قالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، إن مطلع شهر يوليو/تموز الجاري (2023) كان الأسبوع الأشدّ حرارة على الإطلاق لكوكب الأرض، مشيرة إلى أن يونيو/حزيران الماضي كان أعلى حرارة منه في أي عام آخر، بحسب ما نقلت صحيفة The Guardian البريطانية.
وعزت المنظمة التابعة للأمم المتحدة سبب ذلك إلى تغير المناخ والمراحل الأولى من ظاهرة النينيو المناخية.
وقالت المنظمة العالمية في بيان: "العالم شهد الأسبوع الأشد حرارة على الإطلاق، وفقاً للبيانات الأولية"، وأضافت أن درجات الحرارة وصلت لأرقام قياسية على اليابسة وفي المحيطات، وقد تكون لها "آثار مدمرة على النظم البيئية والبيئة".
بدوره، قال كريستوفر هيويت، مدير خدمات المناخ في المنظمة: "نحن في وضع غير مألوف ونتوقع مزيداً من الارتفاعات القياسية مع استمرار تطور ظاهرة النينيو وامتداد تأثيراتها حتى عام 2024. وهذه أنباء مقلقة لكوكب الأرض".
"خارج السيطرة"
من جانبها، أفادت هيئات محلية أن درجات الحرارة المتطرفة على طول الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك مطلع هذا الأسبوع تسببت في وفاة 10 أشخاص وإصابة 45 شخصاً آخرين.
وتستعد الولايات الجنوبية الغربية في الولايات المتحدة لأسبوع آخر من درجات الحرارة المحرقة، بعد أن مدد خبراء الأرصاد، الإثنين 10 يوليو/تموز، تحذيرهم من ارتفاع درجات الحرارة خلال مطلع الأسبوع في المنطقة الأكثر ازدحاماً بالسكان في ولاية أريزونا، وحذروا السكان في أجزاء من نيفادا ونيو مكسيكو من الخروج من منازلهم.
وقالت وزارة الموارد الطبيعية الكندية الأسبوع الماضي إن عدد حرائق الغابات في البلاد؛ بما في ذلك أكثر من 670 حريقاً الجمعة 7 يوليو/تموز؛ "وصل إلى مستوى غير متوقع" مع صيف طويل وصعب.
وأدى الدخان الناتج عن الحرائق هذا الموسم حتى الآن إلى تلوث الهواء في كندا والولايات المتحدة المجاورة، وطال تأثيره أكثر من 100 مليون شخص.
وفي الولايات المتحدة، شهدت تكساس ظاهرة "القبة الحرارية" التي يُحتجز خلالها الهواء الساخن في الغلاف الجوي مثل الفرن الحراري، أما في أوروبا، فتستعد إسبانيا لموجة الحرارة الثانية في ظرف أسابيع.
وفي جنوب العراق، شهدت أهوار العراق أشد موجة حرارة خلال الأربعين عاماً الماضية، وفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة التي حذرت من "تأثير مدمر" على النظام البيئي وكذلك المزارعين ومصائد الأسماك.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش: "إن الوضع الذي نحن فيه الآن دليل على أن تغير المناخ خارج عن السيطرة".
الوفيات المرتبطة بالحرارة
في السياق ذاته، تسبب درجات الحرارة المرتفعة عن المعتاد أيضاً مشكلات صحية تتراوح بين ضربة الشمس والجفاف إلى إجهاد القلب والأوعية الدموية.
ووجد بحث نُشر، الإثنين أن أكثر من 61 ألف شخص ماتوا بسبب الحرارة خلال صيف عام 2022 الاستثنائي في أوروبا.
وكانت غالبية هذه الوفيات لأشخاص تزيد أعمارهم عن 80 عاماً، وحوالي 63% ممن ماتوا بسبب الحرارة كن نساء، وفقاً للبحث الذي نُشر في مجلة Nature Medicine.
ويقول الخبراء إن الإجهاد الحراري وضربة الشمس يزدادان شيوعاً مع تزايد تأثيرات تغير المناخ.
وتعتبر ضربة الشمس أخطر الأمراض المرتبطة بالحرارة وتحدث حين يفقد الجسم قدرته على التعرق.
وقال جون فيلمنغ، الطبيب وعالم طب الطوارئ بجامعة نيو مكسيكو، إن الجسم يحاول التعويض عن ذلك بضخ الدم إلى الجلد لتبريد الجسم. وكلما تنفس الشخص أكثر، زاد فقده للسوائل، وبالتالي يزداد جفافه.
أضاف: "لذا فأول الأشياء التي تحدث هو أن تبدأ العضلات في الشعور بالتعب مع تحول الدم. وبعد ذلك قد تصاب بتلف في الأعضاء فتتوقف الكلى، والطحال، والكبد عن العمل".
كما أشار إلى أن هذا الضغط على الجسم قد ينتج عنه عدم وصول ما يكفي من الدماء إلى الدماغ، لافتاً إلى أن كبار السن والأطفال والمصابين بمشكلات صحية أكثر عرضة للتأثر بارتفاع درجات الحرارة.