قال مسؤولون في الاستخبارات الأوروبية إن روسيا تستعد لإرسال المزيد من المقاتلين الشيشان والسجناء المُدانين إلى أوكرانيا، من أجل سد الفراغ الذي تركه مقاتلو مجموعة "فاغنر" الروسية للمرتزقة، الذين انسحبوا من المعركة على وقع الخلاف الكبير الذي وقع بين المجموعة والجيش الروسي وتمردها عليه.
وكالة Bloomberg الأمريكية، نقلت الثلاثاء 4 يوليو/تموز 2023، عن مسؤولي الاستخبارات الأوروبيين- دون أن تذكر أسماءهم- قولهم إنه بالتزامن مع إعلان أوكرانيا عن تقدم هجومها المضاد باتجاه مدينة باخموت الشرقية، فقد تتعرض الوحدات الروسية لضغوط تفوق طاقتها.
أشار المسؤولون إلى أن روسيا نشرت أعداداً كبيرة من القوات في باخموت، بعدما أعلنت "فاغنر" عن انسحابها من المدينة، أواخر مايو/أيار 2023، الأمر الذي سبب نقصاً في القوات بالمناطق التي تحتلها روسيا في جنوب أوكرانيا.
كذلك تسبب التمرد الذي نفذه مؤسس "فاغنر"، يفغيني بريغوجين، والملقب بـ"طباخ بوتين"، في حرمان القوات الروسية من بعض أكثر قواتها تمرساً في حرب أوكرانيا.
يقول المسؤولون الأوروبيون إن وزارة الدفاع بعد توليها مسؤولية تجنيد المحكوم عليهم زادت من عدد السجناء المنضمين إلى الجيش إلى حوالي 15 ألف جندي، ومن المرجح أن يرتفع العدد الإجمالي لأكثر من ذلك، حيث يخدم حوالي 2000 مُدان فيما يسمى بوحدات "العاصفة زد" العسكرية العقابية.
تُشير الوكالة الأمريكية كذلك إلى أنه من غير الواضح عدد الجنود الجدد الذين ستتمكن جمهورية الشيشان من توفيرهم، وقال الزعيم الشيشاني رمضان قديروف، الذي يعلن ولاءه لبوتين، في مايو/أيار 2023، على تيليغرام، إن 7000 جندي موجودون بالفعل في أوكرانيا، وإن 2400 آخرين يجري تدريبهم لتشكيل فوجين جديدين تابعين لوزارة الدفاع.
ولم يُبد مقاتلو الشيشان كفاءة ملحوظة خلال الحرب حتى الآن، وقد لقَّبهم بعض المنتقدين بـ"كتائب تيك توك"، لأنهم ينشطون على وسائل التواصل الاجتماعي أكثر من نشاطهم في المعركة.
إلا أن محللين في معهد دراسات الحرب قالوا في تقرير صدر في 31 مايو/أيار 2023، إن الكرملين ربما يعتبرهم "قوة هجومية غير مستغلة يمكنها استعادة قدرة روسيا على مواصلة المحاولات الهجومية"، غير أن مشاركاتهم التي كانت أغلبها في الصفوف الخلفية من العمليات العام الماضي.
يقول المعهد إن ذلك "قد يشير إلى أن قديروف متردد في إلزام قواته بشن عمليات هجومية".
يأتي هذا فيما لم تقدم وزارة الدفاع في روسيا أي مؤشر حتى الآن، على عدد المرتزقة الذين وقعوا عقوداً للانضمام إلى الجيش، في الموعد النهائي المحدد في الأول من يوليو/تموز 2023، وترفض "فاغنر" القتال بعقود مع الجيش، إذ اتهم بريغوجين وزير الدفاع سيرغي شويغو بمحاولة "تدمير" فاغنر بهذا الطلب.
من جهتها، تستبعد أوكرانيا أن تعود قوات "فاغنر" إلى ساحة المعركة بأعداد كبيرة، وقال رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية كيريلو بودانوف في تصريح لصحيفة Ukrainska Pravda الإخبارية، إن "مجموعة مرتزقة فاغنر كانت الوحدة الروسية الأكثر كفاءة، وكانت قادرة على تحقيق النجاح بأي ثمن".
لكن رغم ذلك، فإنه من غير المتوقع أن يغير خروج "فاغنر" مسار الحرب في أوكرانيا، وقال المسؤولون الأوروبيون إن تصميم بوتين على تجنب التعبئة العسكرية الكاملة يعني أن روسيا ستتجه على الأرجح إلى إرسال المزيد من مقاتلي الشيشان والمدانين إلى خط المواجهة خلال الأسابيع المقبلة.
في هذا الصدد، زعم ديمتري ميدفيديف، الرئيس الروسي السابق الذي يشغل الآن منصب نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، الثلاثاء 4 يوليو/تموز 2023، أن وزارة الدفاع جندت 185 ألف مرتزق جديد حتى الآن هذا العام، منهم حوالي 10 آلاف انضموا للجيش خلال الأسبوع الماضي، منذ تنفيذ تمرد "فاغنر"، دون أن يقدم دليلاً قاطعاً على ذلك.