مؤسسات إنسانية تحذّر من مخاطر توقف “اتفاقية الحبوب” على إفريقيا.. هذه الدول الأكثر تضرراً

عربي بوست
تم النشر: 2023/07/22 الساعة 15:08 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/07/22 الساعة 15:12 بتوقيت غرينتش
سفن تجارية من بينها سفن تشارك من صفقة حبوب البحر الأسود تنتظر عبور مضيق البوسفور في أكتوبر/تشرين 2022-رويترز

يثير انسحاب روسيا من اتفاق الحبوب مع أوكرانيا مخاوف من تقويض الأمن الغذائي في عدة دول، تترنح بالفعل نتيجة الأزمات المتعددة، وذلك بحسب تحذيرات المسؤولين والمنظمات الإنسانية، رصدتها صحيفة Wall Street Journal الأمريكية السبت، 22 يوليو/تموز 2023. 

إذ أوضحت أليسون هاغينز، نائب مدير إفريقيا في منظمة Mercy Corps الإنسانية، أن دول القرن الإفريقي مثل الصومال وإثيوبيا قد تكون الأشد تضرراً، من هذا القرار. 

وقالت أليسون: "عندما يتجمع على دولة واحدة الصراع والجفاف وتغيّر المناخ وانعدام الأمن الغذائي الحاد، فسيكون التأثير كارثياً".

بينما وصف كورير سينغ أوي، المسؤول البارز في الخارجية الكينية، قرار روسيا بأنه "طعنة في الظهر".

حيث عانى ملايين الأشخاص الإضافيين من انعدام الأمن الغذائي الحاد في إفريقيا بعد ارتفاع أسعار الحبوب العام الماضي، بينما كانت القارة تعاني بالفعل لإطعام الجوعى. وتعهّد قادة الدول الإفريقية بزراعة المحاصيل محلياً، بينما وعدت روسيا بتوفير الأسمدة والحبوب.

ووفرت مبادرة حبوب البحر الأسود انفراجةً قصيرة الأجل حررت الحبوب القادمة من أوكرانيا، مما ساعد في خفض أسعار الحبوب من الدول المنتجة الأخرى.

واشترى برنامج الغذاء العالمي مثلاً 725 ألف طن من الحبوب بموجب الاتفاق، ثم خصّص نصفها لدول شرق إفريقيا، مثل إثيوبيا وكينيا والصومال.

واعتباراً من يوليو/تموز، أمّن برنامج الغذاء العالمي 80% من الحبوب التي يحتاجها لعام 2023 بحسب بريندا تاريوكي، مديرة اتصالات البرنامج في شرق إفريقيا. لكنها قالت إن الاحتياطيات قد تتضاءل سريعاً بالتزامن مع نمو الاحتياجات الإنسانية في المناطق المتقلبة.

وأوضحت بريندا: "وضعنا لا بأس به على المدى القريب. لكن في حال عدم إعادة التفاوض على الاتفاق في المستقبل القريب، فسوف يُصبح نفاد الحبوب مسألة وقت فقط".

ولا تعتمد بعض المناطق الأخرى في القارة على الحبوب الأوكرانية بالدرجة نفسها، ومنها دول غرب ووسط إفريقيا.

بينما يقول مستوردو القمح إن المحاصيل الجيدة العام الماضي ساهمت في تجديد الاحتياطيات، وخفضت الأسعار التي ارتفعت في 2022.

حيث قال ريمون حجر، منتج الدقيق الرائد في بوركينا فاسو: "سنكون في أمانٍ على مدار الأربعة إلى الستة أشهر المقبلة بفضل الاحتياطيات المرتفعة. وهذا بالنسبة للوقت الراهن. لكن الأمر قد يشغلنا بدرجةٍ أكبر في وقتٍ لاحق من الصيف".

يُذكر أن العام الماضي شهد بدء روسيا في توصيل القمح إلى دول مثل مالي بأسعار مخفضة. وفي الأسابيع الأخيرة، رست سفينتان روسيتان تحمل كل منهما 25 ألف طن من القمح في ميناء كوناكري بغينيا. ولم يتضح بعد ما إذا كانت هناك دول أخرى تحصل على الحبوب الروسية أم لا.

الانسحاب من اتفاقية الحبوب 

وأعلنت روسيا انسحابها من اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، الإثنين الماضي، قائلةً إن مطالبها المتعلقة بدعم صادراتها من المواد الغذائية والأسمدة لم تُلبَّ، كما انتقدت عدم وصول كميات كافية من الحبوب الأوكرانية إلى الدول الفقيرة.

وارتفعت العقود الآجلة للقمح الأمريكي في شيكاغو بأكثر من 6% هذا الأسبوع، وحققت أكبر مكاسب يومية لها يوم الأربعاء منذ بدء الغزو الروسي على أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، لكن بعض هذه المكاسب تقلصت اليوم، بسبب الآمال المعقودة على استئناف روسيا محادثاتها المتعلقة بالاتفاق.

وتوسطت الأمم المتحدة وتركيا في الاتفاق، العام الماضي؛ في مسعى لمواجهة أزمة الغذاء العالمية التي تفاقمت بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا. أوكرانيا وروسيا من أكبر البلاد المصدرة للحبوب.

وقالت الأمم المتحدة إن اتفاق البحر الأسود كان عملية تجارية، وعاد بالفائدة على البلدان الفقيرة من خلال المساعدة في خفض أسعار المواد الغذائية بأكثر من 23% حول العالم منذ مارس/آذار 2022. ونقل برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة 725 ألف طن من الحبوب الأوكرانية إلى أفغانستان وجيبوتي وإثيوبيا وكينيا والصومال والسودان واليمن.

تحميل المزيد