تعقَّب خطواته عبر تطبيق للجري! كشف ملابسات اغتيال قائد غواصة روسي سابق، وهذا ما قاله المتهم بقتله

عربي بوست
تم النشر: 2023/07/12 الساعة 22:04 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/07/12 الساعة 22:04 بتوقيت غرينتش
جنود روس/رويترز

قالت صحيفة The Times البريطانية إن قبطان الغواصة الروسي المتهم بارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا، ستانيسلاف رزيتسكي، البالغ من العمر 42 عاماً، تعقبه قاتله من خلال برنامج Strava للجري والأنشطة الرياضية الأخرى.

وفقاً لمنصة Baza الإعلامية الروسية المستقلة، التي تُعرف بامتلاك مصادر بين الأجهزة الأمنية، فإن رزيتسكي "كان يُحمّل جولات الجري الخاصة به باستمرار… ويجري دائماً تقريباً في المسار نفسه. وبدرجةٍ كبيرة بسبب هذا، لم يكن من الصعب على قاتله اختيار نقطة مناسبة للانتقام".

وعلق تطبيق Strava خدماته في بيلاروسيا وروسيا في مايو/أيار العام الماضي بسبب الحرب، لكن كثيراً من الناس في كلا البلدين يستخدمون تقنية الشبكات الخاصة الافتراضية (VPN)، التي تتاح بسهولة وتخفي موقع مستخدمي الإنترنت الحقيقي.

قائد غواصة قصفت أوكرانيا

كان رزيتسكي قبطاناً من الدرجة الثانية في البحرية الروسية، وقاد الغواصة الروسية "كراسنودار"، التي لا تزال في الخدمة ضمن أسطول البحر الأسود الروسي. 

ويُقال إن الغواصة أطلقت صواريخ كروز كاليبر تسببت في قتل 27 شخصاً، من ضمنهم أطفال، بمدينة فينيتسا وسط أوكرانيا في يوليو/تموز 2022، بحسب صحيفة "التايمز".

وكان رزيتسكي نائب رئيس قسم التعبئة العسكرية بمدينة كراسنودار الروسية، وقد اغتيل الضابط في وقت مبكر من يوم الإثنين 10 يوليو/تموز 2023، لكن الشرطة الروسية لم تُبلغ على الفور عن مقتله.

اعتقال المتهم بالقتل

واعتُقل مساء الثلاثاء 11 يوليو/تموز، رجلٌ وُجهت إليه اتهامات باغتيال رزيتسكي، فيما أظهر الفيديو الذي نشره المحققون ضباطاً مسلحين يقتحمون منزلاً ويلقون القبض على القاتل المزعوم، الذي كان يرتدي ملابسه الداخلية فحسب. 

وعرَّف المشتبه به نفسه بأنه يُدعى ستانيسلاف دينيسوف، وأبلغ الضباط أنه وُلد بأوكرانيا، في حين قالت وسائل الإعلام الروسية إنه يبلغ من العمر 64 عاماً.

في السياق، عرّف موقع Mash، الذي يقع مقره في موسكو، الرجل بأنه رئيس سابق للاتحاد الوطني الأوكراني للكراتيه، وقال إنه عاش في مدينة بوتشا القريبة من العاصمة الأوكرانية كييف، والتي وقعت فيها مذبحةٌ العام الماضي شهدت قتل الجنود الروس المدنيين وتعذيبهم.

"حان وقت الانتقام"

من جانبها، نشرت المخابرات العسكرية الأوكرانية (GUR) فيديو على الإنترنت يُظهر انخراط قواتها في عمليات قتالية، وذُكر في الفيديو: "حان وقت الانتقام. المخابرات العسكرية الأوكرانية تعمل". وقال أيضاً إن قبطان البحرية الروسية "قُضي عليه"، وقدم رواية تفصيلية حول الهجوم.

وجاء في الفيديو: "بسبب الأمطار الكثيفة، كان المتنزه مهجوراً، ولذلك لم يكن هناك شهود قادرين على تقديم أية تفاصيل أو التعرف على مرتكب الهجوم". 

لكن سجلات الطقس المحلية تشير إلى أن الطقس كان مشمساً ومعتدلاً في الصباح الذي أُطلق فيه الرصاص على الضابط الروسي. وقد عُثر على ساعة رزيتسكي وسماعة الرأس في مسرح الحادث، مما يعني أن القتل لم يكن بدافع السرقة.

أوكرانيا تنفي مسؤوليتها

في المقابل، أصر رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية، الجنرال كيريلو بودانوف، على أن أوكرانيا لم تضطلع بأي دور في الاغتيال. 

وقال: "يجب البحث وراء جذور ما حدث أمس (الأول) في روسيا، داخل الاتحاد الروسي نفسه، حيث يتزايد الاحتجاج الداخلي ضد الحرب". 

وأوضحت صحيفة التايمز أن من الشائع احتفاء المسؤولين الأوكرانيين بالهجمات داخل روسيا، لكنهم لا يعترفون بالمسؤولية عنها.

وبرغم ظهور الشكوك المتعلقة بدور رزيتسكي في الحرب، ادعت القوات المسلحة الأوكرانية أن عملاء الكرملين هم الذين اغتالوه بعد رفضه المشاركة في مزيد من الهجمات بعد الهجوم على فينيتسا. 

وقال الجيش الأوكراني: "من الواضح أنه قُضي عليه عن طريق الجانب الذي ينتمي إليه؛ لرفضه الاستمرار في تنفيذ الأوامر"، لكنه لم يقدم أدلة على ادعاءاته.

"تمت تصفيته"

فيما قال أصدقاء رزيتسكي وعائلته إنه لا يمكن أن يكون متورطاً في هجوم فينيتسا، وادعوا أنه قدم استقالته من الجيش في ديسمبر/كانون الأول 2021، أي قبل وقت قصير من غزو روسيا ضد أوكرانيا. 

لكنهم أضافوا أنه استمر في الخدمة بقاعدة في شبه جزيرة القرم التي تحتلها روسيا، حتى شهر أغسطس/آب من العام الماضي، عندما قُبلت استقالته، وتولى منصباً بالجهاز الإداري للمدينة في كراسنودار.

كان عنوان رزيتسكي وبياناته الشخصية مرفوعين على موقع أوكراني غير رسمي يدعى Myrotvorets (صانع السلام)، يضم قائمة بالأشخاص الذين يُقال إنهم أعداء البلاد. وقد جرى وضع ختم "تمت تصفيته" على صورته في الموقع الثلاثاء 11 يوليو/تموز.

تحميل المزيد