يستضيف الاتحاد الأوروبي، الخميس 15 يونيو/حزيران 2023، مؤتمراً دولياً لجمع الأموال من أجل سوريا التي ضربها زلزال عنيف هذا العام، ما فاقم المحنة القاسية بالفعل التي يعاني منها هذا البلد منذ اندلاع صراع في 2011.
ووصفت ثلاث منظمات في الأمم المتحدة الاحتياجات في سوريا بأنها "ضخمة"، وقالت إن عشر التمويل المطلوب فقط هو الذي تم تأمينه حتى الآن لمشروعات عام 2023، لمساعدة السوريين في الداخل، واللاجئين منهم في المنطقة.
وذكر بيان مشترك من وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن جريفيث، والمفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو جراندي، ومدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي آخيم شتاينر، إذ يدير الثلاثة الاستجابة التي تقودها الأمم المتحدة للأزمة في سوريا، "نحتاج لدعم مالي أكبر بكثير من المجتمع الدولي".
وأضافوا "المزيد من المساعدة للشعب السوري وللدول التي تستضيفهم (اللاجئين) أمر ضروري. الاحتياجات ضخمة".
فيما تقول المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن أكثر من 14 مليون سوري فروا من منازلهم منذ 2011، ولا يزال نحو 6.8 مليون نازحين داخل سوريا، التي يعيش فيها كل السكان تقريباً تحت خط الفقر، ويعيش نحو 5.5 مليون لاجئ سوري في تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر.
وقال المسؤولون الثلاثة بالأمم المتحدة إنهم يأملون في الحصول على تعهدات بذات قدر تلك التي تم تقديمها لسوريا وجيرانها في مؤتمر مماثل العام الماضي، وبلغت 6.7 مليار دولار.
كما حذروا من أن خطط الأمم المتحدة المتعلقة بمساعدات داخل البلاد بقيمة 5.4 مليار دولار، إضافة إلى 5.8 مليار دولار للسوريين في المنطقة الأوسع نطاقاً هذا العام تمويلها قليل بدرجة حرجة.
وقال مفوض الاتحاد الأوروبي لإدارة الأزمات، يانيز لينارتشيتش، الذي سيستضيف المؤتمر والمسؤول عن المساعدات الإنسانية التي يقدمها التكتل، "التمويل الإنساني لسوريا لا يسير بذات وتيرة الاحتياجات المتزايدة بسرعة".
أزمة إنسانية في سوريا
يأتي هذا بعد أن أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أن نحو 90% من السوريين يعيشون تحت خط الفقر، وأن أكثر من 15 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية، مشيرةً إلى أن السوريين يواجهون العديد من التحديات، بدءاً من ضعف الاقتصاد وصولاً إلى سوء أوضاع البنى التحتية.
المنظمة قالت في بيان نشرته على موقعها الرسمي، الأربعاء، إن "المجتمع السوري يواجه إلى جانب تداعيات الصراع والزلزال الأخير، التضخم الجامح والانكماش الاقتصادي وانهيار خدمات الصحة العامة ودمار المنازل، وخطر تعطل البنى التحتية الحيوية".
أضاف البيان أن "ما يقارب 90% من السوريين يعيشون اليوم تحت خط الفقر، ويحتاج أكثر من 15 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية، وهو توجه ظلّ ثابتاً في السنوات الماضية"، واعتبر أن خطر انهيار البنى التحتية الحيوية في سوريا "يشكل مدعاة قلق داهم".
يأتي هذا فيما كابدت المجتمعات المحلية في سوريا، منذ أكثر من 12 عاماً، هجوماً من النظام على المدن، وزلزالاً مدمراً ضرب البلاد في بداية العام الحالي، وتسبب بمزيد من المعاناة الإنسانية.
تعاني مناطق سيطرة النظام تدهوراً كبيراً، كما تعاني من الفقر، حيث انخفض سعر الليرة السورية إلى أكثر من 9 آلاف مقابل الدولار الأمريكي، كما تعاني مناطق الشمال السوري التي تسيطر عليها المعارضة من ضعف الخدمات والفقر.