قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الإثنين 17 يوليو/تموز 2023، إن حجم التبادل التجاري بين بلاده ودول الخليج، ارتفع خلال الأعوام الـ20 الأخيرة من 1.6 مليار إلى نحو 22 مليار دولار، وقال إن تعزيز الأنشطة التجارية والاستثمارية مع السعودية وقطر والإمارات خلال الفترة المقبلة ستكون على أولوية أجندة جولته الخليجية.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده أردوغان قبل أن يبدأ بجولة إلى منطقة الخليج، يزور خلالها السعودية والإمارات وقطر، ضمن جهود تعزيز العلاقات المشتركة.
أردوغان قال إن "الأزمات في العالم الإسلامي تحتم التشاور والتعاون الوثيقين بين تركيا والدول الخليجية"، مشيراً إلى أن العلاقات بين تركيا ودول الخليج تحسنت كثيراً، خصوصاً عقب الدعم الذي قدمته بعد كارثة الزلزال التي ضربت البلاد في فبراير/شباط 2023.
يأتي هذا فيما قال خبراء عرب إن جولة الرئيس التركي أردوغان في السعودية وقطر والإمارات، والتي تستمر بين 17 و19 يوليو/تموز الجاري، بمثابة انتقال من تطبيع العلاقات إلى تعزيز التعاون.
رجح الخبراء في تصريحات لوكالة الأناضول التركية الرسمية، أن تركز الجولة على تعاون اقتصادي أوسع في قطاع الصناعات الدفاعية التركية المتميزة، مشددين على أنها ستنعكس إيجاباً على مجمل العلاقات التركية العربية.
تأتي هذه الجولة بعد فترة من التحضيرات شملت زيارات لمسؤولين أتراك كبار إلى الدول الثلاث، تحضيراً للمباحثات التي سيجريها أردوغان خلال أول جولة خارجية له منذ إعادة انتخابه في مايو/أيار الماضي لفترة رئاسية تستمر 5 سنوات.
وقال رئيس مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركي، نائل أولباك، إن أكثر من 200 رجل أعمال تركي في المجلس، سيرافقون الرئيس أردوغان في جولته الخليجية.
وينظم مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركي ثلاثة منتديات أعمال في كل من السعودية وقطر والإمارات، بمشاركة أردوغان.
من جانبه، قال سفير قطر لدى أنقرة الشيخ محمد بن ناصر بن جاسم آل ثاني، إن زيارة أردوغان المرتقبة إلى الدوحة "بالغة الأهمية"، وستتناول سبل توسيع الاستثمارات، وتسهم بترسيخ العلاقات الثنائية بين البلدين.
أكد آل ثاني على أن العلاقات بين قطر وتركيا استراتيجية، وقال: "نحن نحتفل هذا العام بمرور 50 عاماً على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين، والتي تطورت وامتدت لتشمل مختلف القطاعات الاقتصادية والأمنية والعسكرية والسياسية وغيرها".
كذلك لفت إلى أن "علاقات البلدين خلال السنوات الخمسين الماضية مرت بالعديد من المحطات والتحديات حتى تبلورت ووصلت إلى ما هي عليه اليوم من التميز والقوة"، وذكر أن "هناك العديد من مجالات التعاون المشتركة، ويعمل الجانبان بشكلٍ دائم لتوسيع هذه المجالات، وإزالة العوائق التي قد تعترض تحقيق النجاح المأمول منها".
أضاف آل ثاني أن: "تركيا باتت من الوجهات المفضلة لمواطنينا، سواء للاستثمار أم السياحة أم التعليم، لذا فإن من المرجح أن تتم مناقشة فرص الاستثمار الواعدة في الجمهورية التركية أو الفرص التي تقدمها دولة قطر للمستثمرين الأتراك والامتيازات والحوافز التي تترافق معها، خاصة مع المكانة المميزة التي تحتلها دولة قطر عالمياً وإقليمياً".