تعرض مستشفى جنين الحكومي مساء الثلاثاء 4 يوليو/تموز 2023، لهجوم من قوات الاحتلال المقتحمة لمخيم جنين بطائرة مسيرة وبالرصاص، فيما ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 11 شهيداً، بعد استشهاد مواطن متأثراً بجروح حرجة في الرأس، أصيب بها برصاص الاحتلال، إضافة إلى نحو 120 جريحاً بينهم 20 بحالة الخطر.
وأفاد رئيس المستشفى أن الاحتلال قصف محيط المستشفى بواسطة طائرة مُسيّرة، وأوضح أن القصف أوقع 5 إصابات، فيما أصيب 3 آخرون برصاص قوات الاحتلال خلال تواجدها بساحة المستشفى.
فيما قالت وزيرة الصحة الفلسطينية، مي الكيلة، إن قوات الاحتلال صعدت من استهدافها للمرافق الطبية والمستشفيات في مدينة جنين.
وأضافت أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت مستشفى جنين الحكومي وأطلقت النار بداخله؛ ما أدى إلى وقوع 3 إصابات بينها إصابتان خطيرتان، وكذلك اقتحمت قوات الاحتلال مستشفى ابن سينا بالمدينة.
وتابعت أن "هذا العدوان هو تحدٍّ لكل القوانين الدولية ولكل دول العالم، وإصرار على القتل، حيث لم يكن هذا الاعتداء هو الأول منذ بدء العدوان على جنين، حيث أطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز والرصاص على مستشفى الأمل، وكذلك شهد مستشفى جنين الحكومي وابن سينا اعتداءات مماثلة خلال اليومين الماضيين، ما هدد حياة المرضى والطواقم الطبية".
وفجر الإثنين، بدأ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية واسعة في مدينة جنين ومخيمها، يستخدم فيها طائرات مروحية ومسيرات وقوات برية.
"لن تكون الأخيرة"
من جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الثلاثاء، إن العملية العسكرية في جنين شمالي الضفة الغربية ستستمر طالما كان ذلك ضرورياً، و"لن تكون لمرة واحدة".
جاء ذلك خلال تفقده لموقع "سالم" العسكري قرب مدخل مدينة جنين، حيث اطلع على آخر المستجدات من قائد المنطقة الوسطى اللواء يهودا فوكس، وفق بيان لمكتب نتنياهو نشره على موقعه الرسمي.
وقال نتنياهو في ختام الزيارة: "اليوم كان هناك اعتداء في تل أبيب توقف بسبب تدخل مواطن مسلح. لولا هذا التدخل كان من الممكن أن يودي هذا الهجوم بحياة الكثيرين".
وفي وقت سابق الثلاثاء، نفذ فلسطيني عملية دهس وطعن في مدينة تل أبيب أسفرت عن إصابة 9 أشخاص وصفت جراح 3 منهم بالخطيرة، قبل مقتله برصاص إسرائيلي مسلح.
واعتبرت الفصائل الفلسطينية عملية تل أبيب "رداً أولياً على الجرائم الإسرائيلية" في جنين.
وتابع رئيس الوزراء الإسرائيلي في البيان: "من يعتقد أن مثل هذا الهجوم سيردعنا عن مواصلة حربنا ضد الإرهاب فهو مخطئ".
ومضى بقوله: "مقاتلونا دمروا العديد من البنى التحتية الإرهابية في جنين، وبالتالي منعوا العديد من الهجمات".
وأردف: "في هذه اللحظات نحن نكمل المهمة، ويمكنني القول إن عمليتنا الواسعة في جنين ليست لمرة واحدة".
وختم تصريحاته بالقول: "سنستمر طالما كان ذلك ضرورياً للقضاء على الإرهاب، ولن نسمح لجنين بالعودة إلى كونها مدينة ملجأ للإرهاب، وسنقضي على الإرهاب أينما نراه ونشله"، على حد تعبيره.
من جانبها، دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الثلاثاء، إلى توفير "حماية فورية" للمدنيين في جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة.
وقالت اللجنة في بيان وصل الأناضول نسخة منه: "ندعو إلى توفير حماية فورية للمدنيين في جنين، وبذل جهود فورية لكسر دائرة العنف المحتدم".
وأضافت: "نشعر بقلق بالغ إزاء العنف المسلح المحتدم بدرجات مروّعة في جنين طوال اليومين الماضيين".
وذكرت أنه "مع كل دقيقة تمر في ظل هذا العنف، يتعاظم الخطر الذي يتربص بالأرواح والمنازل والخدمات الأساسية والبنية التحتية".
وتابعت: "لا بد من احترام الأرواح والممتلكات وحمايتها، ويتحتم على القوات الإسرائيلية ضمان وصول سكان جنين إلى الخدمات الصحية والمأوى والمواد الغذائية والماء دونما عوائق".
وشددت اللجنة الدولية على ضرورة "السماح لسيارات الإسعاف بالوصول إلى الجرحى دون معوقات وأن يتمكنوا من تقديم الرعاية الطارئة دون تعريض حياتهم للخطر".