تثير مجموعة سرية من الضباط المنشقين الروس قلق موسكو، إذ يسمون أنفسهم بالوطنيين، ويعتبرون أن الحرب الروسية على أوكرانيا "فشل للدولة الروسية وكارثة وطنية"، كما يهدفون إلى "الإطاحة بديكتاتورية الرئيس فلاديمير بوتين"، وإقامة جمهورية برلمانية حقيقية وحمايتها.
موقع Intelligence Online الاستخباراتي الفرنسي، قال الثلاثاء 13 يونيو/حزيران 2023، إن المجموعة المنشقة تضم ضباطاً روساً في الخدمة ومتقاعدين من مختلف الأجهزة الأمنية، ويطلقون على أنفسهم اسم "جماعة الجمهورية".
كان أول عمل رفيع المستوى للمجموعة مساعدة الطيار الروسي دميتري ميشوف على الانشقاق، عقب عبور الحدود إلى ليتوانيا، وأجرى الملازم الشاب مقابلة مع مكتب هيئة الإذاعة البريطانية BBC الناطقة بالروسية، قبل أن يُسلِّم نفسه لخدمات الهجرة في فيلنيوس عاصمة ليتوانيا.
الموقع الاستخباراتي قال إنه حصل على معلومات، تفيد بأن هذه الأنواع من العمليات لا تشكل مصدر القلق الأساسي لموسكو بشأن المجموعة، بل ما يمكن لأعضائها الوصول إليه من الهياكل الأمنية الروسية.
يضيف الموقع أن أكبر مصدر إزعاج من الضباط المعارضين، يكمُن في جمع المعلومات الاستخبارية ونقلها إلى وسائل الإعلام الغربية حول العملية العسكرية وحالة القوات المسلحة الروسية واستخدام ما يُسمَّى بـ"الشركات العسكرية الخاصة".
ليس ذلك فحسب، بل تشن "جماعة الجمهورية" أيضاً هجمات استخباراتية اقتصادية على مخططات توصيل النفط التي تتهرب من العقوبات، وهي مصدر رئيسي للنقد بالنسبة للدولة الروسية، التي تصل إليها بفضل مساعدات من داخل المؤسسة الاقتصادية في موسكو.
التواصل مع المعارضين
وسّعت "جماعة الجمهورية" من نشاطاتها، وأصبحت تتواصل أيضاً مع شخصيات المعارضة الروسية المقيمة في المنفى، ووسائل الإعلام الغربية، الذين يرسل إليهم "قسم التحليل" التابع للجماعة تقارير بعضها أكثر تفصيلاً من الآخر.
بحسب الموقع الاستخباراتي، تعمل الجماعة بالفعل على تجميع الملفات التي يعتزم أعضاؤها إرسالها إلى المحاكم الدولية، للتحقيق في جرائم الحرب المزعومة، التي ربما تكون القوات المسلحة الروسية قد ارتكبتها في أوكرانيا.
موقع Intelligence Online تواصل مع الجماعة، ونقل عنها القول إنها "تشكلت في في فبراير/شباط 2022، وفقاً لنموذج "نادي السادة الإنجليز"، قبل تعديل مهامها حسب ما تمليه الظروف.
يُعيَّن الأعضاء بناءً على توصيات شخصية من مجموعة أساسية من الأصدقاء القدامى، وتقتصر العضوية على الضباط، أما أعضاء المجموعة فهم ضباط سابقون في المديرية الرئيسية لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة لروسيا الاتحادية، وخدمات التجسس المضاد، بالإضافة إلى أفراد في الخدمة ومتقاعدين من قوات النخبة المحمولة جواً.
انتقل البعض إلى الأعمال التجارية، بينما البعض الآخر إلى مجال الإعلام، ويعيش بعضهم خارج روسيا، كما تعترف "جماعة الجمهورية" بأنها هيكل صغير جداً "لا يهدف إلى النمو من حيث عدد الأعضاء، لكنه يسعى لتحقيق الكفاءة".
تضيف الجماعة أنها ملتزمة بـ"زيادة المخاطر" في وجه الكرملين، وتصف نفسها بأنها من جناح "اليمين المعتدل".
يُذكر أنه في 24 فبراير/شباط 2022، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، وتشترط موسكو لإنهائها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، وهو ما تعده الأخيرة "تدخلاً" في سيادتها.