قالت أوكرانيا، الإثنين 19 يونيو/حزيران 2023، إنها طردت القوات الروسية من ثامن قرية في هجومها المضاد المستمر منذ أسبوعين، فيما تعهدت نائبة وزير الدفاع الأوكرانية هانا ماليار "بضربة كبرى" في الأيام المقبلة، رغم المقاومة الشديدة التي تُبديها القوات الروسية.
ماليار أشارت إلى أن القوات الأوكرانية استعادت قرية بياتيخاتكي الواقعة في قطاع شديد التحصين من خط المواجهة، بالقرب من أقرب الطرق المباشرة إلى ساحل بحر آزوف في البلاد.
جاء ذلك ضمن تقدم كييف لما يصل إلى سبعة كيلومترات داخل الخطوط الروسية خلال أسبوعين، وسيطرت خلاله على 113 كيلومتراً مربعاً من الأراضي، وقالت ماليار عبر تيليغرام: "لن يتخلى العدو بسهولة عن مواقعه، وعلينا أن نعد أنفسنا لمواجهة صعبة، الجيش يتحرك وفق المخطط والضربة الكبرى لم تأتِ بعد".
كذلك لفتت ماليار إلى أن أشرس القتال يدور في شرق وجنوب أوكرانيا، مضيفةً أن الجيش الأوكراني منع تقدماً روسيّاً في الشرق، حيث يركز وحداته، بما في ذلك قوات سلاح الجو.
في غضون ذلك، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطابه الليلي المصور إن الجيش الأوكراني يتقدم في بعض القطاعات، ويسعى لصد هجمات مكثفة في مناطق أخرى، لكنه قال إن النتيجة النهائية في صالح أوكرانيا، وأضاف "لم نفقد مواقع، وإنما حررنا بعضها، وهم فقط يتكبدون الخسائر".
يأتي هذا فيما أظهر مقطعان مصوران نشرهما الجيش الأوكراني على تيليغرام ما قال إنه تقدم لقواته لاستعادة قرية بياتيخاتكي، وتضمنا عدة هجمات على مواقع روسية وأحد الأرتال العسكرية، وأظهر مقطع دخاناً كثيفاً يتصاعد من المنطقة، بينما تتقدم مجموعات من المركبات المدرعة الأوكرانية على طريق ريفي.
ظهر في نهاية المقطع المصور جنود واقفون أمام مبنى مزين بأعلام أوكرانيا ويقولون إنهم حرروا القرية، وأضافوا "حررت قوات الكتيبة 128، 18 يونيو (حزيران)، قرية بياتيخاتكي… فر الروس تاركين وراءهم عتاداً وأسلحة وذخائر".
من جهتها، كتبت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية على فيسبوك، أن وحدات مضادة للطائرات أسقطت أربعة صواريخ كروز، وأربع طائرات مسيرة إيرانية الصنع في الأربع والعشرين ساعة الماضية، وذكرت أن روسيا قصفت أكثر من 12 مدينة وقرية في منطقة زابوريجيا، ومنها بياتيخاتكي.
مكاسب متزايدة
وتعكس تقارير استعادة السيطرة على القرى مكاسب أوكرانيا المتزايدة حتى الآن في قطاعات أمضت موسكو شهوراً في تعزيزها، غير أن قرية بياتيخاتكي تكتسب أهمية خاصة، إذ إنها تقع على بعد نحو 90 كيلومتراً من الساحل.
أقرت أوكرانيا بشن هجمات على مناطق مختلفة من خط المواجهة، الذي يبلغ طوله ألف كيلومتر في هجومها المضاد الذي طال انتظاره، لاستعادة 18% من أراضيها التي تحتلها روسيا، لكنها تحرص على السيطرة على المعلومات لأسباب أمنية، ويقول محللون إن المرحلة الرئيسية للهجوم المضاد لم تبدأ بعد.
أعدت أوكرانيا مجموعة من الوحدات العسكرية الجديدة للهجوم المضاد، في حين أن ألويتها صمدت أمام هجوم الشتاء الروسي في الشرق.
في المقابل، قالت روسيا إنها صدّت العديد من الهجمات، ونشرت مقطعاً مصوراً يُظهر ما تقول قواتها إنه عتاد غربي جرت مصادرته، وظهر في المقطع ما قالت إنها دبابة فرنسية الصنع صودرت في منطقة دونيتسك بشرقي البلاد، دون الإشارة إلى قرية بياتيخاتكي.
يُذكر أنه في 24 فبراير/شباط 2022، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، وتشترط موسكو لإنهائها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، وهو ما تعده الأخيرة "تدخلاً" في سيادتها.
أودى الصراع بحياة الآلاف من المدنيين، ودمّر بلدات ومدناً، وأجبر ملايين الأشخاص على ترك منازلهم، بينما زاد التضخم العالمي وأعاد تشكيل الترتيبات الأمنية.