زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا تتهم الحكومة بتحويل البلاد لـ”جحيم”.. ألقت بمسؤولية الشغب على “المهاجرين”

عربي بوست
تم النشر: 2023/07/09 الساعة 20:33 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/07/09 الساعة 20:37 بتوقيت غرينتش
رئيسة حزب الجبهة الوطنية الفرنسي اليميني مارين لوبان/ رويترز

بعد أيام من أعمال العنف والشغب التي شهدها عدد من المدن الفرنسية، دعت النائبة البرلمانية وزعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان الأحد 9 يوليو/تموز 2023  إلى وقف ما وصفته بـ"الهجرة الفوضوية" ملقية اللوم في أعمال النهب الواسعة والاشتباكات على مجتمعات من أصول مهاجرة، معظمها من مستعمرات فرنسية سابقة في إفريقيا على حد قولها

في المقابل، قال وزير الداخلية جيرالد دارمانان إن "التحليل القائم على الهوية يبدو خاطئاً بالنسبة إلي"، معترفاً في الوقت نفسه بأن المسألة المتعلقة بأفضل طريقة لدمج المهاجرين "مثيرة للاهتمام" وفق تقرير نشرته وكالة فرانس برس الأحد 9 يوليو/تموز 2023.

مارين لوبان منافسة ماكرون
مارين لوبان – ShutterStock

مارين لوبان تتهم الحكومة بتحويل فرنسا إلى جحيم

اتهمت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان الحكومة الفرنسية بتحويل البلاد إلى "جحيم" كانت قد توقعته، وذلك في أول خطاب لها في البرلمان مع انحسار أعمال الشغب في فرنسا.

وقالت لوبان، البالغة 54 عاماً: "الحقيقة أنكم لم ترغبوا في سماع أي من التحذيرات". ويشكل نواب حزبها وعددهم 89، أكبر حزب معارض في البرلمان منذ انتخابات العام الماضي. وأضافت: "توقعنا ما يحدث رغم الصعوبات الشديدة. للأسف كنا على حق".

كثيراً ما تحدثت لوبان ووالدها جان ماري عن زوال فرنسا بل عن حرب أهلية، منذ أن ركزت خطاباتهما المتشائمة في سبعينات القرن الفائت على وجود أجانب في فرنسا. وتابعت: "أولاً وقبل كل شيء، نحتاج إلى وقف الهجرة الفوضوية".

عنصرية فرنسا
مظاهرات احتجاج ضد واقعة مقتل شاب من أصول جزائرية برصاص شرطي فرنسي/وكالة الأناضول

تداعيات مستمرة لأعمال العنف في فرنسا

لا تزال تداعيات أعمال العنف الأسوأ في المدن الفرنسية منذ 2005، غير مؤكدة، ما يثير تكهنات بشأن الجهة المستفيدة من انهيار القانون والنظام الذي هز ملايين الفرنسيين.

وسعت لوبان وغيرها من اليمين، لإلقاء اللوم في أعمال النهب الواسعة والاشتباكات على مجتمعات من أصول مهاجرة، معظمها من مستعمرات فرنسية سابقة في إفريقيا، استقرت في ضواحي بلدات ومدن منذ الستينات.

ورغم اشتعال أعمال الشغب على خلفية اتهامات بممارسة الشرطة القسوة والعنصرية إثر مقتل الشاب نائل (17 عاماً) وهو من أصول جزائرية في باريس، يشعر العديد من المحللين بأن وعد اليمين المتطرف بقمع حازم للجريمة والهجرة، يمكن أن يجذب مزيداً من الأشخاص.

وقال أوليفييه بابو، المؤسس المشارك لمعهد سابينز للدراسات الذي يميل إلى اليمين، لفرانس برس: "أعتقد أننا سنرى زيادة بعدة نقاط لحزب التجمع الوطني في امتداد للمكاسب اللافتة التي حققها في السنوات القليلة الماضية". أضاف "من دون أن يفعلوا أو يقولوا أي شيء، تساعدهم الأحداث في إقناع جزء من الشعب".

سجلت لوبان أفضل نتيجة لها في الانتخابات الرئاسية العام الماضي، ونالت 41,5% في الدورة الثانية، ثم احتفلت بنتائج انتخابات برلمانية قياسية بعد شهرين.

