"الحج عرفة" كما جاء على لسان النبي محمد عليه الصلاة والسلام، فمن لم يحضرها، فقد فاته الحج، ويلفت ذلك إلى أهمية هذا المشعر ووجوب حضوره، ويصادف يوم عرفة في مناسك الحج هذا العام 27 يونيو/حزيران 2023، ويعد الركن الأعظم فيها.
وتاليا أبرز معلومات عن يوم عرفة وجبل عرفات الذي يشهد توافد ضيوف الرحمن إليه حتى مغيب شمس اليوم:
الوقوف بعرفة، يعد المشعر الوحيد من مشاعر الحج الذي يقع خارج الحرم المكي، على نحو 33 كيلومتراً مربعاً، ويتجمع فيه عادة أكثر من مليوني حاج، ويكون قبل يوم من عيد الأضحى المبارك، أو يوم النحر.
و"عرفة" عبارة عن سهل منبسط به جبل عرفات المسمى بـ"جبل الرحمة" الذي يبلغ ارتفاعه 30 متراً، يمكن الوصول إلى قمته عبر 91 درجة.
اقرأ أيضاً
موقع جبل عرفات
يقع عرفات على الطريق بين مدينتي مكة المكرمة والطائف على بعد 10 كيلومترات من مشعر "مِنى" الذي يقضى فيه الحجاج يوم التروية، اليوم الثامن من ذي الحجة.
يتطلع الحجاج إلى الوقوف على "جبل الرحمة" بعرفات خلال أدائهم مناسك الحج، تأسياً برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي وقف عليه وألقى منه خطبة الوداع الشهيرة، ويقومون بقراءة أدعية يوم عرفة ومن بينها دعاء عرفة: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير".
شهد كذلك يوم عرفة نزول آية من القرآن الكريم على نبيه، وهي: "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً" من سورة المائدة.
في عرفة مسجد نَمِرة (بني في القرن الثاني الهجري) الذي نزل به محمد صلى الله عليه وسلم يوم عرفة، وتحرك منه إلى مزدلفة.
يقع كذلك مسجد الصخرات في جبل عرفة، أسفل جبل الرحمة عـلى يمين الصاعد إليه، يحيط به جدار قصير وفيه صخرات كبار وقف عندها رسول الإسلام في عرفة وهو على ناقته.
يختتم الحجيج هذه الشعيرة مع غروب الشمس متجهين إلى مزدلفة، لاستكمال شعائر الحج، التي تنتهي بطواف الوداع.
فيما أعلنت المديرية العامة للجوازات السعودية قدوم مليون و659 ألفا و837 حاجا، عبر جميع منافذ المملكة الجوية والبرية والبحرية، وذلك حتى نهاية أمس الأحد، بحسب "واس".
وأوضحت الجوازات قبل يوم عرفة في مناسك الحج أن "عدد ضيوف الرحمن القادمين من خارج المملكة عبر المنافذ الجوية بلغ مليونا و592 ألفا و199 حاجا، بينهم 242 ألفا و272 من مستفيدي مبادرة طريق مكة (تشمل 7 دول بينها تركيا لأول مرة)".
فيما بلغ عدد القادمين عبر المنافذ البرية 60 ألفا و807 حجاج، في حين بلغ عدد القادمين عبر المنافذ البحرية 6 آلاف و831 حاجا.
وتعكس هذه الأرقام إحصائيات الحجاج القادمين من الخارج فقط، دون حجاج الداخل.
على بُعد سبعة كيلو مترات شمال شرق المسجد الحرام غرب السعودية، يقع مشعر منى، ذلك الوادي الذي لا يسكن إلا مدة الحج، مجمع أفئدة الحجاج التي أتت مرددةً "لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك".
في ذلك المشعر التاريخي تبدأ أول صفحات الحج في الثامن من ذي الحجة كل عام والذي يحل اليوم الإثنين، مستقبلا نحو مليوني حاج بحسب توقعات سعودية رسمية لأول مرة منذ جائحة كورونا قبل 3 أعوام.
اقرأ أيضاً
مكانة تاريخية
يعد مشعر منى ذا مكانة تاريخية ودينية، به رمى نبي الله إبراهيم عليه السلام الجمار، وذبح فدي إسماعيل عليه السلام، ثم أكد نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم هذا الفعل في حجة الوداع وحلق، واستن المسلمون بسنته يرمون الجمرات ويذبحون هديهم ويحلقون.
يشتهر المشعر بمعالم تاريخية منها الشواخص الثلاث التي ترمى فيها الجمرات، وبه مسجد "الخيف" الذي اشتق اسمه نسبة إلى ما انحدر عن غلظ الجبل وارتفع عن مسيل الماء، والواقع على السفح الجنوبي من جبل منى، وقريباً من الجمرة الصغرى.
وصلى في هذا المسجد نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم والأنبياء من قبله، وما زال قائماً حتى الآن، ولأهميته تمت توسعته وعمارته عام 1407هـ.
وشهد المشعر أحداثا تاريخية في الإسلام منها بيعتا العقبة الأولى والثانية عامي 12 و13 من الهجرة، وبايع فيها رجال ونساء رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم.
وبلغ عدد الحجاج خلال الموسم الماضي 899 ألفًا و353 بينهم 779 ألفًا و919 من خارج المملكة، فيما اقتصر موسم الحج لعام 2021 على مشاركة 60 ألفًا فقط من داخل المملكة، وشهد موسم عام 2020 نحو 10 آلاف من داخل السعودية فحسب، مقارنة بنحو 2.5 مليون في 2019 من كافة أرجاء العالم.