قال رئيس بلدية مدينة جنين شمالي الضفة الغربية، نضال العبيدي، ليل الإثنين 3 يوليو/تموز 2023، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي هجّر قرابة 4 آلاف فلسطيني، إضافة إلى محاصرته نحو 13 ألفاً في مخيم جنين، في وقت تدخل فيه العملية العسكرية على المدينة يومها الثاني، وسط مساعٍ من مصر لوقف العدوان.
العبيدي أكد في تصريحات لوكالة الأناضول، أن الاحتلال رحّل سكاناً من منازلهم في مخيم جنين، وقدر عددهم بـ 4 آلاف شخص، واصفاً الوضع في المخيم بأنه "كارثي" بعد العملية العسكرية للجيش الإسرائيلي في جنين.
أضاف العبيدي في هذا الصدد أن "الوضع الإنساني كارثي وما حدث أشبه بزلزال، ويعيد الذاكرة إلى أيام النكبة (1948)؛ هدم وتجريف البنية التحتية والبيوت، انعدام المياه والغذاء الصرف الصحي".
اعتبر العبيدي أن حسابات الاحتلال كانت خاطئة فيما يتعلق بعمليته العسكرية بجنين، وقال إن "الاحتلال توقع أن ينهي عمليته خلال ساعات ويخرج بهدوء، لكن المسألة أخذت وقتاً أطول دون أن تنتهي، فمدد العملية ورفض كل الوساطات".
أشار كذلك إلى أن "عشرات المنازل والمباني هدمت أو جرى تخريبها من قِبل الجيش الإسرائيلي وجرافاته"، وقال إن "الجنود (الإسرائيليين) يتنقلون داخل المخيم من خلال إحداث فتحات في جدران المنازل والانتقال من خلالها من منزل إلى آخر ولا أحد يستطيع إحصاء المنازل المدمرة".
كذلك أكد العبيدي أن "الجيش الإسرائيلي يستمر في محاصرة نحو 13 ألفاً من سكان المخيم يعيشون حياة صعبة جداً في منازلهم في ظل انقطاع كامل للمياه بسبب تخريب خطوط المياه الرئيسية وخزانات المياه على أسطح المنازل بإطلاق النار عليها، وعدم السماح بإدخال المواد الغذائية".
من جانبه، أعلن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، دانيئيل هغاري، لهيئة البث الحكومية، اليوم الثلاثاء، عن مغادرة ما بين 1500 و3000 فلسطيني لمخيم جنين بالضفة الغربية خلال الـ 24 ساعة الماضية.
هغاري قال إن هؤلاء "قرروا بمحض إرادتهم ترك منازلهم في المخيم، وإن سلطات الجيش سمحت لهم بذلك"، بحسب زعمه، مضيفاً أن "جزءاً من البنى التحتية للمياه والكهرباء انهارت في جنين بسبب الاقتتال"، وفق قوله.
من ناحية ثانية، قال رئيس بلدية جنين إنه "علم من مصادر فلسطينية أن مصر تبذل جهوداً لوقف العدوان" دون أن يعطي مزيداً من التفاصيل.
يأتي هذا فيما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، الثلاثاء 4 يوليو/تموز 2023، عن ارتفاع حصيلة شهداء العملية الإسرائيلية المستمرة على مدينة جنين ومخيمها إلى 10 والجرحى إلى أكثر من 100، وذلك مع دخول العملية العسكرية للاحتلال يومها الثاني في جنين، وسط استمرار مقاومة مقاتلين فلسطينيين للجيش.
في موازاة ذلك، عبَّرت وكالتان للإغاثة تابعتان للأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، عن قلقهما من نطاق العملية العسكرية الإسرائيلية في جنين، وقالتا إن هناك قيوداً على وصول الخدمات الطبية.
متحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، قالت في إفادة صحفية: "نشعر بالقلق من حجم العمليات الجوية والبرية التي تجري في جنين بالضفة الغربية المحتلة والضربات الجوية لمخيم للاجئين مكتظ بالسكان"، وأضافت أن من بين القتلى ثلاثة أطفال، دون أن تذكر تفاصيل.
من جانبه، قال متحدث باسم منظمة الصحة العالمية إن فرقاً طبية مُنعت من دخول المخيم لعلاج الجرحى.
وفجر الإثنين، بدأ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية واسعة في مدينة جنين ومخيمها، يستخدم فيها طائرات مروحية ومسيَّرات وقوات برية، وأعلن الجيش أن العملية تستهدف غرفة العمليات المشتركة للفصائل ومسلحين فلسطينيين، مشيراً إلى قصف عشرات الأهداف وإصابة جندي، وفق قوله.