أعمال شغب في فرنسا تخللت احتجاجات إثر مقتل الفتى نائل/رويترز

ويوافق جان إيف كامو، الباحث في شؤون اليمين المتطرف لدى صندوق جان جور، على أن لوبان، بل حتى السياسي الأكثر تطرفاً والمعادي للإسلام إريك زمور، يبدوان الأكثر احتمالاً لتحقيق مكاسب من أعمال الشغب. وقال: "هناك خطر أن يستفيد إريك زمور ومارين لوبان من الوضع، وخصوصاً خلال الانتخابات الأوروبية المرتقبة العام المقبل".

وزير الداخلية يرد 

سعت الحكومة للرد على الخطاب الذي يدفع به اليمين المتطرف وحزب الجمهوريين والقائل إن المهاجرين هم المسؤولون عن الاضطرابات التي تضرر فيها 273 مبنى تعود إلى قوات الأمن و168 مدرسة.

وصرح وزير الداخلية جيرار دارمانان أن 90% من قرابة 3000 شخص أوقفوا في خمس ليالٍ من أعمال الشغب الأعنف، هم فرنسيون.

وقال دارمانان: "نعم، هناك البعض الذين قد يكونون من خلفيات مهاجرة"، في إشارة إلى سجلات أسماء الموقوفين التي اطلع عليها خلال جولته على مراكز الشرطة. "لكن هناك أيضاً العديد من (أسماء) كيفن وماتيو أيضاً"، وفق ما قال أمام مجلس الشيوخ الأربعاء.

احتجاجات في فرنسا عقب مقتل الفتى نائل/رويترز

أضاف: "هذا التحليل القائم على الهوية يبدو خاطئاً بالنسبة إلي"، معترفاً في الوقت نفسه بأن المسألة المتعلقة بأفضل طريقة لدمج المهاجرين "مثيرة للاهتمام".

ويعتقد كامو أن بعض الناخبين يمكن أن يعطوا الفضل للحكومة لسيطرتها على الاضطرابات في أقل من أسبوع، مع نشر ما يصل إلى 45 ألف عنصر من قوات الأمن.

وأعمال الشغب التي اندلعت على مستوى البلاد في 2005، استمرت نحو ثلاثة أسابيع لجأت خلالها الحكومة إلى فرض حالة طوارئ.

وقال كامو: "من دون الاضطرار للجوء إلى حالة طوارئ ومع استراتيجية الرد التدريجي، أظهرت الحكومة أنها قادرة على احتواء التحرك".

ماكرون يعلق على مقتل نائل

 في سياق متصل، اعتبر الرئيس إيمانويل ماكرون أن مقتل الشاب "لا يمكن تفسيره.. وغير مبرر"، إثر اندلاع أعمال الشغب عقب إطلاق شرطي النار من مسافة قريبة على الشاب نائل الذي كان يقود سيارة مرسيدس من دون رخصة في حي بغرب باريس.

ووعد رئيس الدولة الوسطي برد، لكن إصلاحاً كبيراً للشرطة دعا إليه اليسار، لا يزال خارج النقاش، وركز ماكرون حتى الآن على كيفية محاسبة الأهالي الذين يرتكب أبناؤهم جرائم، على وقع الصدمة من أعمار العديد من مثيري الشغب الفتيان.

ماكرون
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون – رويترز

يذكر أن التحالف اليساري على خلاف أيضاً مع زعيم حزب "فرنسا الأبية" المتطرف جان لوك ميلانشون، ما تسبب أيضاً بانقسامات مع حلفائه الاشتراكيين والشيوعيين لعدم دعوته بشكل قاطع إلى الهدوء. وكان قد اعتبر أن أعمال الشغب تعكس "فقراء يتمردون".

وانتقدته صحيفة لوموند التي تميل إلى اليسار في مقالة قالت فيها إنه "على خلاف مع مطلب قوي جداً بإرساء النظام تزداد شعبيته في الرأي العام". وكتبت الخميس "في بلد هزته خمسة أيام من أعمال العنف في مدن، اليسار لا يطمئن".

تحميل المزيد