بدأ "حزب الشعب الجمهوري" البحث عن تحالفات جديدة، خوفاً من تعرضه لخسارة العديد من البلديات في الانتخابات المحلية المقبلة، لا سيما بعدما انفصل "حزب الجيد" و"حزب الشعوب الديمقراطي" عما يُعرف بـ"الطاولة السداسية" وعن تحالفهما السابق، بحسب صحيفة Akşam التركية، الجمعة 14 يوليو/تموز 2023.
الصحيفة أشارت إلى أن كمال كليجدار أوغلو، رئيس حزب الشعب الجمهوري، شرع -أثناء زيارته المفاجئة لحزب "الجيد" أمس 13 يوليو/تموز- في مفاوضات البحث عن تحالف جديد مع زعيمة حزب "الجيد" ميرال أكشنار تحت غطاء "زيارة التهنئة".
يحاول كليجدار أوغلو حماية منصبه في رئاسة الحزب أمام رياح المطالبة بالتغيير والاستقالة، ومن ثم فقد بدأ يجس النبض ويتحرى عن تحالفات جديدة قبل انعقاد المؤتمر العام لحزبه، وفقاً للصحيفة.
يدرك كليجدار أوغلو أنه من الصعب على حزبه أن يحتفظ بسيطرته على المدن الكبرى بالبلاد إذا لم يتواصل التعاون مع حزب الشعوب الديمقراطي وحزب الجيد في الانتخابات المحلية، وهو الأمر الذي تجلَّى في تصريحاته مؤخراً حين قال إنه "إذا لزم الأمر، فسأكوِّن طاولة مؤلفة من 16 شخصاً، وليس 6 فحسب".
علاوة على ذلك، فقد التقى أحمد أكين، نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري، وبوراك أكبوراك، رئيس شؤون الإدارات المحلية بحزب الجيد، قبيل اجتماع كليجدار أوغلو وأكشنار، وتبادلا الأفكار حول الشراكة المحتملة في الانتخابات المحلية.
تقاسم المدن الكبرى
من جهة أخرى، يُتوقع أن يطالب حزب الجيد في المفاوضات بحصةٍ أكبر من تلك التي حصل عليها في تحالفه مع الشعب الجمهوري في الانتخابات المحلية عام 2019.
وأكدت بعض الشخصيات القيادية بحزب الجيد أنهم سيوافقون على الشراكة إذا وافق حزب الشعب الجمهوري على تقاسم المدن الكبرى في التحالف بين الطرفين.
وقد ورد أن أكشنار صرَّحت بهذه التوقعات خلال اجتماعها بكليجدار أوغلو، وأنها شددت على أن الظروف قد تغيرت عما كانت عليه في عام 2019.
استغرق الاجتماع -الذي انعقد تحت مسمى "زيارة التهنئة" لأكشنار على فوزها برئاسة الحزب في مؤتمره العام- نحو 50 دقيقة، غير أن الزعيمين لم يُدليا بتصريحات بشأن الاجتماع عند المغادرة.
في انتخابات مندوبي الحزب التي بدأت في 81 ولاية في 3 يوليو/تموز، كشفت القوائم التي أعدَّها كليجدار أوغلو عن تغيرات كبيرة. فقد كانت قيادة الشعب الجمهوري تتوقع قبل وقت قصير أنها اقتربت من مغادرة الحزب إلى رئاسة البلاد، لكن ذلك لم يحدث، ومن ثم فقد تغيرت الخطط الآن.
من اللافت للنظر أن كليجدار أوغلو، الذي يتولى السيطرة على اختيار المندوبين، قد أصدر تعليماته بأن "يُعقد المؤتمر العام للحزب مباشرة بعد انتخابات المندوبين".
في غضون ذلك، افتقرت الانتخابات التمهيدية للحزب في إسطنبول -التي تحظى بنسبة كبيرة من مندوبي الحزب الذين سيصوتون في المؤتمر العام- إلى التنافس، فقد انتصرت الغالبية العظمى من القوائم المؤيدة لكليجدار أوغلو في صناديق الاقتراع، وهو ما جعل أكرم إمام أوغلو، عمدة مدينة إسطنبول، في وضعٍ حرج.
هذا التفوق الكاسح لكليجدار أوغلو في إسطنبول، التي تبلغ حصتها أكثر من 190 مندوباً في مؤتمر الحزب، قضى على أي تردد سابق لديه بشأن موعد انعقاد المؤتمر. إذ قيل أولاً إن كليجدار أوغلو يريد تأجيل المؤتمر إلى ما بعد الانتخابات المحلية للحصول على الدعم الكامل من رؤساء البلديات [الذين اختارهم]، لكن الانتخابات التمهيدية جعلته يصدر تعليماته "بعقد المؤتمر العام للحزب في أول فرصة سانحة".