أنفقت الولايات المتحدة مئات الملايين من الدولارات في السنوات الأخيرة لمساعدة الدول الأخرى على التخلص من القنابل المحظورة، بما في ذلك تلك القنابل المثيرة للجدل التي تخطط الآن لإرسالها إلى أوكرانيا، حسب ما ذكره موقع Axios الأمريكي الثلاثاء 11 يوليو/تموز 2023.
فقد أثار قرار الرئيس بايدن، الجمعة 7 يوليو/تموز، بإعطاء الضوء الأخضر لنقل الذخائر العنقودية المحظورة على نطاق واسع إلى أوكرانيا في حربها المستمرة ضد روسيا مخاوف إنسانية، حتى بين البعض في الحزب الديمقراطي.
إذ قال النائب خواكين كاسترو (ديمقراطي من ولاية تكساس)، عضو لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، لموقع Axios الأمريكي، إن هناك "الكثير من التناقضات" في قرار إدارة بايدن بإرسال القنابل المحظورة إلى أوكرانيا.
أضاف كاسترو: "كان عليك إنفاق الملايين والملايين من الدولارات بعد 50 عاماً لمحاولة إزالة الضرر الذي وقع بالفعل وقتذاك، أعتقد أن ذلك يجب أن يكون درساً كافياً لنا لحظر هذا النوع من الأسلحة".
مليارات الدولات للتخلص من القنابل المحظورة
منذ العام 1993، أنفقت الولايات المتحدة أكثر من 4.6 مليار دولار لمساعدة الدول الأخرى في إزالة الألغام الأرضية وغيرها من القنابل المحظورة غير المنفجرة، بما في ذلك الذخائر العنقودية، وفقاً لوزارة الخارجية.
أضافت وزارة الخارجية أنه خلال السنة المالية 2022 وحدها "دعمت الولايات المتحدة أنشطة تدمير الأسلحة التقليدية في أكثر من 65 دولة ومنطقة بأكثر من 376 مليون دولار".
خلال حرب فيتنام، ألقت الولايات المتحدة ما يقرب من 270 مليون قنبلة عنقودية على لاوس، حتى إن 30% منها لم تنفجر. وأمضت الولايات المتحدة عقوداً من الزمن حتى الآن في المساعدة على تمويل عملية التخلص من هذه الذخائر.
بينما قالت النائبة بيتي ماكولوم (ديمقراطية من مينيسوتا) في تصريحٍ يعارض خطوة بايدن: "إن إرث القنابل العنقودية هو البؤس والموت وحقبة طويلة من عمليات الإزالة المكلفة".
كما أضافت أن "الولايات المتحدة تدفع عشرات الملايين من الدولارات سنوياً لإزالة الذخائر العنقودية في لاوس من حقبة فيتنام؛ حيث تستمر مخلفات الحرب في قتل وتشويه المدنيين".
تهديدات الذخائر العنقودية "غير المنفجرة"
يمكن أن تسقط القنابل المحظورة في كثير من الأحيان خارج النطاق المستهدف ويفشل ما يصل إلى 40% في الانفجار عند الاصطدام بالهدف، مما يعني أنها يمكن أن تصيب وتقتل المدنيين بعد فترة طويلة من انتهاء النزاع.
هناك 120 دولة حظرت بالفعل هذه القنابل بموجب اتفاقية الذخائر العنقودية. وتقول إدارة بايدن إن معدلات الذخائر العنقودية التي ترسلها الولايات المتحدة إلى أوكرانيا تقل عن 2.35%.
فيما أدخلت النائبتان إلهان عمر (ديمقراطية من مينيسوتا) وسارا جاكوبس (ديمقراطية من كاليفورنيا) تعديلاً على مشروع قانون الإنفاق الدفاعي السنوي الذي يجب تمريره لحظر نقل الذخائر العنقودية تماماً.
أما بالنسبة لأوكرانيا، فكانت الولايات المتحدة قد تعهدت في السابق بتقديم 91.5 مليون دولار للمساعدة في "مواجهة التحديات الإنسانية الملحَّة التي تشكلها مخلفات الحرب المتفجرة التي نتجت عن الغزو الروسي"، على حد قول متحدث باسم وزارة الخارجية لموقع Axios.
لكنه هذا المتحدث لم يرد، ولا البيت الأبيض أيضاً، على أسئلة حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستلتزم بمزيد من تمويل التخلص من هذه الذخائر في ضوء قرار بايدن إرسال ذخائر عنقودية.