هاجم مستوطنون إسرائيليون، الأربعاء 21 يونيو/حزيران 2023، بلدة ترمسعيا قرب رام الله، وسط الضفة الغربية المحتلة، فيما نددت فصائل فلسطينية في قطاع غزة بالهجمات التي يشنها مستوطنون ضد البلدات الواقعة بالضفة، والتي تأتي بعد عملية نفذها شابان فلسطينيان وقتلا خلالها إسرائيليين.
وكالة الأناضول نقلت عن شهود عيان، قولهم، إن عشرات المستوطنين اقتحموا بلدة ترمسعيا إلى الشمال من رام الله، وسط إطلاق الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع، وأوضحوا أن المستوطنين أضرموا النار في مركبات ومنازل، ما أدى لاندلاع مواجهات مع الأهالي.
من جانبه، أفاد رئيس بلدية ترمسعيا أديب لافي بـ"احتراق قرابة 60 سيارة ونحو 30 منزلاً في هجوم المستوطنين" على المنطقة.
كانت عشرات البلدات الفلسطينية في شمال ووسط الضفة الغربية قد عاشت ليلة من الرعب بسبب اعتداءات المستوطنين، الثلاثاء 21 يونيو/حزيران 2023، إذ تصاعدت ألسنة اللهب في عدة بلدات، أبرزها اللبن الغربية وترمسعيا في محافظة رام الله، واللبن الشرقية وحوارة وبورين في محافظة نابلس.
مسؤول ملف الاستيطان في شمالي الضفة، غسان دغلس، أوضح أن 38 مواطناً أصيبوا بجراح، فيما تعرضت 174 مركبة و27 منزلاً لاعتداءات بين حرق كلي وجزئي، وأضاف أن "الضفة الغربية عاشت ليلة دامية، وعدواناً همجياً من المستوطنين وبحماية من الجيش الإسرائيلي".
جاءت هذه الهجمات بعدما لقي 4 إسرائيليين مصرعهم، وأصيب 4 بجروح، الثلاثاء 20 يونيو/حزيران 2023، في عملية إطلاق نفذها فلسطينيان استشهدا لاحقاً، وعلى إثرها شن مستوطنون هجمات في عديد من البلدات.
من جانبها، نددت فصائل فلسطينية في قطاع غزة، الأربعاء 21 يونيو/حزيران 2023، بالهجمات التي نفذها مستوطنون إسرائيليون ضد عدد من البلدات الواقعة وسط وشمالي الضفة الغربية.
الفصائل قالت في بيانات منفصلة إن الشعب الفلسطيني "سيواصل الدفاع عن نفسه وأرضه، والمقاومة مستمرة"، ووصفت حركة "حماس"، في بيانها، الهجمات الواسعة التي شنها المستوطنون في مناطق مختلفة من الضفة ضد الفلسطينيين هناك وممتلكاتهم، بـ"الإرهاب الجماعي".
أضاف المتحدث باسم الحركة حازم قاسم: "جاءت هذه الهجمات تحت غطاء من جيش الاحتلال وحكومة المستوطنين، لتؤكد أن الإرهاب يشمل كل مكونات الكيان الصهيوني ومؤسساته".
أرجع قاسم تكرار هجمات المستوطنين في الضفة لـ"حالة العجز التي يعاني منها المجتمع الدولي ومؤسساته في لجم هذه الانتهاكات التي تضرب كافة القوانين والأعراف الدولية".
في بيان آخر قالت الحركة إن الشعب "سيواصل التضحيات والدفاع عن نفسه وأرضه ومقدساته وانتزاع حقوقه".
بدورها، قالت حركة الجهاد الإسلامي في بيانها إن "جذوة المقاومة مستمرة بدماء الشهداء"، وأضافت أن: "جرائم المحتل لن تزيد الشعب إلا عزيمة وإصراراً على التصدي للعدوان".
من جانبها، قالت "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" إن "الارتفاع الكبير في اعتداءات المستوطنين على أبناء شعبنا، يأتي في ظل العجز الذي يعاني منه جيش الاحتلال مع تصاعد أعمال المقاومة بالضفة".
دعت الجبهة الفلسطينيين في القرى والبلدات بالضفة لـ"أخذ الحذر خلال الأيام القادمة خشية من تكرار الهجمات"، مطالبة بـ"تضافر الجهود الرسمية والشعبية لتفعيل لجان الحراسة والحماية الشعبية للتصدي لهذه الجرائم بشكل جماعي".
وتشهد الضفة الغربية، التي يأمل الفلسطينيون أن تكون جزءاً من دولة مستقلة لهم إلى جانب غزة والقدس الشرقية، تصعيداً للعنف منذ 15 شهراً مع استمرار مداهمات جيش الاحتلال للمنطقة.