عائلات تضع أطفالها في أواني مياه لتبريدهم! مخيمات شمال سوريا تواجه حراً وصلت درجاته إلى 47

عربي بوست
تم النشر: 2023/07/18 الساعة 08:58 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/07/18 الساعة 08:58 بتوقيت غرينتش
مخيمات شمال سوريا - رويترز

تغيب عن مخيمات النازحين في شمال سوريا وسائل التبريد لمواجهة الارتفاع الكبير في الحرارة، وتواجه العائلات وأطفالها أقدارها أمام موجة الحر القاسية دون حيلة أو وسيلة، الأمر الذي يعرض كثيرين إلى خطر المرض، فضلاً عن تأثر الحياة سلباً في المخيمات جراء الارتفاع الكبير في مستوى الحر.  

درجات الحرارة في محافظة إدلب المليئة بالنازحين، بلغت 47 درجة مئوية؛ ولذا لجأ سكان المخيمات العشوائية المنتشرة في أرجاء المحافظة إلى تبريد أبنائهم بالمياه لحمايتهم من تأثير الحرارة المرتفعة.

تأثرت مخيمات النازحين في المحافظة بشكل كبير بموجة الحر التي تضرب المنطقة منذ أيام، الأمر الذي عرض حياة سكانها للخطر، خاصة الأطفال؛ إذ تشهد دول عربية منذ يوم الخميس الماضي، موجة حر شديدة سجلت ارتفاعاً ملحوظاً بلغت أعلاها 50 درجة مئوية، وسط توقعات باستمرارها لمدة أسبوع.

يقول سكان المخيمات إن الحياة في المخيمات أصبحت متوقفة بشكل شبه كامل، وذلك خوفاً من تأثير الشمس الحارقة والحرارة المرتفعة التي تصاحبها.

من جانبهم، يواصل المسؤولون المحليون تحذير سكان المنطقة، ويحثونهم على عدم الخروج من خيامهم إلا للضرورة، حيث لا وسائل للحماية من الحرارة في ظل عدم توفر الكهرباء.

وتضع العائلات أطفالها في أوانٍ بلاستيكية مليئة بالمياه لتبريدهم، ويسكب البالغون المياه على أنفسهم علّها تدرأ عنهم شيئاً من الحر، كما يسكب البعض المياه على الخيام لتبريدها.

يواجه السكان في شمال سوريا موجة الحر بدون وسائل للتبريد- الأناضول

كذلك يعيش أهالي الأطفال المصابين بأمراض مزمنة في قلق كبير، خوفاً من تدهور صحتهم، فيما بدأ تأثير الحرارة يظهر على بعض الأطفال متمثلاً بالإسهال والأمراض الجلدية.

النازح في مخيم "النور" بقرية زردنه شمالي إدلب خالد حمدي، قال في تصريح لوكالة الأناضول، إن "الأطفال والمسنين يتأثرون بشكل أكبر بدرجات الحرارة المرتفعة"، مضيفاً: "نضع الأطفال في أوانٍ بلاستيكية مملوءة بالماء لمنحهم بعض البرودة، فيما يقوم المسنون بسكب الماء على أنفسهم لتخفيف حدة الحر".

من جانبه، قال النازح محمد الحلبي إن "المدنيين بالمخيم يصارعون للبقاء على قيد الحياة تحت تأثير موجة الحر"، لافتاً إلى "عدم توفر المراوح ووسائل التبريد في المخيمات"، وأضاف: "نعاني من الحر بشكل كبير ونعمل على حماية أطفالنا من تأثيره عبر استخدام المياه المخزنة لدينا".

وأشار الحلبي إلى أنه "استخدم مروحة سيارة للتبريد لكنه ليس حلاً كافياً"، مشيراً إلى أن الحياة في المخيمات "صعبة للغاية وأنهم يعانون في تأمين حتى احتياجاتهم الأساسية".

مخيمات شمال سوريا
يواجه السكان في شمال سوريا الحر بدون وسائل تبريد – رويترز

إلى جانب موجة الحر التي يعيشها النازحون في إدلب صيفاً فإنهم يعانون سنوياً موجات البرد والثلج شتاء جراء إيواء سكانها في مخيمات بدائية لا تقيهم وسط ضعف إمكانات التدفئة، وغرق العديد منها جراء غزارة الأمطار.

يُقدر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بأن تعداد السكان في شمال غرب سوريا وصل إلى 4.5 مليون نسمة، وأن 1.9 يعيشون في المخيمات، فيما يبلغ عدد الأشخاص الذي يعانون من انعدام الغذائي 3.3 مليون شخص، وعدد المحتاجين 4.1 مليون شخص. 

تحميل المزيد