وفاة وهروب من الشمس وترك للمكاتب.. موجة الحر تستنفر أوروبا بعد تحطيم درجات الحرارة رقماً قياسياً

عربي بوست
تم النشر: 2023/07/13 الساعة 10:29 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/07/13 الساعة 10:29 بتوقيت غرينتش
الحرارة سجلت درجة قياسية في إيطاليا ووصلت إلى 48/رويترز

يُتوقّع أن تشتد موجة الحر "سيربيروس" في أوروبا الأسبوع المقبل، بعد أن اجتاحت جنوب القارة وأجبرت السائحين على البحث عن مأوى من الشمس، وأجبرت الموظفين على ترك مكاتبهم، وربما تحطم الرقم القياسي البالغ لأعلى درجة حرارة في أوروبا (48.8 درجة مئوية)، بحسب صحيفة The Times البريطانية.

وأودت الموجة الحارة، التي أطلق عليها اسم "سيربيروس"، على اسم كلب الأساطير اليونانية ذي الرؤوس الثلاثة، بأولى ضحاياها في إيطاليا عندما انهار رسام لافتات في الشارع أثناء عمله في درجة حرارة 40 درجة. 

كان الرجل، البالغ من العمر 44 عاماً، والذي لم يُكشَف عن اسمه، يعمل يوم الثلاثاء، 11 يوليو/تموز 2023، في ظل درجة حرارة 40 مئوية في بلدة لودي الشمالية عندما فقد وعيه بسبب الحرارة الشديدة، قبل وفاته في المستشفى.

"الموت من الحر لا يمكن تصوّره"

بدوره، قال نيكولا فراتوياني، رئيس حزب اليسار الإيطالي السياسي: "الموت من الحر لا يمكن تصوّره. يجب أن نتخذ إجراءات لتجنب مثل هذه المآسي في أشد ساعات اليوم حرارة". 

الحرارة سجلت درجة قياسية في إيطاليا ووصلت إلى 48/رويترز
الحرارة سجلت درجة قياسية في إيطاليا ووصلت إلى 48/رويترز

من المتوقع أن تضرب العواصف شمال إيطاليا في وقت لاحق من هذا الأسبوع، تمهيداً لموجة أكثر حرارةً الأسبوع المقبل، حيث ستصل درجات الحرارة إلى حوالي 47 مئوية في جزر صقلية وسردينيا، وهي درجة حرارة قريبة من أعلى درجة حرارة مسجلة على الإطلاق في أوروبا، وهي 48.8 في صقلية في أغسطس/آب 2021. 

يعني ارتفاع درجة حرارة البحر الأبيض المتوسط، والذي يمتلئ الآن بالأسماك الاستوائية، المزيد من الرطوبة في الغلاف الجوي، وبالتالي المزيد من العواصف العنيفة. 

موجة الحر تستنفر أوروبا

في فرنسا، اشتعلت درجات الحرارة في ليون والجنوب بما يصل إلى 40 درجة مئوية خلال عطلة نهاية الأسبوع، وهبَّت عواصف عنيفة مصحوبة بأحجار البَرَد التي كانت بحجم كرات التنس، وضربت شرق البلاد الإثنين، 10 يوليو/تموز. 

وبلغت سرعة الرياح 70 ميلاً في الساعة (حوالي 113 كيلومتراً في الساعة) واقتلعت الأشجار، ولوحظت أكثر من 40 ألف ومضة أو ضربة رعد. 

وأطلقت الحكومة الفرنسية أول خطة للتعامل مع الموجات الحارة هذا الشهر، بعد جفاف قياسي وانتشار حرائق الغابات العام الماضي، الذي كان الأشد حرارةً على الإطلاق في فرنسا. 

وتشجّع الحكومة الأشخاص الأكثر تضرراً من ارتفاع الحرارة على إدخال بيانات الاتصال الخاصة بهم في سجلات المجتمعات المحلية حتى تتمكن السلطات من فحصهم أثناء موجات الحر. وستطلق الحكومة أيضاً حملات توعية عامة، علاوة على إرسال رسائل نصية لتنبيه الناس إلى "الوضع الاستثنائي". 

وفي اليونان، توضع الستائر الحاجبة للشمس على الأكروبوليس الأثرية، وتُوزَّع زجاجات المياه على السياح؛ حيث وصلت درجات الحرارة، الأربعاء، 12 يوليو/تموز، إلى 40 درجة مئوية ومن المتوقع أن ترتفع 4 درجات مئوية على الأقل بحلول الأسبوع المقبل. 

وأصبحت المستشفيات في حالة تأهب، وكذلك طائرات مكافحة الحرائق لمواجهة اشتعال الحرائق في المواقع الأثرية التي تصطف على جانبيها الأشجار، بعد حرائق غابات هددت أثينا، وأجبرت على إجراء عمليات إجلاء قبل عامين خلال موجة حر سابقة. 

إسبانيا تستنفر

وفي إسبانيا، بلغت درجة الحرارة 45 مئوية في بلدة لوجا بالقرب من غرناطة، بينما سجلت أكثر من 100 محطة أرصاد جوية درجات حرارة لا تقل عن 35 درجة مئوية في وقت مبكر من الساعة السادسة صباح الأربعاء، وفقاً لوكالة الأرصاد الجوية الوطنية. 

واستعدت الحكومة الإسبانية للحرارة الصيفية مع تشريع صدر في مايو/أيار يحظر بعض العمل في الهواء الطلق، في ظل ظروف الحرارة القاسية. 

تأتي موجة الحر مع تزايد عدد الأحزاب اليمينية في جميع أنحاء أوروبا التي جذبت الدعم من خلال انتقاد السياسات الخضراء الوطنية وسياسات الاتحاد الأوروبي لمواجهة تغير المناخ، بدعوى أنها تنتهك الحريات الفردية.

تحميل المزيد