اعتقلت الشرطة الإسرائيلية، الجمعة 14 يوليو/تموز 2023، 4 فلسطينيين، واعتدت على آخرين خلال قمعها الوقفة الأسبوعية ضد الاستيطان في حي الشيخ جراح وسط مدينة القدس الشرقية، وفق شهود عيان.
وأفاد الشهود لمراسل الأناضول، بأن قوات كبيرة من الشرطة الإسرائيلية قمعت الوقفة الأسبوعية في حي الشيخ جراح، واعتدت على المشاركين فيها بالضرب المُبرح، واعتقلت 4 منهم. ومن بين المعتقلين ناشط مسن يدعى محمد أبو الحمص، وفق الشهود.
إسرائيليون يشاركون في وقفة بحي الشيخ جراح ضد الاحتلال
أشار الشهود إلى أن بين المشاركين فلسطينيين وناشطين إسرائيليين وأجانب، رفعوا العلم الفلسطيني ولافتات منددة بمخططات إسرائيل لتهجير أهالي الحي لمصلحة الجمعيات الاستيطانية.
وتنظم المسيرة الأسبوعية ضد الاستيطان في "الشيخ جراح" منذ عام 2009، تضامناً مع أهالي الحي بعد استيلاء المستوطنين الإسرائيليين على عدد من منازلهم وأراضيهم.
يذكر أنه وفي يوم الثلاثاء أجلت الشرطة الإسرائيلية عائلة فلسطينية من منزلها في القدس المحتلة؛ ليقيم فيه مستوطنون يهود بعد معركة قضائية طويلة.
ومنذ عام 1978، تخوض عائلة صب لبن معركة قانونية أمام المحاكم الإسرائيلية ضد قرار يقضي بطردها من منزلها في الحي الإسلامي بالبلدة القديمة في القدس الشرقية، لكن صباح الثلاثاء، أخرجت الشرطة بالقوة الأسرة من منزلها.
بناء مستوطنات جديدة في الضفة
تأتي مظاهرة حي الشيخ جراح ضد الاستيطان في الوقت الذي قالت فيه منظمة (السلام الآن) المناهضة للاستيطان الإسرائيلي، إن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الدينية القومية دفعت ببناء عدد قياسي من الوحدات السكنية في المستوطنات بالضفة الغربية المحتلة خلال الأشهر الستة الأولى من توليها الحكم.
وتعتبر معظم الدول المستوطنات اليهودية المقامة على الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967 في الشرق الأوسط غير مشروعة، وكان توسعها المستمر منذ عقود، من أكثر القضايا إثارة للجدل بين إسرائيل والفلسطينيين والمجتمع الدولي.
وقالت منظمة (السلام الآن) إن إسرائيل دفعت منذ يناير/ كانون الثاني، ببناء 12855 وحدة سكنية للمستوطنين بأنحاء الضفة الغربية، في أعلى رقم تسجله المنظمة منذ أن بدأت في تتبع هذا النشاط عام 2012.
إسرائيل تدعم المشروع الاستيطاني
قالت المنظمة الإسرائيلية في بيان: "في الأشهر الستة الماضية، القطاع الوحيد الذي شجعته إسرائيل بقوة هو المشروع الاستيطاني".
وسعى الزعماء الفلسطينيون إلى إقامة دولة مستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة عاصمتها القدس الشرقية. ويقولون إن المستوطنات تفصل المجتمعات الفلسطينية عن بعضها وتقوض آمال قيام دولة قادرة على الصمود.
ودأبت الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل والوسيط في المفاوضات التي توقفت منذ عام 2014، على إبداء اعتراضها على التوسع الاستيطاني الإسرائيلي المستمر.
في حين تقول الأمم المتحدة إن نحو 700 ألف مستوطن يقيمون في 279 مستوطنة بأنحاء الضفة الغربية والقدس الشرقية، ارتفاعاً من 520 ألفاً في عام 2012. ويعيش أكثر من ثلاثة ملايين فلسطيني في المنطقة نفسها تحت الحكم العسكري الإسرائيلي، الذي تقول بعض الجماعات الحقوقية إنه يرقى إلى مستوى الفصل العنصري.
في حين تتذرع إسرائيل لإقامة المستوطنات بروابط دينية وتاريخية بالمنطقة، وتنفي ممارسة التمييز العنصري ضد الفلسطينيين. وائتلاف نتنياهو يضم وزراء من اليمين المتطرف يعارضون قيام دولة فلسطينية. في حين زعم رئيس الوزراء الإسرائيلي في الآونة الأخيرة، أن المستوطنات الإسرائيلية لا تشكل عقبة أمام السلام مع الفلسطينيين.