على أمل تجنّب أزمة نووية! “نيويورك تايمز”: الولايات المتحدة تسعى لاتفاق غير رسمي مع إيران

عربي بوست
تم النشر: 2023/06/15 الساعة 15:59 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/06/15 الساعة 15:59 بتوقيت غرينتش
المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي - رويترز

تتفاوض إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، مع إيران بعيداً عن العلن على اتفاق يتضمن إيقاف برنامج طهران النووي عند حدود معينة، وإطلاق سراح محتجزين أمريكيين لدى إيران، بحسب ما نقلته صحيفة The New York Times الأمريكية، الأربعاء، 14 يونيو/حزيران 2023، عن مسؤولين من 3 دول، مشيرين إلى أن هذه المفاوضات تأتي ضمن جهود أكبر تسعى بها الولايات المتحدة لتخفيف التوترات وتقليل مخاطر المواجهة العسكرية مع الجمهورية الإيرانية.

المسؤولون أوضحوا أن الهدف الأمريكي من هذه المفاوضات هو التوصّل إلى اتفاق "غير رسمي" و"غير مكتوب" -يسميه بعض المسؤولين الإيرانيين بـ"هدنة سياسية"- للحدِّ من تواصل التصعيد في علاقة العداء الطويلة التي ستشتد خطورة إذا استمرت إيران في تكديس اليورانيوم عالي التخصيب، التي تقترب درجة نقائه من الدرجة الكافية لصنع القنبلة النووية؛ وتزويد روسيا بالطائرات المسيّرة الإيرانية لاستخدامها في أوكرانيا؛ وحملة قمعها للاحتجاجات السياسية داخل البلاد.

إلى ذلك، أكَّد 3 مسؤولين إسرائيليين بارزين، ومسؤول إيراني، ومسؤول أمريكي الخطوط العريضة لهذه المحادثات، دون التطرق إلى تفاصيلها. ورفض مسؤولون أمريكيون الحديث بالتفصيل عن الجهود المبذولة لإطلاق سراح المحتجزين الأمريكيين في إيران، لكنهم شددوا على أن الولايات المتحدة تضع الأمر في صدارة اهتمامها.

ووفقاً للصحيفة الأمريكية، فإن المحادثات غير المباشرة -التي يجري بعضها هذا الربيع في سلطنة عمان- تدل على استئناف السبل الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وإيران بعد انقضاء أكثر من عام على انهيار مفاوضات العودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015.

"اتفاق وشيك"

ويُتوقع أن توافق إيران في الاتفاق الجديد -الذي وصفه مسؤولان إسرائيليان بأنه "وشيك"- على عدم تخصيب اليورانيوم بدرجة نقاء تتجاوز النسبة الحالية البالغة 60%، والقريبة من درجة 90% اللازمة لصنع السلاح النووي، لكي لا تخاطر بالتعرض لردٍّ عنيف حذّرتها منه الولايات المتحدة.

إذ قال مسؤولون إيرانيون إن الاتفاق يقضي كذلك بإيقاف الهجمات على المتعاقدين الأمريكيين في سوريا والعراق من وكلائها في المنطقة؛ وتوسيع التعاون مع المفتشين النوويين الدوليين؛ والامتناع عن بيع الصواريخ الباليستية لروسيا.

في المقابل، فإن إيران تتوقع أن تبتعد الولايات المتحدة عن تشديد العقوبات التي تخنق اقتصاد طهران؛ وعدم الاستيلاء على ناقلات النفط الأجنبية [التي تنقل النفط الإيراني لدول أخرى] كما فعلت في أبريل/نيسان الماضي؛ وعدم السعي لإصدار عقوبات جديدة في الأمم المتحدة أو في الوكالة الدولية للطاقة الذرية بحجة النشاط النووي.

وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان (رويترز)
وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان (رويترز)

اتفاق لـ"تسكين التوترات" 

من جهته، قال علي فايز، مدير إيران في "مجموعة الأزمات الدولية" المعنية بالحد من الصراعات، إن هذه الجهود "ليس الغرض منها التوصل إلى اتفاق يؤسس لقواعد جديدة"، وإنما الاتفاق على "الحدِّ من أي نشاط يتجاوز الخطوط الحمراء، أو يضع أياً من الطرفين في وضع يضطره إلى ردٍّ يزعزع استقرار الوضع الراهن"، "فالهدف هو تسكين التوترات، وإعطاء الفرصة لمزيد من الوقت والمجال اللازمين للتفاوض بشأن الاتفاق النووي والعلاقات الدبلوماسية في المستقبل".

وتريد إيران أن يفضي هذا الاتفاق أيضاً إلى رفع الولايات المتحدة التجميدَ عن أصول إيرانية بمليارات الدولارات -على أن يقتصر استخدامها على الأغراض الإنسانية- مقابل إطلاق سراح 3 سجناء إيرانيين أمريكيين تقول الولايات المتحدة إنهم محتجزون ظلماً. ومع ذلك، لم يؤكد المسؤولون الأمريكيون وجود رابط بين الإفراج عن المحتجزين والأموال الإيرانية، ولا أي صلة بين المحتجزين والمسائل النووية.

مفاوضات فيينا لإحياء الاتفاق النووي مع إيران- رويترز
مفاوضات فيينا لإحياء الاتفاق النووي مع إيران- رويترز

وفي خطوة، يمكن وصفها بأنها علامة على تقدم المحادثات، أصدرت السلطات الأمريكية الأسبوع الماضي إعفاء يسمح للعراق بدفع 2.76 مليار دولار من ديون الطاقة لإيران. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن هذه الأموال لن يُسمح بتوجيهها إلا إلى شركات معتمدة من الولايات المتحدة لتقديم إمدادات الأغذية والأدوية للمواطنين الإيرانيين.

فيما قال دينيس روس، المستشار السابق لعدة رؤساء أمريكيين في شؤون الشرق الأوسط، إن هذه المساعي تدل على أن إدارة بايدن لا ترغب في أزمة جديدة، وهي"تريد الاهتمام والتركيز على أوكرانيا وروسيا"، و"أبعد شيء عن مرادها هو خوض حرب في الشرق الأوسط".

في المقابل، قال ماثيو ميلر، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، يوم الأربعاء، 14 يونيو/حزيران، إن "الشائعات حول اتفاق نووي -مؤقت أو غير ذلك- خاطئة أو مضللة"، و"سياستنا الأولى هي العمل على عدم حصول إيران أبداً على سلاح نووي، ولذلك فإننا نراقب بالتأكيد أنشطة التخصيب النووي الإيرانية"، و"نؤمن بأن الدبلوماسية هي أنجع سبيل إلى ذلك، لكننا نستعد لجميع الاحتمالات الطارئة والممكن حدوثها".

وفي تحول غير متوقع للخطاب العام، نقلت تقارير لوسائل إعلام حكومية إيرانية يوم الأربعاء، 14 يونيو/حزيران، عن المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، قوله إن إيران يمكن أن توافق على اتفاق مع الغرب إذا ظلت البنية التحتية النووية الإيرانية سليمة، والمحافظة على قدر من التعاون مع المفتشين النوويين الدوليين.

تحميل المزيد