لن يكون بمقدور المهاجرين الذين وصلوا إلى بريطانيا بطريقة غير شرعية بعد تاريخ 7 مارس/آذار 2023، التقدم بطلبٍ للجوء، كما وردت تعليمات صارمة للموانئ البريطانية التي ترسو فيها الصنادل (القوارب النهرية الكبيرة) بعدم استضافة هؤلاء المهاجرين، وفق ما ذكرته صحيفة The Times البريطانية، الخميس 22 يونيو/حزيران.
فقد أبلغت سلطات ميناء بورتلاند -الذي يستضيف الصندل "بيبي ستوكهولم"- وزارةَ الداخلية البريطانية أنها لن تسمح إلا بإيواء الأشخاص الذين يُنظر في طلبات لجوئهم وليس المهاجرين غير الشرعيين. ومن المقرر أن يحظر مشروع قانون الهجرة غير الشرعية على أي شخص يدخل بريطانيا بطريق غير قانونية التقدم لطلب اللجوء.
قواعد صارمة لاستضافة المهاجرين
حسب الصحيفة البريطانية، يسري الحظر بأثر رجعي على أي شخص وصل بطريق غير قانونية منذ 7 مارس/آذار، أي اليوم الذي تقدمت فيه الحكومة بمشروع القانون. ومن ثم لن يُسمح لهذه القوارب بإيواء أي شخص وصل بطريق غير قانونية منذ مارس/آذار.
كما قالت المصادر إن القواعد الصارمة تدل على مخاوف السلطات من الإضرار بسمعة ميناء بورتلاند. ويُقال إن المسؤولين يخشون أن يؤدي إيواء المهاجرين المقرر ترحيلهم إلى فرار بعضهم، ورفض الامتثال للقواعد الأمنية في الميناء، فضلاً عن التأثيرات النفسية مثل القلق وإيذاء النفس والاكتئاب؛ وقد يفضي ذلك أيضاً إلى زيادة الضغوط على الميناء التجاري المزدحم الذي يستضيف شحنات النقل الصناعي والآلاف من ركاب الرحلات البحرية يومياً.
فيما علمت صحيفة The Times البريطانية أيضاً أن القارب "بيبي ستوكهولم" قد تأجل وصوله إلى ميناء بورتلاند حتى أوائل يوليو/تموز، على الرغم من أن رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، كان قد قال في وقت سابق من هذا الشهر إن القارب سيصل في غضون أيام.
لكن الواقع أن القارب لا يزال راسياً في ميناء فالموث (كورنوال)؛ حيث جرى تجديده لاستيعاب ما يصل إلى 506 مهاجرين. وقد اكتمل التجديد، ولكن القارب لم يجتز الفحص اللازم قبل السماح للمهاجرين بالصعود على متنه.
ضغط أزمة المهاجرين على بريطانيا
من جهة أخرى، قالت وزارة الداخلية البريطانية إن القارب لن يستضيف إلا الذكور البالغين من طالبي اللجوء، وسيُوفر على متنه "احتياجات الإقامة الأساسية والعملية"، والرعاية الصحية ومرافق تقديم الطعام.
فيما تتولى شركة أمنية خاصة تدابير الأمن طوال أيام الأسبوع. ويُسمح للمقيمين على متن القارب بالقدوم والذهاب، على أن ينقلوا بالحافلات من مدخل الميناء وإليه في كل مرة يريدون المغادرة؛ لأنه ميناء عامل.
بينما قال متحدث باسم وزارة الداخلية البريطانية: "إن الضغوط على منظومة اللجوء بالبلاد متزايدة، وتقتضي منا النظر في مختلف وسائل الإقامة التي تحسن استغلال الأموال التي يقدمها دافعو الضرائب البريطانيون. وهذا هو السبب في اللجوء إلى وسائل إقامة أخرى، مثل القوارب، التي يسهل إدارة التجمعات الكبيرة عليها، وقد اقتفينا أثر جيراننا الأوروبيين في ذلك".
يُذكر أن قناة Channel 4 News ذكرت الأربعاء 21 يونيو/حزيران، أن 135 طفلاً من الأطفال المنفصلين عن ذويهم، -والذين أودعوا في فنادق بمقاطعتي كِنت وساسكس منذ يوليو/تموز 2021- ما زالوا في عداد المفقودين.