بعضهم فكَّر بالرحيل.. “عربي بوست” يرصد حالة الذعر بين الطلاب العرب بعد تحركات قوات فاغنر بروسيا

عربي بوست
تم النشر: 2023/06/25 الساعة 08:54 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/06/25 الساعة 08:57 بتوقيت غرينتش
قوات فاغنر تقترب من العاصمة - الأناضول

تسبب دخول قوات فاغنر الروسية إلى مدينتي روستوف وفورونيج، أمس السبت 24 يونيو/حزيران، في حالة من الذعر بين الطلاب من الجنسيات العربية المختلفة، الذين يُتابعون دراستهم في روسيا.

وبلغ عدد الطلاب الأجانب بالجامعات الروسية في العام الدراسي 2019/ 2020 نحو 300 ألف، موزعين على 700 جامعة، وفقاً لوزارة التعليم العالي الروسية، يُمثل العرب منهم ثالث أكبر فئة.

"عربي بوست" التقى بطلاب عرب في روسيا، والذي نقلوا حجم المعاناة التي عاشوها طيلة يوم السبت، والبعض منهم قرر العودة لبلده خوفاً من تكرار الحادثة، أو دخول القوات الأوكرانية إلى روسيا.

سيناريو أوكرانيا يتكرر

محمود الوردي، طالب يمني يدرس بكلية الطب بمدينة روستوف قال: "عشت يوم السبت سيناريو مخيفاً، ذهبت إلى مركز المدينة لأشتري بعض المنتجات، فوجئت بتواجد أشخاص منتشرين بزي عسكري في كل مكان".

وأضاف المتحدث في تصريح لـ"عربي بوست": "ظننت للمرة الأولى أنهم الجيش الروسي، وأنهم منتشرون في المدينة لتأمين الحماية، لكن تفاجأت بمواطنين روس يقولون لهم "أنتم مجرمون" أو "عودوا من حيث أتيتم، هنا أدركت أنهم ليسوا الجيش الروسي".

وتابع الوردي "عدت إلى السكن الجامعي، بعدها بدأت تظهر الأخبار حول تمرد قوات فاغنر، حاولت حينها طمأنة عائلتي رغم أنني كنت مذعوراً، وكنت أتخيل أن ما حصل في أوكرانيا قبل أكثر من سنة سيعاود الكرّة".

وقال زعيم قوات فاغنر يفغيني بريغوجين إنه مساء يوم الجمعة، 23 يونيو/حزيران 2023، قصف جنود من وزارة الدفاع الروسية بعض مواقع فاغنر العسكريّة، ورداً على هذا توعَّدَ بريغوجين بالانتقام من قيادة وزارة الدفاع التي حمَّلها المسؤولية.

لم يكتفِ بريغوجين بالتوعّد بالرد فحسب، بل عاود مهاجمة واتهام بعض من صناع القرار في الدولة الروسية، قائلاً إنَّ (الشر) في القيادة العسكرية يجب أن يتوقف، ثم تعهد بما سمَّاها "المسيرة من أجل العدالة".

أريد العودة إلى بلدي

من جهته، يقول عبد الرحمن محمود، طالب مصري يدرس في مدينة روستوف، لـ"عربي بوست": "كنت أتابع الأخبار، وعرفت أن قوات فاغنر دخلت المدينة، هذا الأمر جعلني أقلق، وكنت أفكر بما سأفعله، لم أغادر المنزل طوال اليوم، كنت في حالة من الرعب".
وأضاف: "تخيلت ما حدث في أوكرانيا والطلاب الذين قتلوا هناك، أنا كنت أفكر قبل هذه الحادثة أن أغادر روسيا وأذهب إلى مصر وأكمل الدراسة في وطني، وذلك بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.

وقال المتحدث: "أعلم أن الأمور استقرت الآن، ولكن لن أضحي بحياتي، سأعود في أقرب وقت إلى بلدي وسأكمل دراستي هناك، ولن أعرض نفسي للخطر هنا في روسيا بسبب هذه الحرب التي تهدد حياتنا".

سأبتعد عن الحدود

يقول باسل، طالب سوري يدرس بكلية الهندسة في مدينة فورونيج، لـ"عربي بوست": "الأمور الآن أصبحت مستقرة، أنا لم أرَ قوات فاغنر، ولكن كنت أعلم أنها وصلت المدينة، وكنت قلقاً بشأن هذا الأمر، إذا كانت الأمور مستقرة في سوريا فكنت سأعود على الفور وبدون تفكير".

وتابع المتحدث: "أخطط لتغيير الجامعة لأذهب إلى مدينة أخرى تبعد عن حدود أوكرانيا، وأحاول أن أكون بعيداً قدر المستطاع عن هذا الصراع، عشنا أياماً صعبة منذ بداية الحرب، نعم لم يحدث شيء في روسيا، ولكن هناك شعور دائم بالقلق والتفكير فيما سيحدث".وأشار المتحدث إلى حادثة فاغنر الأخيرة، فقال كنت أظنها النهاية، وأن الحرب قد بدأت داخل روسيا، ولكن الأمور هدأت، وأتمنى أن تنتهي الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وتعود الأمور كما كانت عليه في السابق ".
ولم تكتفِ قوات فاغنر بوجودها في مدينة روستوف، بل قامت بالتوجه إلى مدينة فورونيج الروسية، وسيطروا على منشآت عسكرية في المدينة التي تبعد حوالي 500 كيلومتر جنوب موسكو.

تحميل المزيد