وصف مسؤولون أمريكيون، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالضعيف، مشيرين إلى تحديات كبيرة يواجهها بعد التمرد المفاجئ من قبل مجموعة "فاغنر" الروسية للمرتزقة على الجيش الروسي، وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الأحد 25 يونيو/حزيران 2023، إن هذا التحدي الذي واجهه بوتين كشف عن "تصدعات" جديدة في قوة قيادته، قد "تستمر لأسابيع أو أشهر".
بلينكن وأعضاء في الكونغرس أشاروا في سلسلة من المقابلات التلفزيونية، إلى أن الاضطرابات التي شهدتها روسيا، يوم السبت 23 يونيو/حزيران 2023، أضعفت بوتين بطريقة يمكن أن تساعد الهجوم الأوكراني المضاد على القوات الروسية داخل الأراضي الأوكرانية، كما أنها ستفيد جيران روسيا ومنها بولندا ودول البلطيق.
تحدث بلينكن لبرنامج (ذيس ويك) على شبكة (إيه.بي.سي) بعد إحباط تمرد قوات "فاغنر" التي يقودها يفغيني بريغوجين، قائلاً: "لا أعتقد أننا رأينا الفصل الأخير"، وأضاف أن التوتر الذي أفضى إلى التمرد كان يتصاعد منذ أشهر، وأن تلك الاضطرابات قد تؤثر على القدرات العسكرية لموسكو في أوكرانيا.
كذلك قال بلينكن لبرنامج (ميت ذا بريس) على شبكة (إن.بي.سي): "نرى المزيد من التصدعات في روسيا، من السابق لأوانه معرفة المدى الذي ستصل إليه (تلك التصدعات) وموعد حدوث ذلك. ولكن من المؤكد أن لدينا كل أنواع التساؤلات الجديدة التي سيتعين على بوتين إيجاد حلول لها في الأسابيع أو الأشهر المقبلة".
وصف بلينكن الاضطرابات التي شهدتها روسيا بأنها "شأن داخلي" بالنسبة لبوتين، وقال إن "تركيزنا ينصب بلا هوادة وبتصميم على أوكرانيا، لنتأكد من أن لديها ما تحتاج إليه للدفاع عن نفسها واستعادة الأراضي التي احتلتها روسيا".
ويتوقع المسؤولون الأمريكيون معرفة المزيد عن الأحداث التي شهدتها روسيا قريباً، بما في ذلك تفاصيل الاتفاق مع بريغوجين الذي توسط فيه رئيس بيلاروسيا، ألكسندر لوكاشينكو، وأفضى إلى عودة مقاتلي "فاغنر" إلى قواعدهم.
في هذا الصدد، قال بلينكن: "ربما لم يرغب بوتين في الحط من قدر نفسه إلى مستوى التفاوض المباشر مع بريغوجين".
من جهته، قال مايك تيرنر، رئيس لجنة المخابرات بمجلس النواب الأمريكي، إن تصرفات بوتين المستقبلية في أوكرانيا يمكن أن يحبطها تأكيد بريغوجين أن الأساس المنطقي لغزو أوكرانيا يستند إلى الأكاذيب.
أضاف تيرنر لبرنامج "فيس ذا نيشن" على شبكة (سي.بي.إس): "بات الأمر أكثر صعوبة على بوتين في الاستمرار في اللجوء إلى الشعب الروسي والقول يجب أن نستمر في إرسال الناس ليموتوا".
وقال الجنرال المتقاعد بالقوات الجوية الأمريكية فليب بريدلوف، الرئيس السابق للقيادة الأمريكية في أوروبا، إن الاضطرابات تظهر تدهور القدرات الروسية.
أضاف بريدلوف: "أعتقد أن إحدى نتائج آخر 36 ساعة، وربما 48 ساعة، هي أن المؤسسات التي رأيناها منذ فترة طويلة على أنها آمنة للغاية في روسيا تتفكك ببطء (…) هيبة المؤسسة العسكرية بأكملها والجيش الروسي تراجعت كثيراً".
أما السيناتور بن كاردان فقال إن الاضطرابات في روسيا لا تخفف من حاجة واشنطن لمواصلة مساعدة أوكرانيا، وهي تشن هجومها المضاد الذي طال انتظاره ضد روسيا.
أضاف كاردين، وهو ديمقراطي عضو في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، لشبكة "فوكس نيوز": "هذا وقت حرج بالنسبة لأوكرانيا. هذا الهجوم المضاد سيحدد ما سنكون عليه في العام أو العامين المقبلين".
بدوره، قال النائب الجمهوري دون بيكون، وهو جنرال سابق بالقوات الجوية الأمريكية وعضو في لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب، لشبكة (إن.بي.سي)، إن تراجع مكانة بوتين سيكون مفيداً لجيران روسيا، بما في ذلك فنلندا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا.
أضاف بيكون: "سيكون الأمر مختلفاً إذا كان بوتين يريد أن يكون جاراً مسالماً، لكنه ليس كذلك".
كانت قوات "فاغنر" التي يقودها بريغوجين الملقب بـ"طباخ بوتين"، قد خاضت أكثر المعارك دموية في الحرب الروسية على أوكرانيا، والمستمرة منذ 16 شهراً في أوكرانيا.
مثّل تمرد "فاغنر" على الجيش الروسي مفاجأة لدى الكرملين، وتفجر هذا الصراع بعدما اتهمت مجموعة المرتزقة الجيش الروسي بقصفها في أوكرانيا، على خلفية تصاعد الخلافات بينها وبين الجيش.