قال موقع CBC الكندي في تقرير نشره السبت 8 يوليو/تموز 2023 إن مئات الأشخاص تظاهروا في العاصمة الكورية الجنوبية سيول، للمطالبة بأن تلغي اليابان خططها لتصريف مياه المعالجة من محطة فوكوشيما للطاقة النووية المتضررة، حيث التقى رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة مع كبار المسؤولين لمناقشة مخاوف تتعلق بسلامة الغذاء.
جاءت الاحتجاجات بعد يوم من مصادقة حكومة كوريا الجنوبية رسمياً على سلامة خطط اليابان، قائلة إن مستويات تلوث المياه التي تُضَخ من المحطة النووية المُعطَّلة لا تتجاوز المعايير المقبولة ولن تؤثر على مياه البحر التي تطل عليها الشواطئ الكورية الجنوبية طالما أن أنظمة المعالجة التابعة للمحطة تعمل على النحو المُصمَّمة وفقه.
متظاهرون يرفضون خطط اليابان تصريف مياه مشعة من محطة نووية
يتماشى الإعلان مع وجهات نظر الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي وافقت على خطط التصريف اليابانية هذا الأسبوع، قائلةً إن مياه المعالجة تفي بالمعايير الخاصة بالسلامة الدولية، وآثارها البيئية والصحية لا تُذكَر.
وفي تحدٍّ لحرارة الصيف الحارقة والمراقبة اللصيقة من قِبَلِ الشرطة، أطلق المتظاهرون مسيراتٍ طويلة عبر منطقة تجارية في وسط مدينة سيول، حاملين لافتات كتب عليها: "نندِّد بالتخلص البحري من مياه المعالجة النووية من فوكوشيما"، و"نعارض التصريف في البحر".
كانت المسيرات سلمية ولم ترد تقارير فورية عن وقوع اشتباكات كبيرة أو إصابات. وجرت المسيرات على خلفية اجتماعٍ بين رافائيل ماريانو غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، ووزير خارجية كوريا الجنوبية بارك جين.
وطالب بارك خلال اجتماعهما بـ"التعاون النشط" للوكالة الدولية للطاقة الذرية في التحقق من سلامة مياه المعالجة بشكل أوضح وطمأنة الشعب الكوري الجنوبي، وفقاً لوزارة الشؤون الخارجية.
مخاوف من تأثير تصريف المياه على البيئة
في وقت سابق، قالت الوكالة إن مراجعة لمدة عامين أظهرت أن خطط اليابان لتصريف المياه سيكون لها تأثير ضئيل على البيئة.
وقالت حكومة كوريا الجنوبية إنها تحترم تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وإن تحليلها الخاص وجد أن التصريف لن يكون له "أي تأثير ملموس" على مياهها.
ومن المتوقع أن يجتمع غروسي الأحد، مع نواب من الحزب الديمقراطي المعارض، الذي انتقد بشدة خطط التصريف اليابانية واتهم الحكومة المحافظة لرئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول بتعريض صحة الأمة للخطر بينما يحاول يائساً تحسين العلاقات مع طوكيو.
لطالما كانت سلامة مياه الصرف الصحي في فوكوشيما قضية حساسة لسنوات بين حليفي الولايات المتحدة كوريا الجنوبية واليابان، اللتين عملتا في الأشهر الأخيرة لإصلاح العلاقات المتوترة منذ فترة طويلة بسبب المظالم التاريخية التي تعود لزمن الحرب، من أجل معالجة المخاوف المشتركة مثل التهديد النووي لكوريا الشمالية والسياسة الخارجية الصارمة للصين.
استند تقييم كوريا الجنوبية حول سلامة خطة التصريف جزئياً إلى ملاحظات فريق من العلماء الحكوميين الذين سُمح لهم بجولة في محطة فوكوشيما في مايو/أيار.
وكان زلزال وتسونامي في مارس/آذار 2011 قد دمَّر أنظمة تبريد المحطة، مما تسبب في ذوبان ثلاثة مفاعلات وإطلاق كميات كبيرة من الإشعاع.