جدد مهاجرون ناجون من كارثة غرق السفينة التي كانت تقل مئات الأشخاص قرب سواحل اليونان، اتهامهم لخفر السواحل اليوناني بأنه تسبب في غرق السفينة المتهالكة، مشيرين إلى أن قوات الخفر اكتفت بمشاهدة السفينة وهي تغرق، في وقت لا يزال فيه عشرات الأشخاص في عداد المفقودين.
صحيفة The Times البريطانية نقلت، الأحد 18 يونيو/حزيران 2023، عن 5 ناجين قولهم إن خفر السواحل اليوناني لم يرسلوا المساعدة إلا بعد 3 ساعات على الأقل من انقلاب القارب، وزعم إياد، وهو طالب لجوء من سوريا، أن السلطات اليونانية "اكتفت بالمشاهدة.. رغم أنها كانت تستطيع إنقاذ الكثير من الناس".
كان مسؤولون يونانيون قد قالوا إن السلطات انتشلت ما يزيد على 75 جثة بعد غرق سفينة المهاجرين قبالة شبه جزيرة بيلوبونيز اليونانية، في أعمق منطقة بالبحر المتوسط مساء الأربعاء 14 يونيو/حزيران 2023، ولم يُعثر على جثث أخرى منذ ذلك الحين.
أنقذت السلطات نحو 104 أشخاص -جميعهم من الرجال، وأغلبهم يحمل الجنسية السورية والمصرية والباكستانية- بعد الحادث، غير أن هناك ما يصل إلى 500 شخص آخر في عداد المفقودين ويُخشى وفاتهم.
يقول ناجون إن السفينة كانت تُقل 100 طفل على الأقل قبل غرقها، لكن قبيل انتهاء جهود الإنقاذ، اتهم الناجون خفر السواحل اليوناني بالتقاعس عن التحرك عاجلاً لإنقاذهم.
كذلك اتهم الناجون، الذين تحدثوا إلى صحيفة La Repubblica الإيطالية وصحيفة The Guardian البريطانية، خفرَ السواحل اليوناني بأنه المتسبب في انقلاب القارب بعد أن ربطوا السفينة بحبلٍ لجرِّه إلى الشاطئ، لكن الحبل انقطع، فربط خفر السواحل حبلاً آخر بالسفينة، ثم بدأوا في جرها للأمام، لكنهم مالوا فجأة يميناً ويساراً، فاختلت سفينة المهاجرين.
في المقابل، أنكر نيكوس أليكسيو، المتحدث باسم خفر السواحل اليوناني، إنكاراً شديداً أن يكون خفر السواحل قد أتى "بأي تحرك" يمكن أن يعرض الأشخاص على متن القارب للخطر.
أضاف أليكسيو: "لا أعرف من هؤلاء الناس ولا أدري ما يزعمونه، ولكن الزعم بأنهم بقوا في البحر [دون تدخل منا] 3 ساعات، حتى بعد غرق السفينة- ليس إلا هراء. لقد تصرفنا على الفور".
من جانبها، قالت الناشطة المغربية الإيطالية، نوال صوفي، إن الركاب الذين تحدثوا معها قالوا إنهم "أرسلوا نداءات الاستغاثة لكي تنقذهم أي سلطات [يصل إليها النداء]"، وفقاً لما ذكره موقع Middle East Eye البريطاني، 18 يونيو/ حزيران 2023.
كانت شهادات لناجين أوردتها صحيفة The Guardian البريطانية، قد أوضحت أن المهاجرين الباكستانيين أُجبِروا على الهبوط تحت ظهر القارب، مع السماح لجنسيات أخرى بالتواجد على السطح العلوي، حيث كانت لديهم فرصة أكبر للنجاة من انقلاب القارب.
كما تشير الشهادات إلى أنَّ النساء والأطفال كانوا "محبوسين" فعلياً في مقصورة الشحن، على ما يبدو، ليكونوا "محميين" من الرجال على السفينة المكتظة. وقالت صحيفة The Observer إنَّ الباكستانيين احتُجِزوا أيضاً تحت سطح السفينة، حيث أساء أفراد الطاقم معاملتهم عندما ظهروا للبحث عن المياه العذبة أو محاولة الفرار.
من جهة أخرى، قبضت السلطات الباكستانية، يوم الأحد 18 يونيو/حزيران، على 10 متهمين بالمشاركة في عمليات تهريب البشر، إذ تذهب تقديرات وسائل الإعلام المحلية إلى أن السفينة الغارقة كانت تقل على متنها عشرات الباكستانيين.
رئيس الوزراء الباكستاني، شهباز شريف، أمر بشنِّ حملة على الوسطاء المتعاونين مع المهربين، وإنزال "عقوبات مشددة" بهم، وذكرت وسائل إعلام باكستانية أن ما لا يقل عن 298 باكستانياً قد توفوا في الحادث، ومنهم 135 شخصاً ينتمون إلى الجانب الباكستاني من كشمير.
يُشار إلى أن الأمم المتحدة كانت قد طالبت، الجمعة 16 يونيو/حزيران 2023، بإجراء تحقيق عاجل في الحادث.