مقابل إبعاد الهند عن روسيا.. بايدن سيعرض على مودي صفقات عسكرية مشتركة بمليارات الدولارات

عربي بوست
تم النشر: 2023/06/22 الساعة 10:25 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/06/22 الساعة 10:26 بتوقيت غرينتش
الرئيس الأمريكي جو بايدن وزوجته جيل بايدن يستقبلان رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي في البيت الأبيض/رويترز

تستعد الولايات المتحدة لعرض أحدث طائراتها المسيَّرة ومحركات نفاثة لطائرات مقاتلة، على الهند، في صفقة دفاعية وتكنولوجية تقدر بمليارات الدولارات، من المتوقع عقدها أثناء الزيارة التي يُجريها رئيس الوزراء الهندي إلى البيت الأبيض، في خطوة ترمي إلى إبعاد نيودلهي عن شراء الأسلحة من روسيا.

صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية، قالت في تقرير، الخميس 22 يونيو/حزيران 2023، إنه يتوقع أن يتم الكشف عن الصفقة أثناء الزيارة رفيعة المستوى التي يُجريها رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، إلى البيت الأبيض، اليوم الخميس، وسيلتقي خلالها بالرئيس الأمريكي جو بايدن.

وسعت نيودلهي مراراً للحصول على بعض الأسلحة والمعدات الأمريكية المتقدمة، لكن واشنطن ترددت في إطلاعها على هذه التقنيات الحساسة؛ لأن الهند تعتمد منذ زمن طويل على المعدات العسكرية الروسية، ولا تزال تفعل ذلك.

وبحسب الصحيفة، فإن التحول الأمريكي القائم على زيادة التعاون مع نيودلهي يرجع إلى الأهمية الاستراتيجية للهند في الحملة الأمريكية لمواجهة الصين؛ ورغبة الولايات المتحدة في التضييق على نفوذ روسيا  بالدول النامية.

الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس وزراء الهند ناريندرا مودي في البيت الأبيض/رويترز
الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس وزراء الهند ناريندرا مودي في البيت الأبيض/رويترز

الصحيفة أشارت إلى أنه على الرغم من الضغوط الأمريكية، بقيت الهند على الحياد من حرب موسكو على أوكرانيا، وامتنعت عن التصويت بإدانة روسيا في الأمم المتحدة، ورفضت الانضمام إلى العقوبات الغربية عليها.

وبينت الصحيفة، أن التردد السياسي والجمود البيروقراطي في واشنطن أبعد الهند عن الأسلحة المتقدمة التي لطالما رغبت فيها. وقال مراقبون إن إجراء الصفقة يدل على الشروع في تغيير كبير بالعلاقة بين البلدين.

تبادل المعلومات الاستخباراتية

إلى ذلك، قال مسؤولون في البنتاغون إن الولايات المتحدة والهند تناقشان أيضاً تعزيز العلاقات بين جيشيهما، بحيث يشمل ذلك توسيع التعاون في الخدمات اللوجستية وتبادل المعلومات الاستخباراتية؛ وإتاحة التواصل المنتظم للسفن الأمريكية مع الموانئ الهندية؛ وزيادة التدريبات المشتركة بين الجيشين. وعرض مسؤولو إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن اتفاقيات تعاون في مجالات أخرى، مثل التكنولوجيا وسلاسل التوريد والطاقة النظيفة. لكن لم يكشف عن تفاصيل هذه العروض بعد.

رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي/رويترز
رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي/رويترز

تشير بيانات "معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام"، المعني بتتبع تجارة الأسلحة الدولية، إلى أن روسيا باعت إلى الهند نحو 20 ضعف الأسلحة التي باعتها إليها الولايات المتحدة على مدار العقد الماضي.

صفقة دفاعية وتكنولوجية

من جهته، قال مسؤول أمريكي كبير، إن الهند تنوي شراء طائرات مسيَّرة مطورة من طراز "إم كيو 9 ريبر" MQ-9B Reaper -المعروفة باسم "حرس البحار" SeaGuardians- في صفقة تبلغ قيمتها نحو 3 مليارات دولار. وكشف شخص مطلع على تفاصيل الصفقة المتوقعة أن الهند ستشتري من الولايات المتحدة أكثر من 20 طائرة من هذا النوع.

وتتضمن الصفقة بنداً مهماً آخر، هو تعاون البلدين في تصنيع محركات "جنرال إلكتريك إف 414" للجيل القادم من الطائرات النفاثة الهندية، ما يمنح نيودلهي تقنيات عسكرية شديدة الحساسية لدى الولايات المتحدة. فهذه المحركات هي ذاتها المستخدمة في مقاتلات "إف 18" الأمريكية، ومن ثم فإن قبول الولايات المتحدة بإطلاع الهند على هذه التقنيات دليل على الثقة المتزايدة بين البلدين.

وفي هذا السياق، قال جيف سميث، مدير مركز الدراسات الآسيوية في مؤسسة "هيريتيج" الأمريكية، إن هذا الاتفاق "سيُذكر بعد ذلك بوصفه تقدماً كبيراً في العلاقات الدفاعية بين الولايات المتحدة والهند".

اكتملت صفقة الأسلحة تقريباً خلال زيارة وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، إلى الهند، في وقت سابق من هذا الشهر، والتي شملت التوافق مع وزير الدفاع الهندي راجناث سينغ على خطة التعاون الدفاعي بين البلدين في المستقبل.

يُذكر أن روسيا تزوِّد الهند منذ سنوات بنحو نصف احتياجاتها من الأسلحة والمعدات العسكرية، مثل الذخيرة والمقاتلات النفاثة والدبابات وأنظمة الدفاع الجوي "إس 400". وقد ضغطت الولايات المتحدة على الهند لتقليل اعتمادها على الأسلحة الروسية، لكنها أحجمت عن معاقبة نيودلهي على شراء الأسلحة من موسكو.

على الرغم من ذلك، فربما لا نشهد انخفاضاً كبيراً في اعتماد الهند على الأسلحة الروسية إلا بعد سنوات. إذ يرى ريتشارد روسو، رئيس قسم دراسات السياسة الأمريكية الهندية في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، أن هذا الاتفاق "ليس فتحاً جديداً بحد ذاته"، "لكنه يدل على أن الولايات المتحدة إذا تقدمت بخطوات حثيثة في بعض الأمور، فيمكنها تحقيق أشياء لم تكن تستطيع فعلها من قبل".

يأتي هذا الاتفاق على الرغم من احتجاج الكثير من الجماعات الحقوقية على انتهاكات نظام مودي لحقوق الإنسان، والاتهامات لحكومته القومية الهندوسية باستهداف الأقليات الدينية، وقمع حريات الصحافة واضطهاد المعارضين.

تحميل المزيد