قال الجيش الأوكراني إن روسيا وجهت ضربة جوية لكييف في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء 11 يوليو/تموز 2023، وذلك قبل ساعات فقط من بدء قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في ليتوانيا لمواجهة التهديدات الأمنية الروسية، فيما ذكر دبلوماسيون أن الحلف "يتفق على خطط إقليمية لمواجهة هجوم روسي".
سيرهي بوبكو رئيس الإدارة العسكرية في كييف، قال في منشور على تيليغرام، إن "العدو هاجم كييف من الجو للمرة الثانية هذا الشهر"، وفق تعبيره.
بوبكو أضاف أن المعلومات الأولية تشير إلى أن أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية أسقطت جميع طائرات "شاهد" المسيرة الإيرانية، التي أطلقتها روسيا قبل أن تصل إلى أهدافها، ولم ترد معلومات بعد عن وقوع أضرار بشرية أو مادية.
بدوره، قال سلاح الجو الأوكراني إن صفارات الإنذار من الغارات الجوية فوق كييف دوت لمدة ساعة، ولأكثر من ساعة في أجزاء أخرى من شرق أوكرانيا، وقال شهود لوكالة رويترز إنهم سمعوا دوي انفجارات تشبه أصوات أنظمة الدفاع الجوي التي تعترض الأهداف خلال ضربة جوية.
يأتي هذا الهجوم الروسي على أوكرانيا قبل ساعات قليلة من بدء قمة "الناتو" في عاصمة ليتوانيا، فيلنيوس، وستهيمن على القمة تداعيات الهجوم الروسي على أوكرانيا، إذ من المقرر أن يوافق القادة على أول خطط دفاع شاملة لحلف الأطلسي منذ نهاية الحرب الباردة في مواجهة أي هجوم روسي.
في هذا الصدد، قال خمسة دبلوماسيين لوكالة رويترز، إن الدول الأعضاء في حلف "الناتو" توصلت، الإثنين 10 يوليو/تموز 2023، إلى اتفاق حول خطط توضح بالتفصيل كيف سيردّ الحلف على هجوم روسي.
لم يشهد الحلف على مدى عقود حاجة إلى خطط دفاعية واسعة النطاق، وخاض حروباً أصغر في أفغانستان والعراق، وشعر بالاطمئنان إلى أن روسيا ما بعد الاتحاد السوفييتي لم تعد تشكل تهديداً وجودياً.
منذ عام 1945، لم يشهد الحلف حرباً أكثر دموية من تلك التي تجري حالياً خارج حدوده في أوكرانيا، ويحذر الآن من أنه يتعين أن يتوافر لديه كل تخطيط قبل وقت طويل من احتمال اندلاع صراع مع خصم مثل موسكو.
من خلال تحديد خططه الإقليمية سيقدم الحلف أيضاً إرشادات للدول حول كيفية ترقية قواتها والجوانب اللوجستية.
الحاجة إلى تمويل هذا التحول الأساسي هو أحد الأسباب التي دفعت القادة إلى رفع هدف الإنفاق العسكري لحلف "الناتو" في فيلنيوس، ما يجعل الهدف الحالي المتمثل في 2% من الناتج المحلي الإجمالي هو الحد الأدنى المطلوب.
يقول مسؤولو الحلف إن تنفيذ الخطط بالكامل سيستغرق بضع سنوات، لكنهم يؤكدون أن الحلف قد يتوجه إلى المعركة على الفور إذا لزم الأمر.
كانت روسيا قد وبّخت حلف الأطلسي وقوته الرئيسية، الولايات المتحدة، بسبب دعمهما لأوكرانيا، وحذرت من أن عضوية كييف المحتملة في الحلف ستُقابل برد فعل "واضح وحازم".
وقبل ساعات من بدء قمة "الناتو"، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، إن تركيا والسويد والحلف توصلوا إلى "اتفاق ثلاثي"، كاشفاً أن الرئيس رجب طيب أردوغان سينقل ملف عضوية السويد في "الناتو" إلى البرلمان التركي، وأن ستوكهولم بدورها ستدعم عضوية أنقرة في الاتحاد الأوروبي.
كانت السويد وفنلندا قد تقدمتا بطلبين للحصول على عضوية الحلف العام الماضي متخليتين عن سياسة عدم الانحياز العسكري التي استمرت خلال الحرب الباردة على مدى عقود، ويعود السبب في قرار الدولتين إلى الهجوم الذي شنته روسيا على أوكرانيا، في فبراير/شباط 2022.
تسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، الذي مضى عليه 503 أيام دون نهاية تلوح في الأفق، في مقتل آلاف الأشخاص وتشريد الملايين، وتحويل العديد من المدن في شرق أوكرانيا وجنوبها إلى أنقاض.