دعوة أوباما لحماية المسلمين في الهند تثير غضب وزيرة بحكومة مودي.. سخرت منه واتهمته بـ”الرياء”

عربي بوست
تم النشر: 2023/06/26 الساعة 09:20 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/06/26 الساعة 09:24 بتوقيت غرينتش
الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما - رويترز

سخرت وزيرة المالية الهندية، نيرمالا سيترامن، من تعليقات للرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، دعا فيها حكومة رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، إلى حماية حقوق الأقلية المسلمة في الهند، والتي تتعرض لانتهاكات ممنهجة ومستمرة من قبل الهندوس والسلطات، واتهمت الوزيرة أوباما بالرياء". 

خلال زيارة رسمية لمودي إلى الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، قال أوباما لشبكة (سي.إن.إن) إن قضية "حماية الأقلية المسلمة في الهند ذات الأغلبية الهندوسية" تستحق التطرق إليها في اجتماع مودي مع الرئيس الأمريكي جو بايدن.

أضاف أوباما أنه "من المحتمل بشدة أن تبدأ الهند في مرحلة ما في التفكك"، من دون هذه الحماية.

الوزيرة الهندية سيترامن ردّت على تصريحات أوباما، وقالت إنها "صُدمت لأن أوباما أدلى بهذه التصريحات بينما كان مودي يزور الولايات المتحدة بهدف تعزيز العلاقات"، وأضافت في مؤتمر صحفي، الأحد 25 يونيو/حزيران 2023: "كان يعلق بشأن المسلمين الهنود… لقد قصف بلداناً ذات أغلبية مسلمة من سوريا إلى اليمن… أثناء رئاسته".

تساءلت الوزيرة سيترامن: "لماذا يستمع أي شخص إلى أية اتهامات من مثل هؤلاء الأشخاص؟"، وفق تعبيرها. 

كانت وزارة الخارجية الأمريكية قد عبّرت عن مخاوف إزاء معاملة المسلمين وأقليات دينية أخرى في الهند، في ظل إدارة حزب مودي الهندوسي القومي، وتقول الحكومة الهندية إنها "تعامل جميع المواطنين على قدم المساواة".

الرئيس الأمريكي جو بايدن كان قد قال إنه بحث حقوق الإنسان وقيماً ديمقراطية أخرى مع مودي خلال محادثاتهما في البيت الأبيض، ونفى مودي، في مؤتمر صحفي مع بايدن الأسبوع الماضي، أن حكومته ترتكب أي تمييز بحق الأقليات.

تشهد الهند، منذ أعوام، حملات اضطهاد واسعة وأعمال عنف ضد المسلمين، تقف وراءها ميليشيات هندوسية متطرفة تتبع عقيدة (هندوتفا) العنصرية، كما قالت منظمات حقوقية هندية إن هذه العقيدة، التي تعتنقها قيادة البلاد المتمثلة في حزب بهاراتيا جاناتا، تهدف إلى تمييز الهندوس عن بقية الأقليات في الهند.

يُقدر عدد المسلمين في الهند بـ172 مليون نسمة (14.2% من الشعب الهندي)، ودخل الإسلام إلى الهند في القرنين الـ10 والـ11 الميلادي، باستقرار عدد من مسلمي أفغانستان وإيران وآسيا الوسطى في الهند، إلى أن سيّر الحجاج بن يوسف الثقفي جيشاً بقيادة أخيه الشاب محمد بن القاسم الثقفي لفتحها سنة 711م، واستطاع ضم معظم أجزاء الهند.

عادت الفتوحات الإسلامية بعد فترة من التوقف في سنة 1001م، بقيادة السلطان محمود الغزنوي (تأسست الدولة الغزنوية في مدينة غزنة بأفغانستان الحالية عام 961)، الذي ظل حوالي 30 عاماً يواصل الغزوات لنشر الإسلام حتى وفاته، وتابع خلفاؤه من الملوك الغزنويين حكمهم لأرض الهند وتوسعهم حتى عام 1152م، عندما انهارت الدولة الغزنوية بسبب تناحر ملوكها وضعف الدولة.

أصبحت الهند بعد ذلك تحت حكم الدولة الغورية، بوصول شهاب الدين الغوري إلى لاهور في عام 1186م، وبعد مقتله عام 1206 شُغل الغوريون بالخلافات والحروب الداخلية، ثم أنشأ قطب الدين أيبك دولة مملوكية مستقلة في الهند ليتولاها المماليك من أسرته، وبعدها حكمت دولة السلاطين الخلجية، ثم الدولة الطغلقية، والدولة التمورية، إلى أن أسس ظهير الدين بابر الدولة المغولية في الهند.

وعلى مدار 8 قرون ونيف كانت الهند تحت حكم المسلمين إلى أن احتلها الإنجليز عام 1857، ولم تعد الشريعة الإسلامية هي أساس حكم الهند، لكن استمر اعتناق الملايين للإسلام خصوصاً في مدن الشمال، حيث يمثلون ثلثي سكانها حالياً.

تحميل المزيد