينا، وإذا واصلنا إلحاق الضرر بها، فسوف يستغرق الأمر سنوات للتغلب على أضرارها".