في أول ظهور له منذ وصوله إلى مصر منذ شهور، كشف الناشط السياسي المصري وائل غنيم، كواليس عودته إلى مصر وتوقيفه في المطار وتفتيش حقيبته، وذلك في بث مباشر له على صفحته الرسمية في فيسبوك، وقد تفاعل معه الآلاف من النشطاء على فيسبوك.
وائل غنيم قال إنه تم توقيفه في المطار، على يد أحد الأشخاص الذي أرسله إلى موظف آخر يدعى محمد، والذي قام بتفتيش حقيبته حتى قام بتفتيش "ملابسه الداخلية"، حسبما قال في بثه المباشر على فيسبوك.
الناشط السياسي قال كذلك إن موظفة في المطار كانت تستخدم هاتفها ولجأت إلى إيقافه خمسة عشر دقيقة، حتى قال لها: "أنا عامل ثورة إزاي توقفيني كدا"، وقد قالها بسخرية.
وائل غنيم يحكي كواليس عودته مصر
من جهة أخرى قال وائل غنيم، إنه ذهب إلى تناول الطعام في مطعم مصري مشهور بالقرب من مسكنه، لكنه اكتشف أن الأمن المصري أرسل خلفه "مخبراً" لكي يراقبه، وقد استطاع التعرف عليه من خلال مساعدة من جانب أحد العاملين في المطعم والذي أخبره أن أحد الأشخاص يجلس في المطعم للتجسس عليه.
الناشط كشف أنه اتصل بأحد الأشخاص دون كشف هويته، ليسأله عن "المخبر" الذي يراقبه في المطعم، ونقل وائل غنيم عن هذه الشخصية التي هاتفها، أن "المخبر بيحميك يا وائل"، على حد قوله.
أشار وائل غنيم كذلك إلى أن الأمن أبلغه أن يتحرك بحرية في مصر وأن يفعل ما يريده دون خوف، على حد قوله، وكان وائل غنيم، قد أثار تفاعلاً واسعاً بين نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي عقب نشره صورة له في مصر حاملاً ثمرة بطيخ، وذلك وفق ما نشرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
الصورة نشرها غنيم على صفحته المعرفة بمنصة فيسبوك، مكتفياً بالتعليق: "تحيا مصر (مع أيقونة بطيخة)". وعاد غنيم إلى مصر في 10 سبتمبر/أيلول 2022 بعد سنوات من مغادرته عقب التطورات السياسية التي شهدتها البلاد منذ 2013.
يذكر أن اسم وائل غنيم، الذي كان يعمل في شركة غوغل، كان قد ارتبط بصفحة "كلنا خالد سعيد"، التي ظهرت منتصف العام 2010 عقب وفاة الشاب السكندري خالد سعيد في قسم شرطة، وأثارت الواقعة غضباً تجاه تعامل الشرطة المصرية، التي نفت وقتها تورطها في وفاته، رغم تناقل صور تُظهر تعرضه لإصابات شديدة.
وساهمت الصفحة في وقت لاحق في حشد المصريين للخروج في مظاهرات ضد حكم الرئيس حسني مبارك في 25 يناير/كانون الثاني 2011، لتنتهي الانتفاضة بإعلان مبارك التنحي في 11 فبراير/شباط.
ولم يكن غنيم معروفاً قبل هذه الأحداث، إلا أنه أصبح وجهاً مألوفاً مرتبطاً بالثورة المصرية، لا سيما بعد اعتقاله إبان التظاهرات وظهوره في مقابلة تليفزيونية شهيرة بكى خلالها لسقوط قتلى خلال المواجهات مع قوات الأمن.
وفي 2014، قال غنيم إنه ابتعد عن المشهد السياسي منذ 3 يوليو/تموز 2013، تاريخ إعلان الجيش الإطاحة بالرئيس الإسلامي محمد مرسي، وذلك "حتى لا يكون طرفاً في فتنة تراق فيها دماء المصريين".
وانقطع الناشط السياسي عن الظهور حتى سبتمبر/أيلول 2019 عندما تحدث في مقاطع فيديو للمطالبة بإطلاق سراح شقيقه الطبيب حازم غنيم، الذي قال إنه اُعتقل بعد تعليقات عن الوضع السياسي في البلاد على مواقع التواصل الاجتماعي.
آنذاك، ظهر وائل غنيم حليق الرأس وأعلن أنه كان عرضة للإصابة بالاكتئاب. واستخدم كلمات نابية للرد على شتائم منتقديه. وبينما انتقد غنيم الحكومة والرئيس عبد الفتاح السيسي، إلا أنه أعرب عن استعداده لتقبيل يده من أجل عقد مصالحة في مصر.