واجه تعهّد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك بوقف طالبي اللجوء الذين يصلون إلى البلاد في قوارب صغيرة عبر القنال الإنجليزي انتكاسة كبيرة الخميس 29 يونيو/حزيران 2023 عندما قضت محكمة الاستئناف بأن خطته لترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا غير قانونية.
وبموجب اتفاق مبدئي بقيمة 140 مليون جنيه إسترليني (177 مليون دولار) أبرم العام الماضي، خططت بريطانيا لإرسال عشرات الآلاف من طالبي اللجوء الذين يصلون إلى شواطئها في رحلة تمتد لأكثر من 6400 كيلومتر إلى الدولة الواقعة في شرق إفريقيا.
إذ يقول منتقدون إن هذه السياسة غير إنسانية ولن تنجح. وخلصت محكمة الاستئناف الخميس بأغلبية اثنين إلى واحد إلى أنه لا يمكن اعتبار رواندا دولة ثالثة آمنة.
فيما قال سوناك إن الحكومة البريطانية ستسعى للطعن في قرار المحكمة، مضيفاً أنه سيحترم المحكمة لكنه يختلف بشكل أساسي مع قرارها، لأن رواندا بلد آمن.
ضربة لسوناك
ويمثل الحكم ضربة كبيرة لسوناك الذي يواجه مشكلات منها التضخم المرتفع وارتفاع أسعار الفائدة وتراجع الشعبية وسط ضغوط متزايدة من حزبه والمواطنين للتعامل مع الأعداد المتزايدة من طالبي اللجوء الذين يكلفون الدولة ثلاثة مليارات جنيه إسترليني سنوياً لاستيعابهم.
والعام الماضي، أصدرت محكمة حقوق الإنسان الأوروبية قراراً عرقل في اللحظات الأخيرة أول رحلة مزمعة لترحيل طالبي اللجوء، وأمرت المحكمة بمنع ترحيل أي طالب لجوء لحين انتهاء الإجراءات القضائية في بريطانيا.
وكانت المحكمة العليا في لندن قد قضت في ديسمبر/كانون الأول 2022 بمشروعية سياسة الترحيل، لكن عدداً من طالبي اللجوء من عدة بلدان، مثل سوريا والعراق وإيران، ومنظمات مدافعة عن حقوق الإنسان طعنوا في القرار.
إلى ذلك، قالت محكمة الاستئناف إن أوجه القصور في نظام اللجوء في رواندا تعني أن هناك أسباباً جوهرية للاعتقاد بأن أولئك الذين سيرسلون إلى هناك سيجري إعادتهم إلى بلدانهم الأصلية؛ حيث سيواجهون "الاضطهاد أو غيره من أشكال المعاملة غير الإنسانية".
وحتى لو كان قرار محكمة الاستئناف في صالح الحكومة، فإنه كان من المستبعد أن تبدأ رحلات الترحيل هذا العام.
169 ألف جنيه إسترليني
والأسبوع الحالي، قالت الحكومة إن ترحيل كل طالب لجوء إلى رواندا سيتكلف 169 ألف جنيه إسترليني (213 ألفاً و450 دولاراً) في المتوسط.
فيما يقول منتقدون إن سياسات الحكومة تهدف إلى حشد الدعم السياسي ولن تحل المشكلات الأساسية، مشيرين إلى أنه لا توجد حالياً مسارات قانونية لمعظم الفارين من الحروب أو الاضطهاد لتقديم طلب اللجوء لدخول بريطانيا، ولذا يرى الكثير منهم أن ركوب القوارب الصغيرة الخطرة هو الخيار الوحيد.
وفي العام الماضي، وصل عدد قياسي بلغ 45755 شخصاً إلى بريطانيا في قوارب صغيرة عبر القنال الإنجليزي، معظمهم من فرنسا. ووصل 11 ألفاً منذ بداية العام الجاري حتى الآن في معدل مماثل للنصف الأول من عام 2022.