حذر مسؤول الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث، الخميس 15 يونيو/حزيران 2023، من وقوع "كارثة إنسانية" في إقليم دارفور، حيث يعيش سكانه "كابوساً" بسبب الحرب في السودان التي دخلت شهرها الثالث، فيما أدانت واشنطن "بأشد العبارات" ما وصفتها بانتهاكات حقوق الإنسان و"العنف المروع" في السودان.
إذ قال غريفيث في بيان نقلته وكالة فرانس برس، إن إقليم "دارفور يتجه سريعاً نحو كارثة إنسانية. لا يمكن للعالم أن يسمح بحصول ذلك مرة جديدة".
وشهد هذا الإقليم في بداية الألفية الثالثة حرباً، خلفت نحو 300 ألف قتيل، وأجبرت أكثر من 2.5 مليون شخص على النزوح.
كما أضاف غريفيث: "في وقت يدخل النزاع في السودان شهره الثالث، يستمر الوضع الإنساني في أنحاء البلاد في التدهور"، مشيراً إلى وجود 1.7 مليون نازح ونصف مليون لاجئ، ونهب مخزون المساعدات الإنسانية، ومئات القتلى، بسبب المعارك بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو.
وتدارك: "لكنني قلق بشكل خاص من الوضع في دارفور، حيث يعيش السكان كابوساً: رضع يموتون في المستشفيات حيث يتلقون العلاج، وأطفال وأمهات يعانون سوء تغذية خطيراً، وإحراق مخيمات لاجئين، واغتصاب فتيات، وإغلاق مدارس…".
المسؤول الأممي أضاف أيضاً أن "العنف الطائفي ينتشر، مهدداً بأن يشعل مجدداً التوترات العرقية التي أججت النزاع الدامي قبل عشرين عاماً".
ورأى أن "المعلومات المتصلة بجرائم قتل عرقية لمئات الأشخاص في مدينة الجنينة المحاصرة (غرب دارفور)، رغم أنها غير مؤكدة، ينبغي أن تحض وحدها العالم على التحرك".
واشنطن تندد
بدورها، نددت واشنطن بشدة الخميس بـ"أعمال العنف المروعة" في السودان، قائلة إن التقارير عن انتهاكات لحقوق الإنسان ارتكبتها قوات الدعم السريع "موثوقة".
إذ قال متحدث باسم الخارجية الأمريكية، إن ثمة "ضحايا وجماعات مدافعة عن حقوق الإنسان قد اتهموا بشكل موثوق جنود قوات الدعم السريع ومجموعات مسلحة متحالفة معها، بارتكاب عمليات اغتصاب وأشكال أخرى من العنف الجنسي على صلة بالنزاع".
المتحدث أضاف أن "الفظائع التي وقعت اليوم في غرب دارفور ومناطق أخرى، هي تذكير مشؤوم بالأحداث المروعة التي دفعت الولايات المتحدة إلى أن تحدد في عام 2004 أن إبادة جماعية قد ارتكبت في دارفور".
وإنسانياً، قال مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي إن الاشتباكات العنيفة داخل وحول مخيمات النازحين شمال دارفور أسفرت عن مقتل أكثر من 100 شخص.
والأربعاء، قُتل والي ولاية غرب دارفور، غربي السودان، خميس عبد الله أبكر، بعد اختطافه لساعات من قبل ميليشيات مسلحة، فيما يتخوف مراقبون من أن تسهم الحادثة في توسع دائرة العنف في الإقليم.
ويُعَدّ أبكر أرفع مسؤول سياسي يقتل في خضم الاشتباكات المندلعة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ 15 أبريل/ نيسان الماضي، والتي أخذت بعداً قبلياً في ولاية غرب دارفور.
وخميس عبد الله أبكر، رئيس حركة مسلحة باسم التحالف السوداني، وقّعت مع حركات أخرى على اتفاق سلام مع الحكومة السودانية في 2020، وعُيِّن في عام 2021 والياً على الولاية التي شهدت اشتباكات قبلية بين القبائل العربية وقبيلة المساليت التي ينتمي إليها الوالي.
ويضمّ إقليم دارفور نحو ربع سكان البلاد البالغ عددهم 45 مليون نسمة تقريباً. في العقدين الماضيين، سبّب النزاع فيه بمقتل 300 ألف شخص ونزوح 2.5 مليون آخرين، بحسب الأمم المتحدة.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان الماضي، تشهد الخرطوم ومدن أخرى اشتباكات بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان و"الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، خلّفت مئات القتلى وآلاف الجرحى بين المدنيين، إضافة إلى نحو 2.2 مليون نازح في إحدى أفقر دول العالم.