“عبّرت عن رفضها وأسفها لما حدث”.. الخارجية العراقية: السويد أرسلت خطاباً لدول التعاون الإسلامي بخصوص حرق المصحف

عربي بوست
تم النشر: 2023/06/30 الساعة 19:07 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/06/30 الساعة 19:11 بتوقيت غرينتش
رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني - رويترز

أعلنت وزارة الخارجية العراقية، في بيان رسمي نشرته على صفحتها الرسمية في فيسبوك، الجمعة، 30 يونيو/حزيران 2023، أن سفارتها في السويد تلقت نسخة من رسالة بعثت بها ستوكهولم إلى رؤساء بعثات الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، عبر وكيلها، تضمنت رفضها لحرق نسخة من المصحف قرب مسجد في العاصمة السويدية، الأربعاء. وقالت الخارجية العراقية في البيان إن نظيرتها السويدية أعربت عن "عميق أسفها" على وقوع حادثة الأربعاء.

أكدت الخارجية العراقية أن نظيرتها السويدية لفتت في بيانها إلى أن ستوكهولم "ترفض بشدة مثل هذه الأعمال المعادية للإسلام، وأنها لا تدعم أو تتغاضى بأي حال عن الآراء المعادية للإسلام، التي عبر عنها الشخص المعني خلال هذه الواقعة"، وفقاً لبيان الخارجية العراقية.

العراق تكشف عن بيان من السويد بخصوص حرق المصحف

أشارت الخارجية السويدية، وفقاً للبيان العراقي، إلى أن الحكومة تتفهم شعور المسلمين داخل البلاد وخارجها بـ"الإهانة"، وأن الشرطة "بصدد إجراء تحقيق بشأن الانتهاكات المشتبه بها وفق قانون جرائم الكراهية السويدي"، لافتة إلى أن السويد لديها قوانين تكفل "حرية التجمع والتعبير والتظاهر"، وأن الشرطة تتخذ قرار السماح بتنظيم الاحتجاجات بشكل مستقل، وأن الخارجية السويدية أبلغت الشرطة بـ"الاعتبارات المعنية من وجهة نظرها".

أكدت وزارة الخارجية العراقية في بيانها أنها "ترى حساسية عالية في هذا الأمر"، وشددت على موقفها بمطالبة السويد تسليم الشخص الذي أحرق نسخة من المصحف، ينحدر من أصول عراقية، لـ"يلقى جزاءه وفقاً للقانون العراقي"، وفقاً للبيان.

مظاهرات ضد حرق المصحف

في سياق متصل، شارك مئات اليمنيين، الجمعة، في عدة وقفات احتجاجية؛ تنديداً بحرق نسخة من المصحف في العاصمة السويدية ستوكهولم. وذكرت وكالة "سبأ" التابعة للحوثيين، أن "عدداً من مديريات محافظة الحديدة (غرب) شهدت وقفات احتجاجية تنديداً بحرق المصحف الشريف في السويد".

الإساءة للقرآن الكريم في السويد/ الأناضول

وبحسب الوكالة "قال بيان تُلي على هامش الوقفات (لم توضح مصدره)، إن هذا الاستفزاز يستوجب تحركاً إسلامياً عالمياً وكبيراً لتأديب من يتمادى وتسوّل له نفسه المساس بالمقدسات الإسلامية". ودعا البيان "الدول الإسلامية إلى التحرك لاستجواب سفراء السويد لديها، ومقاطعة الدول التي جعلت من حرية التعبير مبرراً لارتكاب هذه الجرائم".

في سياق متصل، طالب مجلس الشورى التابع لجماعة الحوثي في بيان الجمعة، "منظمة التعاون الإسلامي والأزهر والمؤسسات ذات العلاقة بالتحرك العاجل في المحافل الدولية لوضع حد لمثل هذه الممارسات العنصرية وتجريمها".

كما دعا المجلس "رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم العربي إلى الضغط على حكوماتها لاتخاذ إجراءات عملية لمقاطعة السويد دبلوماسياً واقتصادياً".

الكويت تستدعي سفير السويد 

في حين استدعت وزارة الخارجية الكويتية، مساء الجمعة، سفيرة السويد رفضاً لسماح بلادها بحرق المصحف الشريف. جاء ذلك وفق بيان للوزارة، بعد يومين من تمزيق سويدي من أصول عراقية يُدعى سلوان موميكا (37 عاماً)، نسخة من المصحف وإضرام النار فيها عند مسجد ستوكهولم المركزي، بعد أن منحت الشرطة تصريحاً بتنظيم الاحتجاج إثر قرار قضائي.

