تعهَّد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الأربعاء 12 يوليو/تموز 2023، في أول زيارة له لمدينة جنين ومخيمها منذ أكثر من عشر سنوات، بإعادة الإعمار "فوراً" بعد الدمار الواسع الذي خلَّفته العملية العسكرية التي نفذها الاحتلال الأسبوع الماضي، وذلك وسط حالة من الإحباط في مخيم جنين من تقاعس السلطة في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية.
في كلمة له بعد وصوله جنين على متن مروحية أردنية، وصف عباس المخيم بأنه "أيقونة للنضال والصمود والتحدي"، مؤكداً بالقول: "جئنا لنشدد على أننا سلطة واحدة.. دولة واحدة، قانون واحد، وأمن واستقرار واحد، وسنقطع اليد التي ستعبث بوحدة شعبنا وأمنه"، حسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
إعادة إعمار مخيم جنين
كما قال الرئيس الفلسطيني: "جئنا إلى هنا لنتابع إعادة إعمار مدينة جنين ومخيمها". وشدد على أن "مدينة القدس الشرقية هي عاصمة دولة فلسطين، وسنبقى صامدين في أرضنا ولن نرحل".
بينما وجَّه عباس الشكر إلى الإمارات العربية المتحدة والجزائر على تقديم الدولتين تبرعات لإعادة إعمار مخيم جنين، وقال: "سنبدأ إعادة الإعمار فوراً ليعود مخيم جنين كما كان سابقاً وأفضل". وخاطب عباس الإسرائيليين قائلاً: "ارحلوا عنا نحن هنا باقون".
فيما تجمع مئات من الفلسطينيين عند مدخل المخيم؛ حيث ألقى عباس كلمته أمام مطعم محترق تضرر نتيجة للعملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة. ووضع عباس إكليلاً من الزهور على ضريح قتلى العملية العسكرية والذين دُفن معظمهم في قبر واحد.
بينما ارتدى كوفية فلسطينية وحمل أغصان زيتون بيده اليسرى، وقال: "سنبقى صامدين فوق أرضنا ولن نرحل". وتم إطلاق الرصاص عقب انتهاء زيارة عباس ومغادرته المخيم، بحسب ما أورده مراسل وكالة الأنباء الفرنسية.
في وقت سابق الأربعاء، حطت بالقرب من مخيم جنين طائرتان مروحيتان تقل إحداهما عباس. ونادراً ما يغادر الرئيس الفلسطيني مقر إقامته في مدينة رام الله للقيام بزيارات داخلية. وزار عباس جنين المرة الأخيرة في عام 2012 ولكنه لم يتوجه إلى المخيم.
تأتي زيارة عباس إلى مخيم جنين الذي يقطنه 18 ألف نسمة بعد أن عبّر محتجون من المخيم عن غضبهم خلال تشييع شهداء العملية العسكرية التي استمرت لـ48 ساعة.
غضب من السلطة الفلسطينية
دفع المشيعون الغاضبون مسؤولين كباراً في حركة فتح التي يتزعمها عباس إلى مغادرة المخيم، وبينهم نائب رئيس الحركة القيادي البارز محمود العالول، في خطوة أثارت جدلاً واتهمت "فتح" حركةَ حماس بالوقوف وراء ذلك.
من جهته، قال أمين سر حركة فتح في مخيم جنين عطا أبو ارميلة: "زيارة الرئيس هي رسالة قوية ومهمة بأنه يقف مع الشعب الفلسطيني في مقاومته للاحتلال، وتأكيداً على إعادة إعمار المخيم الذي دمره الاحتلال".
فيما كانت بعض الدول العربية أعلنت عن تقديمها مساعدات لمخيم جنين في أعقاب العملية العسكرية الإسرائيلية.
قُبيل زيارة عباس، كان مئات من الحرس الرئاسي الفلسطيني يتجولون في شوارع المخيم. فيما انتشر قناصة على أسطح المنازل. وقال جمال حويل، أحد قادة حركة فتح في مخيم جنين: "الرئيس جاء إلى هنا، إلى المقاومة، إلى كتيبة جنين ليقول لا كبيرة للاحتلال، وللتأكيد بأننا نقاوم وفق معايير القانون الدولي".
على بُعد أمتار من موقع إلقاء عباس لخطابه، هتفت مجموعة كبيرة من الأطفال "كتيبة.. كتيبة" في إشارة إلى "كتيبة جنين" التي استهدفها الجيش الإسرائيلي في عمليته العسكرية الأخيرة.