أعلنت إسرائيل، الإثنين 10 يوليو/تموز 2023، عن إطلاقها مناورة عسكرية جوية مشتركة مع الولايات المتحدة الأمريكية، وصفتها صحيفة إسرائيلية بأنها تحمل "تهديداً غير مستتر ضد إيران"، لا سيما أن المناورة تتضمن تدريباً على تزويد الطائرات بالوقود في حال خروجها في مهمة لضرب أهداف بعيدة عن المطارات الإسرائيلية.
الجيش الإسرائيلي قال، في بيان، إنه "بدأت أمس (الأحد 9 يوليو/تموز 2023) مناورة مشتركة للقوات الجوية الأمريكية والإسرائيلية كجزء من سلسلة تدريبات جونيبر أوك Juniper Oak المشتركة" دون تحديد موعد انتهاء المناورة.
أضاف البيان أن التدريب المشترك "سيشمل عدداً من السيناريوهات، بما في ذلك الضرب الاستراتيجي بعيد المدى، وتحقيق التفوق الجوي في المنطقة، والدفاع الإلكتروني في مواجهة مجموعة متنوعة من التهديدات والتحديات".
كما سيشمل التمرين "إعادة التزود بالوقود في الجو باستخدام طائرات الصهريج الأمريكية، بمشاركة طائرة KC-46 Pegasus للتزود بالوقود الجوي".
جيش الاحتلال لفت أيضاً إلى أن "التمرين يستمر في تعزيز التعاون العملياتي بين الجيش الإسرائيلي والقوات المسلحة الأمريكية، ويتم إجراؤه كجزء من سلسلة تدريبات مشتركة بين الجيش الإسرائيلي والقوات المسلحة الأمريكية".
من جانبها، قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، اليوم الإثنين، إن المناورة "تهديد غير مستتر ضد إيران"، مضيفةً: "لم يذكر البيان الصادر عن الجيش الإسرائيلي على وجه التحديد إيران بالاسم، لكنه ذكر التدريب في الحالات التي قد يكون فيها نزاع بعيد المدى، وهي عبارة مشفرة تستخدم في كثير من الأحيان لإيران".
أشارت الصحيفة أيضاً إلى أن البيان تحدث عن "التزود بالوقود في الجو، علماً بأن التزود بالوقود في الجو ليس ضرورياً للجيش الإسرائيلي لضرب غزة أو الضفة الغربية أو لبنان أو سوريا، ولكنه سيكون ضرورياً لأي هجوم محتمل على طهران".
وفي سبتمبر/أيلول 2022، وقَّعت إسرائيل أمر شراء قيمته 927 مليون دولار لحيازة أربع طائرات "بوينغ كي.سي-46إيه" للتزود بالوقود لسلاحها الجوي، فيما من المقرر أن تبدأ عمليات التسليم في عام 2025، بحسب ما أوردته وكالة رويترز.
ستحل الطائرات محل طائرات بوينغ 707 المتعددة الاستخدامات التي يعود عمرها لعشرات السنين وتستخدمها إسرائيل حالياً للتزود بالوقود في الجو، ومن شأن الطائرات الجديدة أن تساعد إسرائيل في إظهار جديتها بشأن احتمال توجيه ضربة تهدد بها منذ فترة طويلة للمنشآت النووية الإيرانية.
يُعد التزود بالوقود أمراً بالغ الأهمية بالنسبة لإسرائيل؛ لأنه في حال هاجمت تل أبيب إيران، فستضطر الطائرات الإسرائيلية إلى الاعتماد على الطائرات القديمة أو الهبوط في الإمارات أو السعودية، ولا يريد أي منهما التورط في دعم هجوم عليها، فضلاً عن عدم وجود علاقات بين الرياض وتل أبيب.
من جانبهم، يعتقد خبراء مستقلون بأن المواقع النووية الإيرانية بعيدة جداً عن متناول المقاتلات الإسرائيلية وتقع في مناطق متفرقة ومتناثرة، كما أنها محصَّنة على نحو يصعب على إسرائيل معه إلحاق أضرار دائمة بها.
يُشار إلى أن الجيش الإسرائيلي يُجري سنوياً العديد من المناورات، بما في ذلك مناورات مشتركة مع الجيش الأمريكي في مجالات متعددة، وكانت إسرائيل قد أعلنت مراراً أنها لن تسمح لإيران بامتلاك السلاح النووي حتى لو اضطرها ذلك للتحرك منفردة.