وأفادت الخارجية في البيان، بأن السفير جراح جابر الأحمد الصباح، نائب وزير الخارجية، "استدعى مساء الجمعة، ليزلوت أندرسون، سفيرة السويد المقيمة لدى الإمارات والمحالة إلى الكويت، وذلك على خلفية قيام أحد المتطرفين بحرق نسخة من المصحف في العاصمة السويدية ستوكهولم".

وقام نائب وزير الخارجية، وفق البيان، "بتسليم السفيرة السويدية مذكرة احتجاج رسمية تتضمن إدانة واحتجاج الكويت للواقعة"، مطالباً الحكومة السويدية "بتحمل مسؤولية وقف منح هذه التصاريح والتحرك الفوري لمنع تكرار هذه الإساءات".

مجلس الأمة الكويتي – رويترز

والموقف الكويتي هو الخامس من نوعه، غداة استدعاء 4 دول عربية هي: العراق، والإمارات، والأردن، والمغرب، سفراء السويد لديها، الأربعاء، إعراباً عن رفض مماثل.

وفي سياق متصل، أجرى وزير الخارجية الكويتي، سالم عبد الله الجابر الصباح، مساء الجمعة، اتصالاً هاتفياً مع نظيره السويدي، توبياس بيلستروم، وفق بيان للخارجية الكويتية. وأعرب وزير الخارجية الكويتي، خلال الاتصال ذاته عن "رفض الكويت التام وإدانتها للسماح بحرق نسخة من المصحف".

وحمّل الوزير الكويتي الحكومة السويدية "المسؤولية لمنحها لمثل هذه التصاريح التي تتنافى مع كل المبادئ الدولية الداعية للتعايش والتسامح والاعتدال". وطالب الحكومة السويدية "بالتحرك الفوري لمنع هذه الإساءات المتكررة التي تستهدف مقدسات المسلمين ومحاسبة مرتكبيها".

رئيس وزراء السويد يدعو للهدوء 

كذلك، وفي مؤتمر صحفي، الجمعة، دعا رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون إلى التهدئة و"التفكير" إثر عملية إحراق نسخة من المصحف بالقرب من مسجد في العاصمة ستوكهولم. وقال أولف كريسترسون "يصعب تحديد ما ستكون عليه العواقب. أعتقد أن على الكثير من الأشخاص التفكير في الأمر". في حين تظاهر الآلاف في دول شتى تنديداً بما حدث.

تزامن إحراق المصحف، الأربعاء، مع أول أيام عيد الأضحى، وأثار الغضب في مختلف البلدان المسلمة. ويُذكر أنه بعدما حصل على تصريح للقيام بعملية الإحراق من باب الاحتجاج، داس سلوان موميكا (37 عاماً) على المصحف وأضرم النيران في عدة صفحات أمام أكبر مسجد في العاصمة السويدية، وفق ما نشرت وكالة فرانس برس في تقرير لها الجمعة، 30 يونيو/حزيران 2023.

السويد
رئيس وزراء السويد، أولف كريسترسون – رويترز

رئيس وزراء السويد يعلق على حرق المصحف

إلى ذلك، لفت رئيس الوزراء إلى عدم وجود سبب يدفع "لإهانة أشخاص آخرين"، في إشارة إلى ما قام به موميكا، قائلاً "أعتقد أن كون بعض الأمور قانونية، لا يعني بالضرورة بأنها مناسبة".

وبينما أصدرت السلطات تصريحاً لموميكا للقيام بالخطوة بما يتوافق مع حماية حرية التعبير، إلا أنها أعلنت لاحقاً فتح تحقيق في "التحريض" ضد مجموعة دينية، لافتة إلى أنه قام بإحراق المصحف على مسافة قريبة جداً من المسجد.

من جهته، شدد كريسترسون على أنه ما زال من المبكر جداً تحديد تداعيات أحداث هذا الأسبوع، وقال "أعتقد أنه علينا التركيز على الأمور الصحيحة الآن. من المهم أن تصبح السويد عضواً في الناتو. لدينا قضايا مهمة وكبيرة، علينا التعامل معها".

رئيس الوزراء السويدي أولف كريستيرسون / الأناضول

وللتذكير، جاء التصريح بعد أسبوعين من رفض محكمة استئناف سويدية قرار الشرطة رفض إصدار تصاريح لتظاهرتين في ستوكهولم كان من المقرر أن يتم خلالهما إحراق المصحف.

يُذكر أن هذه ليست الواقعة الأولى في السويد، حيث يعيش أكثر من 600 ألف مسلم، ففي 21 يناير/كانون الثاني 2023 أحرق زعيم حزب "الخط المتشدد" الدنماركي اليميني المتطرف، راسموس بالودان، نسخة من المصحف قرب السفارة التركية في ستوكهولم، وسط حماية من الشرطة، مما أثار احتجاجات عربية وإسلامية، بموازاة دعوات إلى مقاطعة المنتجات السويدية.

تحميل المزيد