شهدت الولايات المتحدة هذا العام أشد ستة أشهر دموية من حوادث القتل الجماعي منذ عام 2006؛ إذ تتراوح هذه الحوادث بين القتل بأيدي الغرباء أو المقربين ومذابح في بلدات صغيرة، وفي مدن كبرى، داخل المنازل أو خارجها في وضح النهار، بحسب تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية، الجمعة 14 يوليو/تموز 2023.
التقرير أشار إلى أنه في الفترة من 1 يناير/كانون الثاني إلى 30 يونيو/حزيران، شهدت البلاد 28 حادثة قتل جماعي، جميعها باستثناء واحدة استخدمت فيها أسلحة نارية. وكان عدد القتلى يرتفع كل أسبوع تقريباً، في حلقة مستمرة من العنف والحزن.
القتل الجماعي
ويُعرَّف القتل الجماعي، بأنه حادث يُقتل فيه أربعة أشخاص أو أكثر ليس من ضمنهم المعتدي، في ظرف 24 ساعة، وتتعقب قاعدة بيانات تحتفظ بها وكالة أسوشيتد برس وصحيفة USA Today بالشراكة مع جامعة نورث إيسترن هذا العنف واسع النطاق منذ عام 2006.
وبحسب الغارديان، فقد بلغ عدد حوادث القتل الجماعي خلال 181 يوماً، 28 حادثة أسفرت عنها 140 ضحية، في دولة واحدة.
وهذا العدد القياسي من حوادث القتل الجماعي عام 2023 تجاوز الرقم القياسي السابق البالغ 27 جريمة قتل جماعي في النصف الثاني من عام 2022. ولم يتخيل جيمس آلان فوكس، أستاذ علم الإجرام في جامعة نورث إيسترن، يوماً أن الأرقام قد تصل إلى هذا الحد حين بدأ في الإشراف على قاعدة البيانات منذ حوالي خمس سنوات.
وقال فوكس: "اعتدنا أن نسجل 12 أو 13 حادثاً في السنة. لكن 28 حادثاً في نصف عام رقم مذهل".
لكن الفوضى التي شهدتها الأشهر الستة الأولى من عام 2023 لا تحدد تلقائياً ما ستكون عليه الأشهر الستة الأخيرة. فالأشهر المتبقية من العام قد تكون أكثر هدوءاً، رغم العنف الذي شهدته عطلة الرابع من يوليو/تموز، والذي دفع جو بايدن إلى شجب هذه الإراقة في الدماء.
إذ أصدر الرئيس الأمريكي بياناً في الرابع من يوليو/تموز من البيت الأبيض أعرب فيه عن أسفه "لموجة القتل المأساوية والعبثية في جميع أنحاء أمريكا". وقال الرئيس إنه والسيدة الأولى، جيل بايدن، "حزينان على من فقدوا حياتهم، وفي معرض احتفال دولتنا بعيد الاستقلال، ندعو أن يأتي يوم وتخلو مجتمعاتنا من العنف المسلح".
وكرر بايدن دعوته لإجراء إصلاحات "فعالة" لضبط حيازة الأسلحة تشمل تجديد حظر الأسلحة الهجومية والأسلحة عالية السعة ووضع حد لحصانة مصنعي الأسلحة من المحاسبة.
وقالت إيمي بارنهورست، الطبيبة النفسية والمديرة المساعدة لبرنامج أبحاث الوقاية من العنف في جامعة كاليفورنيا بمقاطعة ديفيس: "آمل أن تكون مجرد سحابة عابرة".
وأضافت: "النصف الثاني من عام 2023 قد يشهد عدداً أقل من حوادث القتل أو قد تتصاعد. لن نعرف إلا بعد بعض الوقت".
ويعزو خبراء مثل إيمي وفوكس ارتفاع حجم إراقة الدماء إلى تزايد عدد السكان وزيادة الأسلحة في الولايات المتحدة. ومع ذلك ترى وسائل الإعلام أن حوادث القتل الجماعي نادرة إحصائياً ولا تمثل إلا جزءاً بسيطاً من العنف المسلح العام في البلاد.