أبدت الولايات المتحدة الأمريكية دعمها لإسرائيل، التي تشن عملية عسكرية منذ يوم الإثنين 3 يوليو/تموز 2023، على مدينة جنين الواقعة شمال الضفة الغربية، وذلك فيما دخلت العملية العسكرية يومها الثاني، فيما أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى أن عملية جنين مستمرة حتى "تحقق الهدف المطلوب".
البيت الأبيض قال الإثنين، 3 يوليو/تموز 2023، في تعليقه على العملية العسكرية للاحتلال بمدينة جنين إن "الولايات المتحدة تدعم أمن إسرائيل وحقها في الدفاع عن شعبها"، بحسب تعبيره.
المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، قال في تصريح صحفي: "نراقب عن كثب الوضع في الضفة الغربية، وسط غارة عسكرية إسرائيلية على مدينة جنين بالضفة الغربية".
أضاف كيربي: "ندعم أمن إسرائيل وحقها في الدفاع عن شعبها ضد الفصائل الفلسطينية ومن بينها حماس، والجهاد الإسلامي، والجماعات الإرهابية الأخرى"، على حد وصفه.
ومنذ فجر أمس الإثنين قتل الاحتلال 10 فلسطينيين، وأصاب ما لا يقل عن 80 آخرين في العملية العسكرية بجنين ومخيمها شمالي الضفة.
يأتي هذا فيما تدخل العملية العسكرية على جنين يومها الثاني، والتي أطلقت عليها تل أبيب اسم عملية "بيت وحديقة"، ويشارك فيها نحو ألف جندي من قوات الاحتلال، فضلاً عن استخدام سلاح الجو في مهاجمة المدينة التي يقع بها مخيم جنين.
موقع "I24 News" الإسرائيلي، نقل صباح اليوم الثلاثاء، 4 يوليو/تموز 2023، عن متحدث باسم جيش الاحتلال قوله إن لدى الجيش 10 أهداف متبقية في وسط مخيم جنين، مضيفاً أنه تم "اعتقال" 120 شخصاً.
كذلك نقل الموقع عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إنهم يُقدّرون أن العملية العسكرية بجنين ما زالت مستمرة، "لكنها تقترب من النهاية"، في حين ذكرت القناة "13" الإسرائيلية أن "الجهاز الأمني بإسرائيل متردد حالياً، إن كانت إسرائيل ستواصل وتستغل زخم العملية أو تكتفي بالأهداف التي تحققت وإنهاء العملية القتالية".
في السياق ذاته، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو إن "عملية بيت وحديقة في جنين مستمرة، حتى تُحقق الهدف المطلوب"، متوعداً باستهداف من يستهدف الإسرائيليين، بحسب تعبيره.
بحسب رواية جيش الاحتلال، فإنَّ هدف العملية التي يشنها في جنين هو وقف العمليات "التي تنطلق ضد مواطنين وأهداف إسرائيلية من جنين، واعتقال مطلوبين بشبهة التورط في عمليات إرهابية يختبئون في المدينة ومخيمها"، وفق قوله.
استمرار المقاومة بجنين
في موازاة ذلك، تُواصل فصائل المقاومة الفلسطينية تصديها لقوات الاحتلال في جنين، وأطلقت "كتيبة جنين" اسم "بأس جنين" على مواجهاتها مع الجيش الإسرائيلي، وقالت اليوم الثلاثاء إنه "في اليوم الثاني للمعركة تتصدى كتيبة جنين وتخوض اشتباكات متفرقة على محاور وأطراف المخيم، وتُفشل عدداً من محاولات التوغل، رغم القصف الجوي المستمر على بعض المناطق".
الكتيبة أعلنت فجر اليوم أيضاً أنها استدرجت قوة من جيش الاحتلال وأوقعتها في كمين وصفته بـ"المُحكم"، فيما ليس من الواضح بعدُ ما إذا كان اليوم الثاني من العملية العسكرية قد ألحق إصابات بصفوف جيش الاحتلال.
كان مقامون فلسطينيون قد أعلنوا، أمس الإثنين، عن تصدّيهم لقوات الاحتلال بنصب كمائن، وتفجير عبوات ناسفة، فضلاً عن حدوث اشتباكات مباشرة، وأعلنت إسرائيل أمس أن اثنين من جنودها أُصيبا خلال العملية، فيما قال مقاومون فلسطينيون إنهم أسقطوا طائرات مسيّرة للاحتلال.
يُذكر أن التوترات كانت قد تصاعدت بين الفلسطينيين والاحتلال في الضفة الغربية منذ عام ونصف العام، بسبب تكرار عمليات الاقتحام من قِبل الاحتلال لمناطق في الضفة، تتركز بمدن نابلس وجنين، بدعوى ملاحقة مطلوبين، ترافقها عادة مواجهات بين الطرفين وتبادل لإطلاق النار.