فضيحة مالية تُربك الحكومة الفرنسية.. تحقيقات بشأن مصير أموال خُصصت من أجل نشر “قيم الجمهورية”

عربي بوست
تم النشر: 2023/06/15 الساعة 17:19 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/06/15 الساعة 17:22 بتوقيت غرينتش
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون - Getty Images

تعيش فرنسا على وقع فضيحة مالية بطلتها مسؤولة في حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون تُشرف على أموال "صندوق ماريان" الذي أنشأته باريس من أجل نشر "قيم الجمهورية" عام 2021، حيث خضعت الأربعاء 14 يونيو/حزيران 2023، مارلين شيابا التي تتولى منصب سكرتيرة الدولة للاقتصاد الاجتماعي والتضامن للمساءلة أمام لجنة التحقيق بمجلس الشيوخ؛ لاستجوابها حول طريقة استخدام الأموال البالغة 2.5 مليون يورو من الهبات. 

حسب موقع قناة "فرانس 24" الفرنسي، فقد تم استجواب الوزيرة طيلة أكثر من ثلاث ساعات. وعلى الرغم من أنها أكدت استعدادها لتحمُّل "مسؤولية" الإدارة المثيرة للجدل لهذا الصندوق، فإنها أرادت في الوقت نفسه التبرؤ منها دون أن تتمكن من إقناع أعضاء مجلس الشيوخ. 

توزيع أموال نشر "قيم الجمهورية"

بينما قال في سياق المساءلة النائب فرانسوا أوسون ورئيس لجنة المالية بمجلس الشيوخ كلود راينال: "إن ما تقولونه لأمر غير عادي!"، "لا يتم توزيع المال دون إعداد تقرير بسيط (…)، هنا لا يوجد شيء على الإطلاق".   و"صندوق ماريان" أنشأته الحكومة عام 2021 إثر قتل مدرس في هجوم أواخر 2020 بهدف نشر "قيم الجمهورية"، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.

حسب الموقع الفرنسي، فإن شيابا الوزيرة ذات الحضور الكبير في الإعلام والمثيرة للجدل، كانت هي مَن طرح فكرة استحداث الصندوق وهي من أوائل داعمي الرئيس إيمانويل ماكرون.  وبعد نحو ثلاث سنوات على إنشائه، بات الصندوق في صلب تحقيقين أحدهما قضائي والثاني برلماني، ما بين شبهات باختلاس أموال واتهامات بالمحاباة وإنتاج محتويات مثيرة للجدل.

فيما تنتشر شائعات حول تعديلات حكومية، تهدد الفضيحة اليوم بأن تطال الوزيرة شيابا.  وشكلت جريمة قتل صامويل باتي أواخر 2020، صدمة هائلة في فرنسا، بعد تعرضه لحملة تنديد على شبكات التواصل الاجتماعي؛ لعرضه في الصف رسوماً كاريكاتيرية للنبي محمد في سياق درس حول ما وصفته وسائل إعلام فرنسية بـ"حرية التعبير". 

أكدت مارلين شيابا، الوزيرة المنتدبة لشؤون المواطنة في ذلك الحين، أن الهدف من هذه الأداة هو تأمين التمويل لأشخاص وجمعيات تعمل على نشر "قيم الجمهورية" والتصدي لـ"الخطاب الانعزالي". 

بينما جمعت الدولة 2.5 مليون يورو لتوزيعها على جمعيات بعد النظر في ملفات الترشيح. وعُهد بالصندوق إلى لجنة وزارية ضد التطرف اعتمدت آلية مسرعة، أفضت إلى اختيار 17 ملفاً في شهرين فقط. وبعد ذلك لم ترد أنباء جديدة عن الصندوق. 

لكن في نهاية مارس/آذار 2023، سلط تحقيق مشترك لوسيلتي إعلام فرنسيتين الضوء مجدداً وبصورة مفاجئة على الصندوق، إذ وصف إدارة غير شفافة للأموال، وقائمة مستفيدين سرية تتصدرها جمعية غير معروفة كثيراً هي "اتحاد جمعيات التربية البدنية والإعداد العسكري" التي يعتقد أنها استخدمت 355 ألف يورو من المساعدات الممنوحة لإصدار مطبوعات لم تلقَ متابعة تُذكر، ولدفع رواتب اثنين من مديريها السابقين. 

علقت عائلة صامويل باتي عندها مبديةً "صدمتها الكبيرة" حيال "الاستخدام المريب" لهذه المساعدات و"غياب الإشراف" على صندوق نشر "قيم الجمهورية". وأثارت قضية صندوق ماريان لاحقاً مزيداً من الأصداء، حين كشف موقع "ميديابارت" الاستقصائي أن صندوقاً آخر غير معروف جداً هو "إعادة البناء المشترك" حصل على أكثر من 300 ألف يورو، استخدم جزءاً منها لإنتاج محتويات تهاجم عدداً من الشخصيات اليسارية. 

بينما تسارعت التحقيقات هذا الأسبوع مع مداهمة مقار عدد من الأطراف الرئيسية في القضية، بينها المسؤول الإداري السابق الذي كان يدير الصندوق داخل الحكومة قبل إرغامه على الاستقالة. 

بموازاة ذلك، شكّل مجلس الشيوخ الذي تسيطر عليه المعارضة اليمينية، لجنة تحقيق باشرت جلسات الاستماع التي كشف بعضها عن معلومات مربكة لمارلين شيابا المسؤولة عن صندوق نشر "قيم الجمهورية"، والتي تتولى اليوم منصب سكرتيرة الدولة للاقتصاد الاجتماعي والتضامن.

تحميل المزيد