بدأ المئات من أهالي مخيم جنين للاجئين شمالي الضفة الغربية بالنزوح من مساكنهم، وذلك إثر تهديدات إسرائيلية بقصف منازلهم، وذلك بعد يوم طويل شهده المخيم جراء الاقتحام الكبير لقوات الاحتلال معززة بآليات عسكرية ضخمة، وقصف جوي طال المنازل.
بحسب بيان لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، فإن قوات الاحتلال قد أجلت أكثر من 500 عائلة على الأقل.
في أول تعقيب رسمي، قالت الرئاسة الفلسطينية إن الرئيس الفلسطيني طالب الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بوقف تهجير إسرائيل لسكان مخيم جنين.
فيما قال كمال أبو الرب، نائب محافظ جنين، لـ"الأناضول"، إن المئات من أهالي المخيم نزحوا جراء استمرار العدوان الإسرائيلي.
وأضاف: "يسكن المخيم نحو 15 ألف فلسطيني، وعمليات الإجلاء تتم لكل السكان بالتدريج وبالتنسيق مع جهات مختصة".
وأشار إلى أنه تم فتح مراكز إيواء للنازحين، بينها مقر جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، ومراكز مجتمعية ومتنزهات، "ويجري التنسيق مع مديرية التربية والتعليم لفتح المدارس"، وقال: "المشهد يعيدنا إلى نكبة عام 1948".
وحذر المسؤول الفلسطيني من استثمار إسرائيل النزوح وتدمير المساكن كما في العام 2002 إبان عملية السور الواقي.
وأشار إلى أن الوضع في مخيم جنين صعب للغاية، جراء استمرار أعمال القصف والتجريف واقتحام المنازل.
فيما قال عدد من أهالي المخيم لوسائل إعلام محلية، إن "قوات الاحتلال أجبرتنا بالقوة على الخروج من منازلنا، وهددت باستهدافها".
وسبق أن أعلنت بلدية جنين توقُّف خدمات المياه والكهرباء عن مخيم جنين؛ جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل.
وأفادت البلدية بأن "الاحتلال يتعمد تدمير الخطوط الرئيسية لشبكة المياه، ونناشد المواطنين ترشيد استهلاك المواد التموينية بسبب حصار المخيم".
فيما أفادت مصادر محلية بأن عدوان الاحتلال أدى إلى قطع الكهرباء والإنترنت عن مخيم جنين، في حين تتواصل الاشتباكات المسلحة مع قوات الاحتلال.
عملية إسرائيلية واسعة
ومنذ فجر الإثنين، قُتل 8 فلسطينيين وأصيب 80 آخرون في عملية عسكرية إسرائيلية مستمرة بمدينة جنين ومخيمها شمال الضفة الغربية، فيما قُتل تاسع قرب مدينة البيرة (وسط).
بحسب رواية الجيش، فإنَّ هدف العملية التي يشنها الاحتلال في جنين هو وقف العمليات "التي تنطلق ضد مواطنين وأهداف إسرائيلية من جنين، ولاعتقال مطلوبين بشبهة التورط في عمليات إرهابية، يختبئون في المدينة ومخيمها"، وفق قوله.
يشارك في هذه العملية عدة وحدات من جيش الاحتلال، وتساندها طائرات حربية، إضافة إلى مشاركة من جهاز الأمن العام "الشاباك".
بدورها، أعلنت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية بغزة في بيان لها، أن الغرفة "في حالة انعقاد دائم لمتابعة العدوان الهمجي على جنين، وإن المقاومة في كل الساحات لن تسمح للعدو بالتغول على أهلنا في جنين أو الاستفراد بهم".