جدَّد أعضاء من الحزبين الديمقراطي والجمهوري في مجلس الشيوخ جهودهم، الأربعاء 12 يوليو/تموز 2023، لمنع أي رئيس أمريكي من الانسحاب من حلف شمال الأطلسي "الناتو" في الوقت الذي عقد فيه قادة الحلف قمة مهمة في العاصمة الليتوانية فيلنيوس.
وطرح الأعضاء مشروع القانون المشترك؛ في محاولة جديدة من الكونغرس لمنع الرئيس من الانسحاب من التحالف دون موافقة مجلس الشيوخ.
موافقة مجلس الشيوخ شرط
وجاء في مشروع القانون: "ليس للرئيس أن يعلق أو ينهي أو يشجب أو يسحب الولايات المتحدة من معاهدة شمال الأطلسي، التي أُبرمت بواشنطن العاصمة في الرابع من أبريل/نيسان 1949، إلا بمشورة وقبول مجلس الشيوخ، وبشرط موافقة ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ الحضور أو بموجب قانون صادر عن الكونغرس".
ومن بين الرعاة الرئيسيين لمشروع القانون السيناتور الديمقراطي تيم كين عضو لجنة العلاقات الخارجية والخدمات المسلحة، والسيناتور الجمهوري ماركو روبيو نائب رئيس لجنة المخابرات وهو أيضاً عضو بارز في لجنة العلاقات الخارجية.
وطُرح مشروع القانون مرات عدة في السنوات القليلة الماضية، وضمن ذلك في عهد الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب، الذي أبدى رغبة الولايات المتحدة في الانسحاب من التحالف العسكري.
وما زال يتعين أن يقر مشروع القانون مجلس الشيوخ بالكامل، لكن أحد مساعدي كين أشار إلى أنه حشد تأييداً من لجنة العلاقات الخارجية العام الماضي بدعم قوي من الحزبين، مضيفاً أن المؤيدين يتوقعون دعماً أقوى من أي وقت؛ نظراً إلى الحرب في أوكرانيا وتوسُّع الحلف.
والرئيس الديمقراطي الحالي جو بايدن، مؤيد قوي للحلف، إذ دعم توسُّعه ويعمل مع الأعضاء الآخرين، لا سيما في ما يتعلق بالرد على الغزو الروسي لأوكرانيا.
ومن المتوقع أن يحتفل باتحاد الحلف حول أوكرانيا في خطاب بقمة فيلنيوس الأربعاء، في حين تضمنت القمة جلسة افتتاحية لمجلس الحلف وأوكرانيا، وهو هيئة أنشئت لتحسين العلاقات بين كييف والتحالف العسكري عبر الأطلسي الذي يضم 31 عضواً.
مشروع قانون مماثل بمجلس النواب
يشار إلى أن مجلس النواب الأمريكي أقرّ عام 2019 في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، مشروع قانون يهدف إلى منع انسحاب الولايات المتحدة من حلف شمال الأطلسي.
وأقر المجلس الذي كان يقوده الديمقراطيون آنذاك، مشروع القانون بدعم من الحزبين الرئيسيين، إذ حصل على موافقة 357 نائباً مقابل 22، وجاءت كل الأصوات الرافضة من الجمهوريين.
لكن المشروع الذي أحيل إلى مجلس الشيوخ يستوجب موافقة أعضاء الأخير عليه حتى يدخل حيز التنفيذ.
كان ترامب قد أبلغ مستشاريه عدة مرات خلال عام 2018، أنه يريد الانسحاب من حلف الأطلسي، وفقاً لما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز" في 2019، كما أن ترامب وبّخ الشركاء في الناتو علناً؛ لضعف إنفاقهم على الدفاع.