ماكرون يترأس اجتماع أزمة بعد الاحتجاجات على مقتل الفتى “نائل”.. والمدعي العام يفتح تحقيقاً بالقضية

عربي بوست
تم النشر: 2023/06/29 الساعة 11:32 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/06/29 الساعة 11:32 بتوقيت غرينتش
رجال الإطفاء يطفئون سيارات مشتعلة خلال اشتباكات بين المتظاهرين والشرطة بباريس/رويترز

عقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الخميس 29 يونيو/حزيران 2023، اجتماعاً لخلية أزمة بعد ليلة جديدة من الاشتباكات وأعمال الشغب في عدد من الأحياء الشعبية، إثر مقتل فتى برصاص شرطي، واعتقال العشرات، فيما أعلن المدعي العام الفرنسي فتح التحقيق في قضية "القتل العمد".

إذ ندَّد الرئيس الفرنسي، في افتتاح الاجتماع، بما وصفها بمشاهد عنف "لا يمكن تبريرها" ضد "المؤسسات والجمهورية"، معرباً عن أمله بأن تكون الساعات المقبلة ساعات "تأمّل واحترام".

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون - Getty Imagese
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون – Getty Imagese

من جهته، قال وزير الداخلية جيرالد دارمانان إن السلطات أوقفت 150 شخصاً الليلة الماضية، مندداً بما سماها أعمال عنف "لا تُحتمل ضد رموز الجمهورية".

دارمانان أضاف أن رجل الشرطة المتورط في إطلاق النار قيد الاحتجاز ويتم التحقيق معه على خلفية تهمة القتل غير العمد.

تجدد الاحتجاجات 

وتجددت المواجهات بين الشرطة والشبان المحتجين لليلة الثانية على التوالي، إثر مقتل الفتى الذي عُرّف فقط باسمه والحرف الأول من اسم عائلته "نائل.م" (17 عاماً) من أصول جزائرية برصاصة في صدره أطلقها عليه شرطي عند نقطة تفتيش مروري أول أمس الثلاثاء.

وسرعان ما امتدت الاحتجاجات من ضواحي باريس، ولا سيما منطقة نانتير، حيث قتل نائل، إلى مدن ليون وليل وتولوز، في حين نشرت السلطات الآلاف من رجال الأمن للسيطرة على الوضع، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.

إذ قال شابان مقنعان وهما يجران سلال مهملات للوكالة: "لقد سئمنا معاملتنا بهذه الطريقة. نفعل ذلك من أجل نائل، نحن نائل".

متظاهرون يلقون الألعاب النارية على شرطة مكافحة الشغب خلال الاشتباكات في نانتير<br>
متظاهرون يلقون الألعاب النارية على شرطة مكافحة الشغب خلال الاشتباكات في نانتير

وأحرق محتجون سيارات وعدداً من عربات الترامواي بضاحية كلامار في منطقة أعالي السين غربي باريس، ومدرسة في مدينة بيزون القريبة من نانتير، كما أضرموا النار في مقر بلدية مون أون بارويل في ضواحي ليل شمالي فرنسا.

وفي تولوز جنوبي البلاد، أحرقت سيارات عدة وألقيت قنابل حارقة على قوات الشرطة.

منذ مقتل نائل البالغ 17 عاماً خلال عملية تدقيق مروري الثلاثاء، تصاعد التوتر في ضواحي باريس قبل أن تتوسع رقعته ليل الأربعاء الخميس؛ ليشمل مدناً أخرى شهدت عمليات تخريب ومواجهات مع القوى الأمنية.

يأتي ذلك بينما قال ممثل ادعاء فرنسي، الخميس، إن الشرطي الذي قتل شاباً يبلغ من العمر 17 عاماً في ضاحية بباريس يوم الثلاثاء يخضع لتحقيق رسمي بتهمة القتل العمد.

غضب وانتقادات

وأثار مقتل نائل غضباً وانتقادات من جانب قطاعات مختلفة من المجتمع الفرنسي وسط اتهامات للشرطة بالميل إلى العنف والعنصرية. ووقف النواب والوزراء دقيقة صمت في الجمعية الوطنية الفرنسية حداداً على القتيل.

ووقعت حادثة مقتل نائل، صباح الثلاثاء، وزعمت مصادر في الشرطة بادئ الأمر أن الفتى قاد سيارته باتجاه شرطيين على دراجتين ناريتين لدهسهما، لكن السلطات عادت وقالت إنه لم يمتثل لنقطة التفتيش وحاول تجاوزها.

وكانت فرنسا مرات عدة مسرحاً لأعمال شغب في المدن، إثر مقتل شبان يتحدرون بغالبيتهم من أصول مغاربية ومن دول إفريقية أخرى؛ إثر عمليات تدخل للشرطة. في 2005، أثار مقتل مراهقين كانت تطاردهما القوى الأمنية، أعمال شغب استمرت ثلاثة أسابيع.

"ستتلقى رصاصة في الرأس"

وأظهر مقطع فيديو انتشر على منصات التواصل الاجتماعي رجلي شرطة وهما يتحدثان مع سائق السيارة قبل أن يطلق أحدهما النار عليه عندما حاول الانطلاق بها.

ويُسمع في الفيديو صوت يقول: "ستتلقى رصاصة في الرأس".

ودعت والدة الفتى إلى تنظيم مسيرة تكريماً لابنها بعد ظهر اليوم الخميس في نانتير؛ حيث تقيم العائلة، قائلة في مقطع فيديو نُشر على تيك توك: "إنها ثورة من أجل ابني".

وأحيا مقتل نائل الجدل حول سلوك قوات الأمن في فرنسا؛ حيث قتل 13 شخصاً وهو عدد قياسي، في 2022 بعد رفضهم الامتثال لعمليات تدقيق مرورية.

تحميل المزيد