أثار نائب يوناني غضباً بسبب تصريحاته العنصرية، عن كارثة غرق قارب كان يقل المئات من المهاجرين قبالة سواحل البلاد، الأمر الذي أدى إلى إعلان حزب رئيس الوزراء اليوناني السابق، كيرياكوس ميتسوتاكيس، الذي يسعى لولاية ثانية في انتخابات نهاية الأسبوع المقبل، طرد النائب من صفوفه.
النائب اليوناني عن حزب ميتسوتاكيس "الديمقراطية الجديدة"، سبيليوس كريكيتوس، كان قد أدان في مقابلة يوم الخميس، 15 يونيو/حزيران 2023، الخسارة "المأساوية" في الأرواح، بما في ذلك "الأطفال"، لكنه أضاف أن اليونان "لا تستطيع تحمل مزيد من المهاجرين" الذين اتهمهم بالسرقة.
أعلن الحزب الجمعة، 16 يونيو/حزيران 2023، طرد النائب كريكيتوس، قائلاً في بيان إن "مثل هذه الآراء التي عبّر عنها سبيليوس كريكيتوس لا مكان لها في حزبنا"، وأضاف أن "تصريحات الكراهية والعنصرية ليست جزءاً من قيمنا"، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
يأتي هذا فيما يخوض النائب كريكيتوس الانتخابات التشريعية المقررة في 25 يونيو/حزيران 2023، بعد حصول ميتسوتاكيس على المركز الأول، في انتخابات مايو/أيار الماضي، بدون تحقيق غالبية برلمانية واضحة.
من جانبه، وصف حزب "سيريزا" اليساري المعارض، الجمعة 16 يونيو/حزيران 2023، تصريحات كريكيتوس بأنها "عنصرية"، ودعا حزب "الديمقراطية الجديدة" إلى طرده.
كانت السلطات اليونانية قد أعلنت الأربعاء، 14 يونيو/حزيران 2023، عن وفاة ما لا يقل عن 79 مهاجراً غير نظامي إثر غرق قارب يقلهم قبالة سواحل شبه جزيرة مورا، وأشارت إلى إنقاذ أكثر من 100 آخرين تم نقلهم إلى ميناء كالاماتا، مع استمرار عمليات البحث عن مفقودين.
القارب المنكوب انطلق من طبرق الليبية متوجهاً إلى إيطاليا، وعلى متنه قرابة 700 شخص، بحسب منظمة "هاتف الإنذار/ ألارم فون" المدنية.
يواصل خفر السواحل اليوناني عمليات البحث عن الناجين، وسط آمال ضئيلة في العثور على ناجين آخرين، مع مرور وقت أكبر على انقلاب القارب.
أثار غرق القارب صدمة واتهامات لليونان بأنها لم تقدم المساعدة لمئات اللاجئين، فيما نفت أثينا مسؤوليتها عن الحادثة، ودعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، جيريمي لورانس، المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد مهربي وتجار البشر.
كان شهود قد قالوا إن ما بين 400 شخص و750 شخصاً كانوا متكدسين في قارب الصيد الذي غرق على بعد نحو 80 كيلومتراً من بلدة بيلوس الساحلية جنوب اليونان.
تُعد اليونان إحدى الطرق الرئيسية لدخول اللاجئين والمهاجرين من الشرق الأوسط وآسيا وإفريقيا إلى الاتحاد الأوروبي، ورصدت الأمم المتحدة أكثر من 20 ألف حالة وفاة واختفاء في عرض البحر المتوسط منذ عام 2014، ما يجعله أخطر معبر للمهاجرين في العالم.
كذلك ووفقاً لبيانات نشرتها المنظمة الدولية للهجرة في وقت سابق من هذا الشهر، لقي نحو 3800 حتفهم على طرق الهجرة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا العام الماضي، في أعلى رقم مسجل منذ عام 2017.