بوتين “فكر بتصفية حليفه السابق”.. لوكاشينكو يكشف تفاصيل محادثاته مع الرئيس الروسي خلال “التمرد”

عربي بوست
تم النشر: 2023/06/28 الساعة 11:19 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/06/28 الساعة 11:19 بتوقيت غرينتش
الرئيس الروسي بوتين والرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو/رويترز

قال الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، الأربعاء 28 يونيو/حزيران 2023، إنه أقنع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعدم "تصفية" رئيس مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة يفغيني بريغوجين، رداً على ما وصفه الكرملين بأنه تمرد مسلح يدفع روسيا نحو حرب أهلية. 

وتعهّد بوتين في البداية بسحق التمرد الذي شبّهه بالفوضى التي جرت في عام 1917 وأدت إلى الثورة البلشفية ثم حرب أهلية، ولكن بعد ذلك بساعات تم التوصل لاتفاق يسمح لبريغوجين وبعض مقاتليه من فاغنر بالذهاب إلى روسيا البيضاء.

وأمس الثلاثاء 27 يونيو/حزيران، أكد لوكاشينكو أن بريغوجين "موجودٌ الآن في بيلاروسيا"، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء البيلاروسية الرسمية "بيلتا".

"تصفية"!

خلال حديثه اليوم عن الحوار الذي دار بينه وبين بوتين أمس (الثلاثاء) والمفاوضات مع زعيم فاغنر، استخدم لوكاشينكو تعبيراً في العامية الروسية معناه "تصفية". 

ونقلت وسائل إعلام في بيلاروسيا عن لوكاشينكو القول في اجتماع لمسؤولين في جيش بلاده وصحفيين، الثلاثاء: "فهمت أيضاً أن قراراً قاسياً تم اتخاذه (وكان مضمون كلام بوتين) تصفية" المتمردين. 

وقال: "اقترحت على بوتين ألا يتعجل. وقلت له لنتحدث مع بريغوجين، ومع القيادات لديه، ليرد قائلاً إنه لا فائدة من هذا وإنه (بريغوجين) لا يرد حتى على الهاتف، لا يريد التحدث لأحد". 

رئيس ومؤسس مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة يفغيني بريغوجين/رويترز
رئيس ومؤسس مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة يفغيني بريغوجين/رويترز

واستخدم بوتين التعبير نفسه في عام 1999 عند التحدث عن المسلحين الشيشان، وتعهّد بأن تتم "تصفيتهم في الخلاء"، في تصريحات صارت شعاراً منتشراً على نطاق واسع لتوضيح مدى صرامة شخصيته. 

ولم يصدر أي تعليق بعد من الكرملين على تصريحات لوكاشينكو، التي تعطي لمحة دقيقة نادرة عن المحادثات داخل الكرملين في وقت تقف فيه روسيا، وفقاً لرواية بوتين نفسه، على شفا اضطرابات لم تشهدها منذ عقود. 

"بعيداً عن الأنانية"

وقال لوكاشينكو، الذي تربطه معرفة قديمة مع بريغوجين وحليف مقرب أيضاً لبوتين، إنه نصح الرئيس الروسي بالتفكير "بعيداً عن الأنانية" وأن القضاء على بريغوجين قد يؤدي إلى تمرّد واسع النطاق من جانب مقاتليه. 

وقال رئيس روسيا البيضاء إن جيش بلاده يمكن أن يستفيد من خبرة قوات فاغنر التي تتمتع بحرية اختيار الانتقال إلى روسيا البيضاء الآن وفقاً لاتفاق مع الكرملين. 

رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو – رويترز
رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو – رويترز

وأوقف بريغوجين ما سمّاه "مسيرة العدالة" إلى موسكو من مدينة روستوف التي تقع في جنوب روسيا على بعد 200 كيلومتر من العاصمة بعد تدخل لوكاشينكو.

إيواء فاغنر في بيلاروسيا

وتضمن اتفاق توسط فيه لوكاشينكو، السبت 24 يونيو/حزيران، والذي أنهى تمرّد مجموعة فاغنر في روسيا، أن يتوجه بريغوجين إلى روسيا البيضاء، بينما جرى منح رجاله خيار الانضمام إليه أو الاندماج في القوات المسلحة النظامية الروسية. 

والثلاثاء، نقلت وكالة "بيلتا" الحكومية عن لوكاشينكو، قوله إن بلاده لن تبني أي معسكرات لمجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة، لكنها يمكن أن تؤويهم إذا ما أرادوا ذلك. 

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس بيلاروسيا لوكشينك – GETTY IMAGES
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس بيلاروسيا لوكشينك – GETTY IMAGES

وقال لوكاشينكو: "عرضنا عليهم إحدى القواعد العسكرية الخالية. أرجوكم -لدينا سياج ولدينا كل شيء- انصبوا خيامكم"، كما نُقل عن لوكاشينكو قوله إنه لا يعتزم فتح أي مراكز تجنيد تابعة لفاغنر في روسيا البيضاء.

وتضمن اتفاق توسّط فيه لوكاشينكو يوم السبت والذي أنهى تمرد مرتزقة فاغنر، السماح لهم إما بالاندماج في القوات المسلحة النظامية الروسية، أو الانتقال مع رئيسهم يفغيني بريغوجين، إلى المنفى في روسيا البيضاء، أو العودة إلى عائلاتهم.

مفاوضات لوكاشينكو مع بريغوجين

كان لوكاشينكو كشف، الثلاثاء، عن كواليس المفاوضات مع بريغوجين والتي أسفرت عن إنهاء التمرد المسلح، السبت 24 يونيو/حزيران، وأشار إلى أنه اقترح على بوتين "ألا يستعجل وأن نتحدث مع بريغوجين"، بحسب ما نقلته قناة "روسيا اليوم" الروسية الحكومية.

وأوضح لوكاشينكو في تصريحات صحفية: "سألت بوتين أين بريغوجين.. فأجاب: في روستوف، فأجبته: حسناً. السلام الهش أفضل من أي حرب طيبة.. لا تستعجل.. سأحاول الاتصال به"، لافتاً إلى أنه تمكّن من الاتصال ببريغوجين وإقناعه بالعدول عن التمرد.

أضاف: "لن أختبئ وأقف مكتوف اليدين، لقد كان مؤلماً مشاهدة الأحداث التي وقعت في جنوب روسيا. لست أنا الوحيد من تأثر بهذه الأحداث، بل كثير من مواطنينا أخذوها على محمل الجد، لأن وطننا واحد.. أعطيت كل الأوامر لاستنفار الجيش البيلاروسي تحسباً لأي طارئ".

يُشار إلى أنه فجر السبت 24 يونيو/حزيران، أعلن مؤسس "فاغنر" يفغيني بريغوجين، دخول قواته مدينة "روستوف نا دون" الحدودية مع أوكرانيا، قبل التوجه إلى مدينة فورونيغ، ثم مدينة ليبيتسك التي تبعد نحو 510 كم عن العاصمة موسكو، ما اعتبره جهاز الأمن الفيدرالي الروسي "تمرداً مسلحاً". 

واستمر "التمرد" نحو يوم واحد فقط، حيث أعلن بريغوجين مساء السبت، سحب مقاتليه إلى معسكراتهم "تجنباً لسفك الدماء الروسية"، بناءً على وساطة الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو.​​​​​​​

تحميل المزيد