فيديو يكشف كذب رواية إسرائيل بشأن مقتل طفل فلسطيني برصاص قناص.. كان يستعد للتبرع بالدم

عربي بوست
تم النشر: 2023/07/10 الساعة 12:16 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/07/10 الساعة 12:17 بتوقيت غرينتش
قوات الاحتلال الإسرائيلي في جينن-توضيحية/الأناضول

انتشر مقطع فيديو للحظة مقتل فتى فلسطيني أعزل يبلغ من العمر 16 عاماً برصاص قناص إسرائيلي خلال العملية العسكرية في جنين الأسبوع الماضي؛ مما شكّل تحدياً لمزاعم إسرائيل بأنها لم تقتل سوى مسلحين.

ويبدو أنَّ الفيديو، الذي تحققت صحيفة The Times البريطانية من صحته مع شهود عيان ومع والديّ المراهق القتيل، يصور لحظة وفاة عبد الرحمن حسن أحمد حردان، بينما كان يقف أمام مستشفى الأمل، بعد الاستجابة لدعوة من مسجد في قريته للتبرع بالدم.

وقالت والدته، كفاية حردان، من منزلهم في بلدة فحمة بالضفة الغربية، بعد مشاهدة الفيديو: "ابني لم يبلغ الـ17 من العمر بعد. لقد قتله الاحتلال بدم بارد واتهمه بالمشاركة في مواجهات مسلحة. لكنه لم يكن يحمل مسدساً ولا أي شيء. كان طفلاً".

وظهر عبد الرحمن في الفيديو وهو يميل إلى الأمام، ويداه خاليتان، لينظر إلى الشارع خارج مستشفى الأمل. وفجأة سقط على الأرض، على ما يبدو برصاص قناص. وأخبر صديق عبد الرحمن الأسرة في وقت لاحق أنه حاول تحذيره للبقاء بعيداً بعدما لمح قناصاً في مكان قريب.

وأشادت إسرائيل بالعملية ووصفتها بأنها انتصار دمر مركز قيادة للمسلحين ومنشآت لصنع القنابل وأسفر عن مصادرة مخابئ أسلحة.

عبد الرحمن حردان، محاطًا بدائرة ، أصيب برصاصة في اليوم الثاني من البحث الإسرائيلي المكثف عن أسلحة في مخيم جنين
عبد الرحمن حردان، محاطًا بدائرة ، أصيب برصاصة في اليوم الثاني من البحث الإسرائيلي المكثف عن أسلحة في مخيم جنين

وزعم الجيش الإسرائيلي أنَّ عبد الرحمن كان يحمل سلاحاً آلياً عند إطلاق النار عليه -وهي المزاعم التي يدحضها الفيديو- وأنَّ جميع الفلسطينيين الـ12 الذين قُتلوا خلال العملية كانوا مقاتلين، وأربعة من هؤلاء كانوا تحت سن 18.

إذ قال اللفتنانت كولونيل (مقدم) ريتشارد هيشت، المتحدث الدولي باسم الجيش الإسرائيلي، لصحيفة التايمز، يوم الخميس 6 يوليو/تموز، إنَّ عبد الرحمن "لم يكن طفلاً"، وادعى أنه يبلغ من العمر 17 عاماً. وفي الواقع، تُظهِر بطاقة هويته الرسمية تاريخ ميلاده في 26 يوليو/تموز 2006 -أي أنه قُتِل قبل ثلاثة أسابيع فقط من عيد ميلاده السابع عشر. وحتى لو كان بعمر الـ17، يظل طفلاً بموجب القانون المدني والعسكري الإسرائيلي وكذلك القانون الدولي.

ثم وجه هيشت صحيفة التايمز إلى منشورات على مواقع الشبكات الاجتماعية تزعم فيها حركة الجهاد الإسلامي أنه مقاتل. وعندما نشرت حركة الجهاد الإسلامي صوراً لشهدائها المزعومين، كان عبد الرحمن الوحيد الذي لم يُصوَّر وهو يحمل سلاحاً نارياً.

وقد صورت حركة الجهاد الإسلامي المراهقين الثلاثة الآخرين الذين قُتلوا في العملية وهم يحملون أسلحة، رغم أنه من غير المعروف ما إذا كانوا مسلحين وقت مقتلهم.

وعلّق عايد أبو إقتيش، مدير الفرع الفلسطيني لمنظمة الدفاع عن الأطفال الدولية، الذي حقق في جريمة القتل، قائلاً إنه من الشائع أن يزعم الجيش الإسرائيلي أنَّ الضحايا كانوا مسلحين، في حين تظهر الأدلة خلاف ذلك. وقال العديد من الشهود للمنظمة قبل ظهور الفيديو إنَّ عبد الرحمن كان أعزل ولم تكن هناك مواجهات في المنطقة تستدعي تبادل إطلاق النار.

ويقول نشطاء إنَّ عبد الرحمن كان واحداً من 35 طفلاً فلسطينياً قتلتهم  القوات الإسرائيلية عام 2023، وهو العام الأكثر دموية منذ عقدين للإسرائيليين والفلسطينيين في الضفة الغربية.

تحميل المزيد