أظهرت صور الأقمار الصناعية وبيانات التتبع التي حصلت عليها صحيفة The New York Times الأمريكية، الأحد 2 يوليو/تموز 2023، بشكل قاطع أن أدريانا، السفينة التي غرقت وهي تحمل لاجئين، فقدت السيطرة وكانت تسير على غير هدى خلال آخر ست ساعات ونصف الساعة، بينما كان يراقبها المسؤولون دون تدخل.
ومن الجو والبحر، بالرادار والهاتف واللاسلكي، شاهد المسؤولون طيلة 13 ساعة فقدان السيطرة على سفينة المهاجرين أدريانا وانجرافها قبالة سواحل اليونان في كارثة إنسانية تتكشف ملابساتها تدريجياً.
وحين اتصل الركاب المرتعبون لطلب المساعدة، أكد لهم عاملون في منظمات إنسانية أن فريق الإنقاذ سيأتي لمساعدتهم. واستعد مسؤولو الحدود الأوروبيون، الذين كانوا يشاهدون لقطات جوية للسفينة، لمتابعة ما كان مؤكداً أنه عملية بطولية.
لكن سفينة أدريانا انقلبت وغرقت في حضور سفينة وحيدة تابعة لخفر السواحل اليونانية الشهر الماضي، وتسبب غرقها في مقتل أكثر من 600 مهاجر في مأساة بحرية صادمة.
وتشير صور أقمار صناعية ووثائق محكمة وأكثر من 20 مقابلة مع ناجين ومسؤولين ومجموعة من الإشارات اللاسلكية التي أرسلت في الساعات الأخيرة إلى أن حجم الوفيات كان يمكن تفاديه.
وشاهد عشرات المسؤولين وقوات خفر السواحل السفينة، ومع ذلك تعاملت الحكومة اليونانية مع الوضع على أنه عملية لإنفاذ القانون، وليس عملية إنقاذ. وبدلاً من إرسال سفينة طبية من البحرية أو متخصصين في الإنقاذ، أرسلت السلطات فريقاً يضم أربعة رجال ملثمين ومسلحين من وحدة العمليات الخاصة لخفر السواحل.
حيث اختارت السلطات الاستماع إلى قبطان السفينة، وهو شاب مصري يبلغ من العمر 22 عاماً قال إنه يرغب في مواصلة طريقه إلى إيطاليا.
وقالت وزارة الشؤون البحرية اليونانية إنها لن ترد على أي أسئلة تفصيلية؛ لأن غرق السفينة يخضع لتحقيق جنائي.
وأثار غرق السفينة انتقادات علنية نادرة من مسؤولين في الاتحاد الأوروبي، الذي يلتزم الصمت منذ شددت الحكومة اليونانية موقفها من المهاجرين.