الصراع الحقيقي بدأ الآن بعد التمرد! “ميدل إيست آي”: بوتين يكافح لتولي قيادة “فاغنر” بشكل كامل

عربي بوست
تم النشر: 2023/07/07 الساعة 12:32 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/07/07 الساعة 12:32 بتوقيت غرينتش
ضباط إنفاذ القانون الروس يقفون حراسة خارج مركز فاغنر/ رويترز

ذكر موقع Middle East Eye البريطاني، الخميس 6 يوليو/تموز 2023، أن وزارة الدفاع الروسية لم تتمكن بعد من السيطرة الكاملة على آلاف المقاتلين التابعين لمجموعة فاغنر، وهي تكافح الآن من أجل السيطرة على المكاتب والثكنات حتى في أوكرانيا، وسط موجة من الفرار، وذلك بعد أسبوعين من التمرد المسلح للمجموعة  ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ونقل الموقع البريطاني عن ثلاثة مصادر معنية بشكل مباشر بالسوق العسكرية الخاصة، ممن هم على دراية بعمليات مجموعة فاغنر، أن الأمر سيستغرق عاماً على الأقل حتى تتولى وزارة الدفاع الروسية السيطرة على الموقف وسط حرب مستمرة في أوكرانيا أدت إلى توتر شديد في أوساط الجيش والبيروقراطية الروسية. 

في 23 يونيو/حزيران، انقلبت مجموعة فاغنر، وهي قوة شبه عسكرية روسية خاصة، ضد القيادة العسكرية الروسية وبدأت في السير من أوكرانيا إلى موسكو.

في اليوم التالي، حين كان مقاتلو المجموعة على بُعد 150 كيلومتراً من العاصمة الروسية، تم التوصل إلى اتفاق سمح لرئيس فاغنر يفغيني بريغوجين بالسفر بأمان إلى بيلاروسيا مقابل إنهاء تمرده. 

لكن الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو قال يوم الخميس إن بريغوجين عاد إلى سان بطرسبورغ. وقال لوكاشينكو أيضاً إن مسألة نقل وحدات فاغنر إلى بيلاروسيا لم تُحَل وستعتمد على قرارات روسيا وقيادة فاغنر. 

رئيس بيلا روسيا ألكسندر لوكاشينكو/ رويترز
رئيس بيلا روسيا ألكسندر لوكاشينكو/ رويترز

صعوبات تواجه وزارة الدفاع 

المصادر قالت إن وزارة الدفاع تواجه صعوبات لأنه ببساطة ليس من السهل تولي قيادة شركة عسكرية لها سوقها وهيكل استخباراتها وشبكاتها الدولية. 

علاوة على ذلك، ليس لدى فاغنر أعدادٌ كبيرة من المقاتلين في أوكرانيا فحسب، بل الآلاف من الجنود في سوريا وليبيا والسودان ومالي وجمهورية إفريقيا الوسطى وبلدان أخرى. 

إلى ذلك، قال أحد المصادر المطلعة على الآليات الداخلية لفاغنر: "أصبحت المنظمة بطبيعة الحال أكثر حذراً بسبب التوترات مع القيادة العسكرية الروسية والاستخبارات بشأن حرب أوكرانيا خلال الأشهر الأحد عشر الماضية". 

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين - رويترز
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين – رويترز

موقف عناصر فاغنر من الانضمام للجيش

تكهنت المصادر بأن بعض العناصر القومية الروسية واليمينية المتطرفة لفاغنر قد هجروا المجموعة بعد أن وافق بريغوجين على الانتقال إلى بيلاروسيا وحل أعماله. ومع ذلك، لا يزال الجزء الأكبر من قوات فاغنر على استعداد للتعاون مع الجيش الروسي لأنه ليس لديهم الكثير من الخيارات. 

في السياق، قال المصدر الأول للموقع البريطاني: "بدأ بريغوجين السير إلى موسكو بألفي جندي فقط، ولم يوافق الجزء الأكبر من القوة المقاتلة على ما حاول بريغوجين تحقيقه".

فيما قال مصدر ثانٍ مطلع على عمليات فاغنر الداخلية، إن العديد من المقاتلين يترددون في مغادرة المنظمة لأنهم جُنِّدوا من السجون مقابل العفو، ولذا سيوقِّعون بسرعة على عقود وزارة الدفاع.

بينما قدَّر أحد المصادر أن 85% من قوة فاغنر التي تقاتل في أوكرانيا والتي يبلغ قوامها حوالي 50 ألف جندي سوف تتحول بسهولة إلى وزارة الدفاع. 

لكن المصدر الأول وافق على أن بعض المقاتلين المدربين تدريباً احترافياً والقوميين الروس يشعرون بخيبة أمل الآن من الوضع برمته. وزعم أن العديد من المقاتلين تركوا مواقعهم في إفريقيا، كما هو الحال في ليبيا، لكنه رفض تقديم رقم دقيق. 

من جهته، قال مصدر ثالث منخرط بشكل مباشر في عمليات فاغنر إن معظم المنتسبين للتنظيم في ليبيا ومالي وسوريا من المرجح أن يوقِّعوا عقوداً مع وزارة الدفاع.

مستقبل بريغوجين 

لا يزال مستقبل بريغوجين معلقاً في الميزان. وقال المصدر الثالث إن بوتين يتهم شخصياً بريغوجين بالخيانة. وأضاف: "كان على بريغوجين أن يضحي بنفسه من أجل التمرد؛ لأن وزارة الدفاع كانت ستطرده وتدمج فاغنر مع شركة جديدة على أي حال".

مؤسس مجموعة فاغنر الروسية يفغيني بريفوزين / رويترز
مؤسس مجموعة فاغنر الروسية يفغيني بريفوزين / رويترز

وقال المصدر إن الوضع في سوريا لن يتغير كثيراً؛ لأن القاعدة العسكرية الروسية في حميميم ستتولى السيطرة الكاملة على عمليات موسكو في البلاد. وفي وسط إفريقيا، أقرت المنظمة بالفعل بسيادة وزارة الدفاع الروسية. 

وتوقَّع اثنان من المصادر الثلاثة الذين قابلهم موقع Middle East Eye أن فاغنر لن تختفي بسهولة، وكان هناك احتمال أن تستخدم موسكو المجموعة مرة أخرى للقيام ببعض الأعمال القذرة نيابةً عنها. 

تحميل المزيد