تحاصر قوات الدعم السريع في السودان مستشفى عسكرياً استراتيجياً في أم درمان، يُعتقد أن الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير وبعض مساعديه يقيمون فيه، وذلك حسبما نقل موقع Middle East Eye البريطاني، الإثنين 3 يوليو/تموز 2023، عن مصادر طبية وشهود عيان وضباط عسكريين ونشطاء.
ففي الأيام الأخيرة، حاصرت قوات الدعم السريع مستشفى علياء العسكري، وسلاح المهندسين ووحدات الجيش القريبة، ورداً على ذلك، كان جنود الجيش يحفرون الخنادق وينصبون التعزيزات الأخرى، بينما يحاولون كسر الحصار عبر تكتيكات على شاكلة الغارات الجوية الكثيفة ونشر القوات الخاصة.
تقول مصادر طبية إن بكري حسن صالح، الجنرال السابق تحت حكم البشير، ومساعدين رئاسيين آخرين، يمكثون معه في المستشفى، إضافة إلى كبار الضباط الذين يشرفون على العمليات الدفاعية.
كان البشير معتقلاً في سجن كوبر بالعاصمة السودانية الخرطوم عندما اندلعت الاشتباكات، لكنه نُقل بسرعة عن طريق الجيش إلى مستشفى علياء، بحسب المصادر.
وأوضح الموقع نقلاً عن مصادر على الأرض، أن قوات الدعم السريع تحاصر أيضاً منطقة استراتيجية حول المستشفى العسكري، من ضمنها مقار رئيس هيئة الأركان، وسلاح المهندسين، والمواقع العسكرية الأخرى.
وقال متحدث باسم قوات الدعم السريع إن سلاح المهندسين "يجري الاستيلاء عليه عن طريق قواتنا"، ولم ترد القوات المسلحة السودانية على طلبات للتعليق.
فيما علم الموقع البريطاني من شهود عيان ومصادر من القوات المسلحة السودانية أن الجيش نشر نقاط تفتيش تحظى بحراسة شديدة، على الطرق الرئيسية المؤدية إلى مستشفى علياء، لكن قوات الدعم السريع تحاول الالتفاف حولها.
ونُصبت نقاط التفتيش على بعد كيلومتر أو كيلومترين من المستشفى، فيما تنتشر مركبات قوات الدعم السريع في الجوار.
صراع على المواقع
وأخبر ضابط صغير في الجيش موقع Middle East Eye بأن الجيش يسيطر بوضوح على الجسرين اللذين يربطان أم درمان بالخرطوم، ولكن على الجانب الشرقي من النيل الأبيض تسيطر قوات الدعم السريع على ضفاف النهر والمناطق التي تؤدي إلى القصر الرئاسي.
وأوضح الضابط، الذي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته: "يعني هذا أن قوات الدعم السريع تسيطر على هذا الجانب، برغم أن القوات المسلحة السودانية تضع يديها على الجسرين".
كما أضاف أن شارع الأربعين يحتوي على عديد من نقاط التفتيش والخنادق بين سلاح المهندسين والمستشفى. لكن مقاتلي قوات الدعم السريع موجودون في المنطقة الواقعة على الجانب الجنوبي من الطريق، وفي مواجهة مدخل سلاح المهندسين مباشرة.
من جانبها، أنكرت قوات الدعم السريع استهداف المستشفى، وقالت إن هدفها الرئيسي هو سلاح المهندسين.
في حديثه مع الموقع، قال المتحدث باسم قوات الدعم السريع: "من المهم توضيح أن المقر يقع على مسافة كبيرة من مستشفى علياء".
وأوضح: "نؤكد أن عملياتنا ليست موجهة نحو المستشفى، مع أن القوات المسلحة السودانية تستخدمه بوصفه أراضي عسكرية لشن هجماتها المدفعية منها".
لكن مصدراً آخر من قوات الدعم السريع قال إن القوات شبه العسكرية كانت تحاصر بالفعل المستشفى وسلاح المهندسين، "لأن القوات المسلحة السودانية وضعت مدافع ثقيلة في هذه الأماكن واستهدفت المدنيين من هناك، ونريد إيقاف ذلك".
ويتبادل الطرفان اتهامات ببدء القتال أولاً في منتصف أبريل/ نيسان 2023، ثم ارتكاب خروقات خلال سلسلة هدنات لم تفلح في وضع نهاية لاشتباكات خلَّفت أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، وما يزيد عن 2.2 مليون نازح داخل وخارج إحدى أفقر دول العالم، بحسب وزارة الصحة والأمم المتحدة.