منع استخدام “انقلاب” و”تمرد”.. تفاصيل تعليمات الكرملين للإعلام الروسي لتغطية أزمة قوات فاغنر

عربي بوست
تم النشر: 2023/06/27 الساعة 15:34 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/06/27 الساعة 15:35 بتوقيت غرينتش
مؤسس مجموعة فاغنر الروسية يفغيني بريفوزين / رويترز

قالت صحيفة The Times البريطانية في تقرير نشرته الإثنين 27 يونيو/حزيران 2023 إنه حين بدأ تمرد يفغيني بريغوجين، أصدر الكرملين سلسلة من التعليمات للقنوات التلفزيونية الروسية حول كيفية تناول هذا الحدث. لكن هذه التعليمات تغيرت مطلع الأسبوع، ما تسبب في حالة من الفوضى بين القنوات. فلم تستطِع السلطات فهم أفضل السبل لإدارة هذه الأزمة في وسائل الإعلام بطريقة تقلل من مخاطر الإضرار بسمعتها وسمعة بوتين ووزارة الدفاع.

لكن بحلول يوم الإثنين 26 يونيو/حزيران، كانت هذه التعليمات، التي غالباً ما تكون مُلزِمة، قد تبلورت أخيراً. وقال مصدر في استوديو قناة روسية في موسكو لصحيفة The Times، إن من ضمن هذه التعليمات حظر استخدام كلمتي "انقلاب" و"تمرد"، والاكتفاء باستخدام "محاولة تمرد". ومُنعت وسائل الإعلام أيضاً من انتقاد بريغوجين وفاغنر، وعرض الدمار الذي حدث أثناء القتال.

رئيس ومؤسس مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة يفغيني بريغوجين/رويترز

تعليمات صارمة في التغطية الإعلامية لتمرد فاغنر

على قنوات مثل NTV والقناة الأولى، صدرت تعليمات أيضاً بعدم ذكر الطيارين العسكريين الذين لقوا حتفهم نتيجة للهجوم الجوي على مرتزقة بريغوجين.

وقال موظف آخر في قناة تلفزيونية كبيرة لصحيفة The Times إن الجانب الأكثر صعوبة في تناول هذا الخبر كان تنظيم مناقشة الخبراء لما حدث. وقال: "النقاد لا يمكنهم قول الكثير في الوقت الحالي. ولا يمكننا توجيه أسئلة إليهم. ومن الصعب جداً تحليل ما حدث وعواقبه في هذا الوضع. فمن ناحية، نحاول أن نتجنب إقحام خبراء الدعاية، ومن ناحية أخرى، لا يمكننا التحدث عن أي شيء مع خبراء آخرين بخصوص فاغنر".

قال مصدر آخر إنه حين خرج بريغوجين عن صمته وعلق أخيراً على الحادث يوم الإثنين، صدرت تعليمات لوسائل الإعلام الروسية بـ"تجاهل" تصريحاته. وأضاف موظف غاضب: "في البداية قالوا إننا سنتناول هذا الموضوع بالاتفاق مع القيادة. ثم لا نفعل ذلك مطلقاً. ثم نعود لنفعل ذلك، لكن بدون صورة واحدة للدمار. لأننا لن نعرض أخباراً عن بريغوجين نفسه ومقاتليه! وكل هذا في يوم واحد!".

فاغنر
زعيم مجموعة "فاغنر" الروسية للمرتزقة، يفغيني بريغوجين – رويترز

تمرد فاغنر هو حديث الساعة 

كان تمرد فاغنر بقيادة بريغوجين هو الموضوع الرئيسي في جميع الصحف الروسية الكبرى تقريباً، من إزفستيا Izvestia إلى آر بي كيه RBK وكومرسانت Kommersant، وهذه الصحف تشتهر بأنها مستقلة إلى حد ما، رغم أنها تخضع لسيطرة الكرملين.

ونشرت صحيفة Kommersant، مقالاً بعنوان "تمرد منزوع السلاح"، وبدأته بالقول: "محاولة التمرد التي نفذتها مطلع هذا الأسبوع الشركة العسكرية الخاصة فاغنر انتهت بشكل غير متوقع مثلما بدأت". واحتل هجوم بريغوجين الصفحة الأولى بأكملها واستمر حتى الصفحة الثالثة. وفي واحد من هذه المقالات، أشير إلى هذه الأحداث بـ"أعمال شغب السبت". وكشف المقال أيضاً عن رد فعل الدول الغربية، ولا سيما نية وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي مناقشة تمرد بريغوجين في اجتماع في لوكسمبورغ.

وصول قوات فاغنر إلى مدينة "روستوف نا دون" الروسية ومحاصرة مقر المنطقة العسكرية الجنوبية/الأناضول

وعرضت صحيفة شهيرة أخرى، Moskvosky Komsomolets، نبأ التمرد على صفحتها الأولى أيضاً، تحت عنوان "بريغوجين سيغادر، والمشكلات ستبقى". ونشرت الصحيفة صورة لـ"دبابة في سيرك"، وهي الصورة التي تحولت سريعاً إلى رمز لأحداث يوم السبت. وكتب المراسل الخاص للصحيفة: "اقتربت روسيا بسرعة من الهاوية، لكنها ابتعدت عنها بنفس السرعة. شكراً لألكسندر لوكاشينكو!"، في مجاملة لرئيس بيلاروسيا على تدخله لحل المشكلة.

وذهبت الصحيفة الشهيرة Komsomolskaya Pravda إلى نشر صورة أخرى على صفحتها الرئيسية لخريجين يقفون أمام معدات فاغنر العسكرية في روستوف أون دون. وكان العنوان الرئيسي: "كيف نجت بلادنا من محاولة تمرد مسلح"، وبجانبه عنوان يلوم الولايات المتحدة وأوروبا على أحداث يوم السبت: "الغرب كان يعلم بتخطيط بريغوجين للتمرد". وأفردت الصحيفة خمس صفحات لفاغنر في هذا الإصدار.

مؤسس مجموعة مرتزقة فاغنر الخاصة يفغيني بريغوزين يتحدث مع الجنود أثناء انسحاب قواته من باخموت وتسليم مواقعهم إلى القوات الروسية النظامية /رويترز

وبعض الصحف، مثل Argumenty Nedeli، لم تتطرق للموضوع بتاتاً. وجعلت صحيفة أخرى شهيرة، Izvestia، عطلة الأشرعة القرمزية في سان بطرسبرغ (عطلة الخريجين) موضوعها الرئيسي. وقد تطرقت فعلاً إلى فاغنر على صفحتها الأولى، ولكن بعنوان مكتوب بخط صغير يقول: "وفقاً للخطة. ما ينتظر مؤسس فاغنر ومقاتليه".

تحميل المزيد