أعلنت السلطات الأوكرانية، الخميس 13 يوليو/تموز 2023، مقتل شخص وإصابة أربعة آخرين على الأقل، جرّاء غارات بطائرات مسيّرة روسية استهدفت كييف، في ثالث ليلة على التوالي تتعرض فيها العاصمة الأوكرانية لهجمات، حيث سُمع دوي انفجارات في جميع أنحائها، بينما حذر سلاح الجو الأوكراني من أن التهديد بقصف المدن مازال قائماً.
إذ قال رئيس البلدية فيتالي كليتشكو على تيليغرام إنه تم انتشال جثمان أحد السكان، عندما أخمدت أجهزة الطوارئ حريقاً في منطقة بوديل التاريخية بالعاصمة.
ومع استمرار دويّ الانفجارات في العاصمة ومراكز إقليمية أخرى، بعد أكثر من 500 يوم من الغزو الروسي، قال مسؤولون عسكريون إن القوات الأوكرانية تحرز تقدماً في هجومها المضاد على الخطوط الأمامية في الشرق والجنوب.
وشمل هذا مكاسب قرب مدينة باخموت المحطمة، التي سيطرت عليها القوات الروسية في مايو/أيار بعد أشهر من المعارك.
وفي كييف، أفاد كليتشكو باندلاع حريق في مبنى سكني ببوديل، وقال إن شخصين أصيبا عندما ألحق الحطام أضراراً بأحد طوابق مبنى سكني في منطقة دارنيتسكي شرقي المدينة.
وأصيب شخصان آخران في منطقة شيفتشينكيفسكي غرباً، حيث اشتعلت النيران في شرفة بمبنى سكني. كما ضرب الحطام منطقة سولومياسكي بوسط المدينة.
"هجوم جماعي"
إلى ذلك، وصف رئيس الإدارة العسكرية في كييف، سيرهي بوبكو، الهجوم بأنه "هجوم جماعي" لطائرات مسيرة إيرانية الصنع، جاءت من اتجاهات مختلفة.
إذ كتب بوبكو على تيليغرام "القوات المضادة للطائرات رصدت ودمرت نحو عشرة أهداف أجنبية".
كما أظهرت صور على الموقع الإلكتروني للإدارة العسكرية في كييف مباني بها مناطق محترقة أو واجهاتها متضررة.
التهديد ما زال قائماً
بينما حذر سلاح الجو الأوكراني، في بيان، بأن التهديد بتعرض المدن للقصف بطائرات مسيرة روسية لا يزال قائماً.
وتزامنت الهجمات التي استمرت ثلاثة أيام مع قمة لحلف شمال الأطلسي في ليتوانيا، أشاد بها الرئيس فولوديمير زيلينسكي، لتوفيرها لأوكرانيا "أساساً أمنياً" لأول مرة منذ الاستقلال. وكان قد أعرب في وقت سابق عن شيء من الإحباط لعدم تحديد جدول زمني لضمان عضوية الحلف.
وقبل ذلك بأربع وعشرين ساعة، أسقطت أوكرانيا 11 من 15 طائرة مسيرة إيرانية الصنع أطلقتها روسيا، وأصيب شخصان في حريق نجم عن الهجوم على كييف. ولقي رجل مسن مصرعه في قصف استهدف مدينة خيرسون الجنوبية.
"تداعيات كارثية"
يأتي ذلك فيما اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الغرب- بعد انتهاء أعمال قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في ليتوانيا- بخلق تهديد نووي لبلاده من خلال التخطيط لتزويد أوكرانيا بمقاتلات "إف-16" حديثة.
وقال لافروف، في مقابلة مع بوابة "لينتا دوت آر يو" الإلكترونية الروسية، إن الولايات المتحدة والأقمار الاصطناعية التابعة للناتو تخلق تهديداً بمواجهة عسكرية مباشرة مع روسيا، "وذلك يمكن أن تكون له تداعيات كارثية".
وأضاف أن موسكو لا يمكنها تجاهل حقيقة أن مقاتلات "إف-16" التي يعتزم الغرب تسليمها لكييف لديها القدرة على حمل أسلحة نووية، مشيراً إلى أن بلاده ستعتبر ظهور مثل هذه الأنظمة لدى القوات المسلحة الأوكرانية "تهديداً نووياً من الغرب".
ونفى الوزير الروسي في الوقت نفسه أن تكون بلاده تخطط لتوجيه ضربة نووية تكتيكية في أوكرانيا، قائلاً إن "ظروف استخدام مثل تلك الأسلحة معروفة جيداً".